"ميرفت التلاوي"، الوجه النسوي الرائد والقامة المصرية الشامخة المناضلة بطبعها منذ نشأتها، فهذاالاسم الذي لمع داخل مصر وخارجه، وكانت من أوائل السيدات التي التحقت بالسلك الدبلوماسي وأول سفيرة لمصر، وأكثرهم دفاعا عن المرأة المصرية سواء خلال فترة ولايتها للمجلس القومي للمرأة، أو دفاعها عن المرأة العربية، كمديرة لمنظمة المرأة العربية، لم يكن إلا شخصية تحدت سياق العادات والتقاليد المكبلة لطموحات المرأة في مسقط رأسها المنيا.
وفي أسرتها الصعيدية المحافظة التي تمنع الفتاة من اتمام الدراسة الجامعية، ورغم تلك الصعوبات، واصلت تعليمها الجامعي وتكلل مساراها بالانجازات والنجاحات مؤكدة رسالة واحدة أن المرأة التي تسكنها الارادة والمتسلحة بالعلم إمرأة لاتنهزم أمام العراقيل، وأصبحت مصدر فخر لأسرتها وقدوة كبيرة لغيرها من النساء.
وكانت أيضا مثال الزوجة والأم الناجحة، فهى زوجة للدكتور علي رحمي ولها ابنه وحيدة تعمل في الأمم المتحدة، ولها أبن، ورغم عمالها ونجاحتها، لايؤثر ذلك يوما على أسرتها وأولادها.
حياة "التلاوي" ثرية بالنجاحات، فحصلت على بكالوريوس العلوم السياسية وبكالوريوس في إدارة الأعمال من الجامعة الأمريكية في القاهرة، وعلى شهادة الدراسات الدولية من معهد الدراسات العليا الدولية في جنيف، سويسرا، حيث قامت بدراسة الدكتوراة، وأجرت دراسات حول الاستثمار الخارجي في معهد الدراسات القانونية في جامعة هارفرد.
مرفت التلاوي، بالعديد من المحطات المهنية وتبوأت العديد من المناصب الهامة حيث تولت منصب وكيل الأمين العام والأمين التنفيذي للجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (الأسكوا) منذ أوائل 2001 إلى 2007، كأول سيدة عربية تتولى هذا المنصب، كما تولت عددًا من المناصب الهامة في مصر وزيرة للشؤون الاجتماعية وحامية لأموال التأمينات والمعاشات وسفيرة وأمين عام المجلس القومي للمرأة ورئيسة له.
وكانت من أوائل السيدات التي التحقت بالسلك الدبلوماسي وأول سفيرة لمصر، لديها ما يزيد عن أربعين عامًا من الخبرة في مجال الشئون الخارجية والعلاقات الدولية والخدمة العامة ولها إنجازات على الصعيد الدولي والإقليمي والوطني.
كما تم تكليفها من قبل جامعة الدول العربية بالقيام بعمل المنسق العام للقمة العربية الاقتصادية والتنموية والاجتماعية التي عقدت في الكويت يناير 2009.
وتشغل الآن منصب المديرة العامة لمنظمة المرأة العربية التي تعمل تحت مظلة جامعة الدول العربية.