لو كانت الحياة قد سارت بشكل طبيعي، لكانت كاميرون كاين 26 عاما وزوجها ألكسندر بينزوفسكي، يعدان الآن لحفل زفافهما، حيث التقت الأمريكية كاين والهولندي بينزوفسكي في عام 2012 عندما كانا يدرسان في الجامعة في كارولينا الشمالية بالولايات المتحدة.
تزوجا في ربيع 2015 في حفل خاص وكانا يعدان لمراسم زفاف تقليدية مع أصدقائهما وعائلتيهما في نورث كارولينا مسقط رأس كاين في صيف هذا العام، ولكن في 22 مارس 2016، في الساعة 0758، تحطمت حياتهما.
كان بينزوفسكي وشقيقته في مطار بروكسل، في طريقهما لنيويورك لزيارة كاين عندما فجر رجلان عبوات ناسفة كانا يحملانها في حقائب سفر كبيرة.
وأثناء وقوفهما أمام شباك تذاكر شركة "دلتا" للخطوط الجوية وبينما كان ألكسندر يتحدث إلى والدتهما عبر الهاتف، انقطع الاتصال فجأة.
ووقع تفجيران تفصلهما ثوان فقط في منطقة تسجيل الأمتعة، ليلقى كل من ألكسندر 29 عاما، وشقيقته ساشا 26 عاما حتفهما.
كما وقع تفجير ثالث في محطة لقطار الأنفاق وسط بروكسل. وأسفرت الهجمات عن مقتل 32 شخصا والمهاجمين الثلاثة الذين نفذوا التفجيرات، كما أصيب أكثر من 300 شخص في الهجمات التي وصفت بأنها العمل الإرهابي الأكثر دموية في تاريخ بلجيكا. وكان من بين القتلى 16 أجنبيا.
واليوم، بعد مرور عام على وفاة بينزوفسكي، لا تزال زوجته كاين تعاني من حالة من الذهول تجعلها غير قادرة على العيش في الشقة التي شاركت فيها زوجها في نيويورك.
وقال جيمس كاين والد كاميرون لوكالة الأنباء الألمانية، إن "نيويورك قد شهدت آمال وأحلام كاميرون وألكس(ألكسندر)، إنها (كاين) تعيش معنا في نورث كارولينا، لا تزال تنتحب كل ليلة حتى تنام".
ومما فاقم من الطين بلة، قالت الحكومة البلجيكية لكاين إنها لا تستحق أي تعويض من الدولة لأنها ليست مواطنة بلجيكية وأيضا كما أنها لم تكن مقيمة في بلجيكا وقت الهجوم.
وفي عشية الذكرى السنوية الأولى للهجوم، تقف كاميرون ووالداها ووالدا الفقيدين بينزوفسكي للإدلاء بشهادتهم في جلسة مغلقة أمام لجنة برلمانية بلجيكية خاصة مكلفة بإجراء تحقيق حول التفجيرات الثلاثة.
وفي حالة من خيبة الأمل بسبب "الرد القاصر وغير المراعي للمشاعر"، هم يطالبون الحكومة البلجيكية بمنح أسر الضحايا غير البلجيكيين المعاملة نفسها والتعويضات التي تمنحها للآخرين.
وقال جيمس كاين:"أرى خيبة أمل ابنتي وأسرة زوجها الذين يواجهون مثل هذه المشكلة للحصول على رد ومساعدة".
وأضاف: "أشجع إطلاق عملية مفتوحة ومخلصة وجادة لتحقيق العدالة من أجل المتضررين ومنحهم تعويضات تغنيهم عن الدخول في معركة مع شركات التأمين ومقاضاة المطار وشركة الخطوط الجوية وقوات الأمن خلال العامين المقبلين. فليعامل الجميع بالمثل، لا تجبروهم على توكيل محامين لخوض معارك قضائية".
ونظرا لأن كل من ابنته وعائلة زوجها الفقيد ما زالوا في حالة ذهول لدرجة أنهم غير قادرين على التحدث، يعمل جيمس كاين على جعل محنتهم قضية رأي عام للحصول على استجابة أكثر واقعية من الحكومة البلجيكية. ويقول إنه وفقا للواقع، فإن 70 من الضحايا سواء من القتلى أو المصابين غير مؤهلين للحصول على التعويضات في بلجيكا.
وقال وقد بدا في حالة من خيبة الأمل الواضحة "لا تخبروني بالقانون، اخبروني عما سوف تعملون من أجل هؤلاء الضحايا".
وأشار كاين إلى الصندوق الذي أسسته الحكومة الأمريكية لتعويض ضحايا هجمات 11 سبتمبر 2001، والذي قدم تعويضات متساوية لإجمالي 5500 ضحية كان ثلثهم غير أمريكيين.
وقال: "في 10 سبتمبر 2001، كان لدينا (في الولايات المتحدة) قوانين، ولكن بعدها بعشرة أيام، تغير النظام لاستيعاب الهجوم وأوجه القصور في الحكومة الأمريكية".
كما دعا كاين الحكومة البلجيكية إلى الاعتراف علنا بأن هناك قصورا في الدولة فيما يتعلق بالاستخبارات والأمن وتبادل المعلومات بدلا من انتظار نتائج التحقيق.
وبينما تنتظر أسر الضحايا نتائج تحقيق اللجنة البرلمانية، يدرسون أيضا الآن فكرة اتخاذ إجراء قانوني.
ويقول كاين:"أفضل ألا تخوض ابنتي وأفراد أسر الضحايا الآخرين هذا الطريق خلال الأعوام المقبلة، لا تحب كاميرون حتى وصفها بالضحية، لأنها تعتقد أن ذلك يمنح تنظيم داعش انتصارا. وهو جزء مما يهدف إليه داعش،إذ أنه يريد أن يشعر أننا ضحايا"، وكان تنظيم داعش قد أعلن مسؤوليته عن الهجمات في بروكسل.