والدة الرئيس عبد الفتاح السيسي لم تكن أم عادية، ومن أكثر الأدلة والشواهد هو حب زوجة ابنها الشديد لها، فدموع انتصار السيسى، زوجة الرئيس، التى لم تحاول إخفاءها أو السيطرة عليها خلال وفاة السيدة سعاد والدة السيسي، وخاصة في العزاء الذي أقيم في أغسطس 2015، كانت أكبر دليل على ذلك.
وقالت وقتها السيدة انتصار السيسي، في مقابلات صحفية، رغم عدم قدرتها على الحديث: "إذا كان المصريون قد لمسوا مشاعر فياضة وقدرة على العطاء وأخلاقا طيبة فى رئيسهم، فإن هذه السيدة هى من منحته تلك الصفات وإذا كانت حياتى الزوجية والأسرية قدر لها أن تنجح فقد كان لهذه السيدة فضل كبير، فهذه السيدة كانت مصدر الحب والحنان لزوجى ولكل أسرته، تعلم على يديها الكثير، واكتسب من خصالها الكثير، فقد علمته التسامح وحب الناس والقرب من الله، وأن يضع الله نصب عينيه فى كل تصرفاته، ولم تختصه بذلك بل علمته لكل أولادها ولكل من اقترب منها، فهى سيدة نادرة الأخلاق والطباع".
وأضافت: "علمت أولادها الكفاح والاعتماد على النفس ليكتسبوا خبرات حياتيه، على الرغم من أن والدهم كان ميسور الحال لكن هذا لم يجعلها تعتمد على ثروة زوجها لتدلل أبناءها أو تمنحهم حياة سهلة".
وأوضحت: "أذكر فى بداية حياتى الزوجية جمعتنا أنا وبقية زوجات أبنائها وبناتها(حيث كنا نسكن عمارة واحدة بناها والد زوجى لنا جميعا) ومنحتنا يومها نصائح كان لها وقع كبير فى نجاح حياتنا الأسرية والعائلية، ويمكن لمن يقرؤها يقول أى أم تقوم بالنصح والإرشاد وهذا ليس بجديد، ولكن هذه السيدة كانت أفعالها المسئولة والحسنة تسبق أقوالها فكانت دائما القدوة الصالحة، فحين جمعتنا قالت لنا: أنتن جميعا محبتكن فى قلبى واحدة ولا فرق بينكن، لكن يجب أن يكون لكل واحدة خصوصيتها فلا تتدخل واحدة فى حياة الأخرى ولا تعرف واحدة عن حياة غيرها إلا ما يريدون أن تعرفه فقط، كثير من المشاكل يمكن حلها فيما بيننا فقط ولا داعى لاتساع أى أمر طالما يمكن حله فيما بيننا".
وتابعت: "قالت أيضا لا يجب أن يكون الأطفال سببا لغضب بين أحد منكم فكلهم أبناء لكم جميعا. وهذا ما حدث تماما فقد تربى كل أطفال الأسرة بلا تفرقة بين الآباء والأمهات. لقد كبر الأبناء جميعا على أن أى من الكبار يوجههم أو حتى يعاقبهم فهذا أمر معتاد وبدون اى غضاضة وهو ما جعلهم جميعا مترابطين وسرنا كلنا على هذا النهج، ولهذا تميزت أسرتنا بالترابط والمحبة والاحترام الشديد".