أزمة كل عام.. السلفيون يُحرّمون الاحتفال بعيد الأم.. ودعاة: " لا يتعارض مع الشرع"

عيد الام

لم يسلم الاحتفال بعيد الأم، كل عام من فتاوى رجال الدين، والانقسام حول حرمانيته من عدمها، والتي رغم تكرارها، إلا أنها تلقى صدا واسعًا، وتثير الجدل في الأوساط الإعلامية، فالبعض يؤكد أنه بدعة ولم ينزل الله به من سلطان، وآخرون يعتبرونه تقديرا للأمهات، ولا يمكن تحريمه.

عيد الأم أو كما يسمى "يوم الأم"، هو احتفال ظهر حديثا في مطلع القرن العشرين، ويُحتفل به في بعض الدول لتكريم الأمهات والأمومة ورابطة الأم بأبنائها وتأثير الأمهات على المجتمع، وظهر ذلك برغبة من المفكرين الغربيين والأوروبيين بعد أن وجدوا الأبناء في مجتمعاتهم يهملون أمهاتهم، ولا يؤدون الرعاية الكاملة لهن، فأرادوا أن يجعلوا يومًا في السنة ليذكروا الأبناء بأمهاتهم، لاحقا اتسعت رقعة المحتفلين به، حتى صار يحتفل به في العديد من الأيام وفي شتى المدن في العالم.

ويختلف تاريخ عيد الأم من دولة لأخرى، فمثلًا في العالم العربي يكون اليوم الأول من فصل الربيع، وهو يوم 21 مارس، أما في النرويج فيحتفل به في 2 فبراير، وفي الأرجنتين فهو يوم 3 أكتوبر، وجنوب أفريقيا تحتفل به يوم 1 مايو، وفي الولايات المتحدة يكون الاحتفال في الأحد الثاني من شهر مايو من كل عام.

ويرصد "أهل مصر" أبرز فتاوى رجال الدين، حول حرمانية "عيد الأم"، ومنها..

ياسر برهامي

نشر الموقع الرسمى للدعوة السلفية، فتوى الشيخ ياسر برهامي، نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية، حول حكم الاحتفال بعيد الأم، والتى وصفها برهامى بعيد الكفار، معتبرًا أن الاحتفال به حرام ولا يجوز للمسلمين المشاركة فيه.

وتابع برهامي الفتوى قائلًا:" بر الأم من الواجبات العينية، ولا يعرف عند المسلمين هذا العيد، فهو من البدع المستوردة من الكفار، وقد نهينا عن التشبه بهم، وفى الحديث: (مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ)".

مظهر شاهين

قال مظهر شاهين، إمام مسجد عمر مكرم، إن الاحتفال بالأم وجعل يوم مخصوص بهذه المناسبة لا يتعارض مع الاحتفال بالعيدين الفطر والأضحي، لأن ذلك من قبيل المناسبات الاجتماعية وليس التعبدية وهو أمر مباح طالما لم يرد نص بحرمته لأن الأصل في الأمور الإباحة".

وتابع "شاهين": أن التشبه المنهي عنه هو التشبه الذي يمس جوهر العقيدة أو العبادة وليس التشبه في الأمور الاجتماعية أو الشكلية وإلا فالأكل سيكون حراما لأننا نأكل كما يأكلون واللباس سيكون حراما لأننا نلبس كما يلبسون وركوب السيارات سيكون حراما وهكذا.. ولو أن علة التحريم كما ذكر وهو أنه مستورد لكانت جل حياتنا حرام لأننا نستورد منهم مالا تحصيه مقالتي هذه وأولها نظارته التي يلبسها وجلبابه القصير الذي يرتديه وهاتفه المحمول الذي يتكلم فيه بل والكمبيوتر الذي نشر فيه فتواه بالتحريم.

عبد الله النجار

قال الدكتور عبدالله النجار، عضو مجمع البحوث الإسلامية، الإسلام أوجب بر الوالدين، وأكرم الأم بمنزلة خاصة، مضيفا أن الأم رمزًا للعطاء وهدية الله للبشرية، ومصدر الرحمة للخلق، مشددًا أن فتوى تحريم الاحتفال بعيد الأم غير صحيحة، مؤكدا أنه لا يجب العمل برأى "برهامي" ومن على شاكلته.

الحويني

كانت آخر هذه الفتاوى، فتوى أبو يحيى الحويني، نجل الداعية السلفي أبو إسحاق الحويني، حيث أفتى على صفحته، بعدم جواز الاحتفال بعيد الأم باعتباره بدعة لا يجوز الاحتفال بها..

وتابع في فتواه، "إن كل الأعياد التي تخالف الأعياد الشرعية بدعا حادثة، لم تكن معروفة في عهد السلف الصالح، وربما يكون منشؤها من غير المسلمين أيضًا، فيكون فيها مع البدعة مشابهة أعداء الله سبحانه وتعالى".

سعد الهلالي

وصف الدكتور سعد الدين الهلالي، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، عيد الأم بـ"البدعة"، معلقًا على فتوى الحويني بأنها صحيحة وتعبر عن وجهة نظره في عيد الأم.

وأكد، أن البدعة قسمت إلى نوعين حسنة وسيئة، والحسنة منها هي التي تأخذ الإنسان إلى حسن الخلق، قائلًا، "توجد بدع كثيرة الآن ولكنها تخدم الإنسان، مثل القانون، حيث قال بعض أصحاب الفتاوى أن القانون بدعة".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً