كشفت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية بنستختها الإنجليزية، أنه بعد مرور عام ونصف على دخول الجيش الروسي إلى الأراضي السورية، تمكنّت موسكو من ضمان مكانها كلاعب رئيسي في منطقة الشرق الأوسط.
وقال توماس غومار، المؤرخ الفرنسي في العلاقات الدولية ومدير المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية، إن روسيا نجحت في عودتها كلاعب رئيسي وسط القوة العظمي نظرًا لأن هذه الخطوة كانت تمثل أبرز أهداف روسيا لحظة دخولها العسكري لسوريا، الذي انطلق في شهر سبتمبر سنة 2015، وبعد مرور عام ونصف، تمكنت روسيا من جني ثمار جهودها، حيث استعادت روسيا دورها كطرف فاعل على الساحة العالمية، كما أصبحت المتحدث الرئيسي باسم الولايات المتحدة، تمامًا مثل ما حدث خلال الحرب الباردة.
ووفقًا للصحيفة، استغلت روسيا الانسحاب الأميركي من المنطقة، والتراجع الاستراتيجي الذي رافق سنوات حكم أوباما، للبروز بدلًا عنها.
وقالت الصحيفة إن التدخل الروسي في سوريا أدى إلى قلب موازين القوى على أرض الواقع، حيث تمكنت من ضمان بقاء النظام السوري.
وأشارت الصحيفة إلى أن روسيا حققت نجاحًا عسكريًا واستعادت قوتها وقدرتها الإستراتيجية، والدليل على ذلك تصريح الجنرال ميشال ياكوفليف، النائب الأسبق للقائد الأعلى لقوات الحلف الأطلسي، خلال مؤتمر نظمته جامعة السوربون، إن "الجيش الروسي أخذ يتحرر من قيوده، باعتبار أن الروس انضموا إلى اللعبة التي يقودها كبار العالم".
وقال غومار إن الجهود المبذولة لإعادة العلاقة الأمريكية الروسية باءت بالفشل قبل انطلاقها، خاصة مع تمسك روسيا بحليفها الإيراني.
وعن العلاقة التي تربط بين سوريا وروسيا وحلف شمال الأطلسي، أكد "غومار"، أن تلك المسألة تعد نقطة الضعف الرئيسية في مخطط التدخل الروسي في بلاد الشام، ففي حين سارع الكرملين لمساندة القوات النظامية السورية لتفادي الفوضى، إلا أن التدخل الروسي فشل في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، نظرًا لأن موسكو عجزت عن إعادة النظام فضلًا عن طرد داعش.
في المقابل، نجح المسؤولون الروس في سوريا في تفادي تكرار السيناريو الأفغاني أو الشيشاني، إذ أنهم من الواضح قد استفادوا من دروس الماضي.
وأضاف غومار أن هدف روسيا يتمثل في خلق توازن شامل بين جميع القوى ومصادر النفوذ، ذلك أن روسيا لا تسعى إلى تهدئة الوضع أو إيجاد حل للأزمة السورية، بل تطمح لاستغلالها لخدمة مصالحها.
ومن جهتها، تعتقد موسكو أن حلف شمال الأطلسي متورط في خلق العديد من النزاعات، على غرار شن الحلف لغارات واسعة النطاق قصفت من خلالها كوسوفو سنة 1999، إضافة إلى توسعه نحو أوروبا الشرقية.