في تصعيدها المستمر نحو النظام السوري، شنت فصائل من المعارضة السورية المسلحة هجوما جديدًا على مداخل دمشق الشمالية الشرقية لدمشق، واستعادوا مواقع كانوا قد فقدوها أمام الجيش في مطلع الأسبوع الحالي، بحسب وسائل إعلام رسمية ومصادر بالمعارضة.
وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض، ومقره بريطانيا، إن "دوي انفجار ضخم سمع فجر اليوم يعتقد أنه هجوم نفذه مسلحو المعارضة ضد القوات الحكومية في أحياء جوبر والقابون"، مضيفا "أن اشتباكات عنيفة استمرت صباح الثلاثاء".
وعلى الجانب الآخر، قال الجيش السوري إنه "تصدى لهجوم مجموعات من إرهابيي "جبهة النصرة" على اتجاه منطقة المغازل شمال حي جوبر"، بحسب ما أوردت وسائل الإعلام السورية المحلية.
التطور المستمر في الأوضاع السورية، لم يظهر بعد ملامح النهاية، فما أن حققت القوات التابعة للنظام السوري، انتصارا في بعض المناطق، إلا وكان الرد سريع للغاية عن طريق قوات المعارضة، فخلال الأيام الماضية، سيطرت قوات النظام السوري على مناطق جديدة خلال الاشتباكات الدائرة مع القوات المعارضة، في مدينة تدمر الاستراتيجية بريف حمص، والمدينة الأثري، والبساتين الجنوبية من تدمر.
كما أعلن المرصد السوري لحقوق الانسان، أن القوات النظامية تمكنت من السيطرة على أجزاء واسعة من شارع الحافظ الواصل بين حيى برزة وتشرين فى العاصمة دمشق.
وردًا على تساؤلات "أهل مصر"، حول علاقة هجوم القوات المعارضة للنظام السورى على دمشق، بنوايا الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، داخل سوريا، وخاصة عقب لقاءه منذ أيام قليلة، بولي ولي العهد السعودي وزير الدفاع، الأمير محمد بن سلمان في البيت الأبيض، يقول العميد صفوت الزيات، إن تصعيد قوات المعارضة هجومها على دمشق، يأتي كرد فعل طبيعي حول الانتصارات التي حققتها قوات النظام السوري في الفترة الماضية، مشيرًا إلى أنه لايمكن لأحد، أن يتوقع الآن نوايا ترامب الحقيقية داخل سوريا، أو الجزم برغبته في التدخل العسكري بها.
وتابع الزيات، في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، أن الموقف في روسيا حاليًا، يظهر قدرة النظام السوري على السيطرة على الأماكن المهددة بها، ووضع يده على تلك المناطق، وعليه فلم تمتلك قوات المعارضة سوا اتخاذ طرق متطورة للهجوم على المناطق التي يسيطر عليها النظام، مشيرا إلى أن خارطة الحرب السورية تغيرت بشكل كبير، إلى جانب تسلح المعارضة بالأسلحة النوعية، ومهاجمتها من المنقطة صفر، وتغيير طريقة مواجهتها لقوات النظام، قائلًا، " لا يمكن التوقع بنهاية الحرب السورية.. ولا الوضع الذي ستؤول إليه التطورات".
ومن جانبه، قال العميد هشام جابر الخبير الاستراتيجي والعسكري، إن الهدف السياسي من الهجوم على دمشق، هو كسب المزيد من الأرض وقطع الطريق إلى حمص، مع ضرب الخطوط الخلفية للجيش السوري، إضافة إلى ضرب الاستقرار داخل العاصمة السورية.
وتابع جابر، أن تصعيد الهجمات، هو نتيجة لإحساس المعارضة السورية بالخطر، حول تقدم قوات النظام السوري في المناطق المتددة داخل سوريا، مشيرًا إلى أن الجيش السوري قام بعمليات ناجحة واستطاع طرد هذه المجموعات إلى حيث كانت حتى عادت فجر اليوم لتكرر نفس العمليات بغرض تنفيذ اختراق آخر داخل العاصمة.
يذكر أن مصادر سورية قد أعلنت أمس الأول، مقتل عشرات من قوات النظام السورى جراء اشتباكات مع فصائل المعارضة قرب حى البرزة فى العاصمة دمشق، مشيرة إلى أن الاشتباكات تركزت فى بساتين حى برزة، وأن قوات النظام والمليشيات الموالية له تكبدت خسائر مادية وبشرية.