اعلان

بسبب تهديدات ترامب.. مخاوف إيرانية من تزايد نفوذ المتشددين

المتشددين فى إيران
كتب : سها صلاح

كشفت صحيفة الفايننشال تايمز البريطانية عن أن السياسة الأمريكية ستساعد علي ظهور المتشددين في إيران وسلطت الضوء علي نموذج مصطفى تاج زادة الذي قضي 6 سنوات بالحبس الانفرادي في سجن إيفين بإيران.

تاج زاده اليوم، هو واحدٌ من أكبر سياسيي التيار الإصلاحي في إيران، ينادي بالتصالح مع متشددي النظام الذين أدخلوه السجن، في خطوةٍ يقول إنه لا بد منها من أجل "حماية" إيران من التهديدات الأجنبية والمحلية.

وقالت الصحيفة إن ترامب الذي هاجم بانتقاداته الاتفاق النووي عام 2015 والذي أدى إلى رفع العقوبات عن إيران، قد أنذر إيران بتلميحه إلى إمكانية فرض قيود اقتصادية عليها.

ويخشى إصلاحيو إيران من أن موقف واشنطن العدائي، قد يزيد من جرأة متشددي النظام الذين استندوا إلي الاتفاق النووي، لتوجيه الانتقادات للروحاني.

يتحدث تاج زاده للصحيفة البريطانية مشبها إيرانَ ببناء في أمس الحاجة إلى إصلاحات، فيقول "تعرف أن البناء كله معرض للخطر، لكنك لا تعرف متى وكيف وأي أجزائه سينهار أولًا".

ويرى معظم المحللين المؤيدين للإصلاح، أن الفوز سيكون حليفَ روحاني، فالمتشددون ما زالوا بحاجة لإيجاد وتسمية مرشحٍ لهم لخوض الانتخابات؛ لكن لهجة وخطاب إدارة ترامب بالتزامن مع وفاة أكبر هاشمي رفسنجاني، الرئيس السابق والحليف الوثيق للإصلاحيين، كلّها عوامل تهدد بقلب ميزان القوى وترجيح كفة المعارضين على المدى الطويل.

ويقول تاج زاده الذي كان في تسعينيات القرن الماضي نائبًا لوزير الداخلية، ومستشارًا لخاتمي في عهد رئاسته، "ليس هناك حزب سياسي يتمتع بالأغلبية المطلقة، بما في ذلك الإصلاحيون؛ وهذا معناه أن لا سبيل لمعالجة الأخطار الرئيسية سوى عبر المصالحة الوطنية، لا مفر من إجراء عملية جراحية عامة".

ليس من الواضح كيف ستعمل آلية هذه المصالحة المقترحة، لكن تاج زاده مصر على ضرورة الإصلاحات، فقد دعا الحرس الثوري إلى الكف عن التدخل في السياسة والاقتصاد وطالبهم بالتركيز على قوتهم العسكرية وملاحقة الفساد وتحسين أوضاع حقوق الإنسان.

ويضيف "نعول على الناس لا على قوتنا العسكرية، فالعسكر لا يمكنهم قيادة السياسة والاقتصاد والثقافة والرياضة.

إن أي دين وروح وطنية لا تعترفُ بحقوق الإنسان سوف ينتهي بها المطاف لتتحول إلى حركة طالبانية.. ونازية".

ويخشى الإصلاحيون من أن يسعى المتشددون الذين تضم صفوفهم شخصيات دينية وقضائية كبيرة، فضلًا عن أسماء من الحرس الثوري لإستغلال انتقادات ترامب الشديدة للاتفاق النووي بهدف عزل الإصلاحيين الذين ناصروا الاتفاق.

وكانت وفاة رفسنجاني في صفعة للإصلاحيين، حيث كان عمودا من أعمدة الجمهورية الإسلامية، وكان وجوده يخدمُ في حفظ توازن القوة بين الأحزاب المتنافسة؛ كما كان له دور محوري في تأمين دعم المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي لصالح روحاني في التوقيع على الاتفاق النووي.

لكن مقترحات التغيير التي يقدمها الإصلاحيون تواجه عقبة، فقد باتوا من المغضوب عليهم لدى خامنئي منذ قيام الحركة الخضراء، فيما يرجع القرار النهائي له في الإنصات إلى دعوات المصالحة الوطنية.

ولا يبدو على المرشد الأعلى أنه غفر للإصلاحيين اتهاماتهم لانتخابات 2009 بأنها "انقلاب انتخابي"، ففي ذاك الحين، ردد مؤيدو الديموقراطية شعارات "الموت للديكتاتور المستبد" ومزقوا صور خامنئي، فعوقب خاتمي وغيره من زعماء الإصلاحيين بالحرمان من الترشح الانتخابي.

واختتمت الصحيفة قائلة ليس من الواضح إن كان خامنئي سيتدخل لتخفيف التوتر السياسي، فهو لم يرحب ولم يرفض أيضًا مبادرة الإصلاحيين.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً