كشفت صحيفة "الجارديان البريطانية" عن اعتماد خريطة جديدة للعالم في "بوسطن" الأمريكية حيث تبدو الولايات المتحدة صغيرة في الخارطة القديمة.
1-جدل خريطة ميركاتورعلى مدار 500 عام مضت، ظلت خريطة "ميركاتور" مسيطرة على كافة خرائط العالم، فكانت الخريطة المعتادة في كل أطلس جغرافي.
يذكر أن رسام الخرائط الفلمنكي الشهير جيراردوس ميركاتور، كان قد وضع خريطته عام 1569 في المقام الأول، لتسهيل حركة الملاحة عبر الممرات التجارية في المستعمرات، باستخدام خطوط مستقيمة رسمها عبر المحيطات.
كما تبدو غرينلاند، تقريبًا بحجم أفريقيا فيما الصواب أنها أصغر منها بحوالي 14 مرة؛ وأيضًا تبدو ألاسكا أكبر من المكسيك وتظهر ألمانيا وسط الصورة لا إلى جهة الشمال منها ويعود السبب في ذلك، لأن ميركاتور نقل مكان خط الاستواء.
2-"إنه تغيير جذري"كان المؤرخ الألماني آرنو بيترز قد نشر، رسم خريطته عام 1974 التي تطابق عمل رسامِ الخرائط الاسكتلندي من القرن الـ19 جيمس غال، ولهذا تعرف الخريطة باسم "خريطة غال-بيترز"، وهي خريطة "مساحة متساوية" تشوه شكل البلدان لأنها تصوير ثنائي الأبعاد لكرة أرضية ثلاثية الأبعاد، يبدو أنها دقيقة في تصوير وتمثيل مساحات الأسطح.
أما النتيجة فتقلب المضمون التاريخي والسياسي والاجتماعي لخريطة ميركاتور، وتعيد كتابته من جديد، لأن خريطة ميركاتور، كانت تهوّل وتضخّم من حجم القوى الإمبريالية، وفي المنطقة التعليمية المذكورة، فإن 125 مَدرسة فيها، تضمّ 57 ألف تلميذ وطالب، منهم 86% ليسوا من بيض البشرة، وغالبيتهم من اللاتينيين والسود.
ويقول روز، إنه من بعد تغيير الخرائط، سيعكف التربويون على النظر في مواد تدريسية أخرى لتغيير طريقة تقديم التاريخ الأبيض من باب الأكثر هيمنة وسيطرة.
3-اعتماد خريطة بيترزوكخطوة أولى فإن المدارس بصدد إدخال خرائط بيترز، بواقع صف واحد في كل من المرحلة الابتدائية والإعدادية والثانوية، على أن تباشر لاحقًا بإدخالِها إلى بقية الصفوف تدريجيًا.
لن يتم التخلص من خرائط ميركاتور القديمة أو إزالتها، وإنما ستقتصر الخرائط الجديدة التي يشتريها الطلاب على رسم بيترز فقط، بحسب ما قاله روز الذي أكد أن القرار اتُخِذَ من داخل إدارة المنطقة التعليمية، ولم يوضع لاستشارة الكادر العام.
وكان مديرو المناهج، قد عمدوا إلى استشارة خبراء في الخرائط في مكتبة "بوسطن" العامة، الذين نصحوهم بمراجعة شركة ODT في أمهرست بولاية ماساتشوستس، والتي تعتبر الناشر الحصري في أميركا الشمالية لخرائط بيترز.
وأعربت جين إليوت وهي أستاذة في ولاية أيوا، عن سعادتها للخطوة التي أقدمت عليها بوسطن.
وكانت إليوت التي تعطي محاضرات في العلاقات بين الأعراق بالجامعة؛ قد ذاع صيتها حينما صممت تمرينًا شهيرًا مضادًا للعنصرية في أعقاب اغتيال مارتن لوثر كينغ عام 1968 مباشرة، ينطوي التمرين على إصدار أوامر لطلبة المدارس من بيض البشرة أن يعاملوا بعضهم البعض معاملة تمييزية فيها تفرقة بناء على لون أعينهم.
وتقول إليوت "لقد أظهر رسم خريطة ميركاتور قوة المسيحية وانتشارها، ولكنه ليس العالم الحقيقي أبدًا، إن ما تقوم به مدارس بوسطن الحكومية في غاية الأهمية وينبغي تبنيه عبر البلاد وخارجها."
وأضافت إليوت التي تواصل مزاولة مهنة التدريس رغم بلوغها سن الـ 83، أنها ستلقي في هذا الأسبوع محاضرات في كل من أيوا وميزوري وتكساس، وسترحب في كلٍ منها وتثني على مبادرة بوسطن.