في إطار حرص مصر، على دعم علاقتها الخارجية، تسلم الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم الاثنين أوراق اعتماد 7 سفراء جدد، مؤكدًا ضوروة تكثيف الجهود لدعم علاقة مصر بجميع الدول.
وتضمنت قائمة السفراء الجدد، على حمدان العايد سفير المملكة الأردنية الهاشمية، ومحمد على ساركار سفير جمهورية بنجلاديش، ولاورا كانسيكاس ديبرايس سفيرة جمهورية فنلندا، وما دونج هوى سفير جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، وإيفان سوركوش سفير الاتحاد الأوروبى، وتاييى أثقى سيلاسى سفير جمهورية إثيوبيا، وعبد اللطيف جمعة بايف سفير جمهورية قيرغيزيا.
من بين هؤلاء السفراء الجدد، ظهر اسم "تايبي أثقي سيلاسي" وزير جمهورية أثيوبيا في مصر، يأتي ذلك بعد النزاع الأخير بين الطرفين، في قضايا طالما شغلت الرأي العام، وأبرزها أزمة سد النهضة، وعناد أثيوبيا في استكمال بناء السد.
المخاطر المائية في مصر، تصدرت المشهد في الأيام القليلة الماضية، حيث خرج وزير الإسكان الدكتور مصطفى مدبولي، بتصريحات مثيرة للجدل، حول دخول مصر في مرحلة الفقر المائي، واتجاه مصر حاليا لتحليل مياه البحر.
الأزمة بدأت بعد اتجاه أثيوبيا لإنشاء سد النهضة، والذي من المقرر الانتهاء منه العام الحالي، مما هدد حصة مصر من المياه، وتعددت دوافع أثيوبيا في بناء السد، ومنها تنفيذ عدد من المشروعات المهمة، من ضمنها المشروعات الرئيسية على حوض نهر النيل، ودعم حق دول المنابع في استغلال مياه النيل، إلى جانب العمل على سلب حق الفيتو من مصر، الذي يتيح لها حق الاعتراض على إقامة أي دولة لمشروعات على نهر النيل، أو الاستخدام المطلق لمياه النيل.
سد النهضة أو "سد الألفية الكبير"، كما يطلق عليه، هو سد إثيوبي قيد البناء يقع على النيل الأزرق بولاية بنيشنقول-قماز بالقرب من الحدود الإثيوبية-السودانية، على مسافة تتراوح بين 20 و40 كيلومترا، ومن المرتقب عند اكتمال إنشاءه، العام الجاري، سوف يصبح أكبر سد كهرومائي في القارة الأفريقية، والعاشر عالميا في قائمة أكبر السدود إنتاجا للكهرباء، وتقدر تكلفته بـ4.7 مليار دولار أمريكي، وهو واحد من ثلاثة سدود تشيد لغرض توليد الطاقة الكهرومائية في إثيوبيا.
وردا على تساؤلات "أهل مصر" حول إمكانية تأثير تعيين سفير أثيوبي لدى مصر في حل أزمة سد النهضة، قال الدكتور نادر نور الدين، الخبير المائي، إن تعيين سفير جديد لأثيوبيا، هو تطور جيد في العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وربما تشهد الفترة المقبلة تطورات في أزمة سد النهضة، إلا ان الأمر لا يعنى تخلي أثيوبيا عن فكرة بناء السد، ولكن يمكن لمصر عن طريق المباحثات المستمرة مع الجانب الأثيوبي، طرح ضمانات جديدة تحمي حصة مصر من مياه النيل.
وتابع نور الدين، في تصريحات خاصة، "على مصر استغلال الموقف، وزيادة المباحثات بشكل دائم لمحاولة الخروخ من الأزمة"، مشيرا إلى أن الوضع لا يحتمل أي تأخير، والحلول الدبلوماسية هي من يمكنها إحداث تغيير حقيقي في الازمة، مشددا على ضرورة التفكير الجيد وتبنى رؤى جديدة وجادة للحد من تطور الأزمة.
ويقول أشرف عبدالعزيز، الخبير السياسي، إن الأزمة مصر وأثيوبيا، لها اتجاهات سياسية متعددة، تتمثل في مواقف دول حول حوض النيل بشكل عام، فأثيوبيا اعتمدت في قضيتها مع مصر، مشيرا إلى أن تعيين سفير جديد من شانه دفع حركة المفاوضات بين البلدين، وربما يتطور الموقف ويحدث تغييرات في المشهد الأثيوبي، وخاصة ملف سد النهضة.
وتابع أشرف، أن الأزمة رغم تطوراتها، إلا أن مصر لاتزال تمتلك مفاتيح حل الأزمة، وعليها تكثيف مجهوداتها في المباحثات مع أثيوبيا، والحصول على ضمانات أكثر تحفظ أمنها المائي.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
