فى الآونة الأخيرة قضت المحكمة التأديبية بالمنصورة بمجلس الدولة برئاسة المستشار تامر عبد الوهاب حسن بفصل الطبيب رسلان فضل حلاوة أخصائي جراحة عامة بمستشفى أجا المركزي ومعاقبة ثلاثة آخرين بسبب الإهمال الطبي الذي أدى إلى وفاة الطفلة سهير الباتع محمد.
وأوضحت الدعوى أن المتهم رسلان فضل حلاوة لم يُجر اختبار الحساسية لعقار الأمبيسلين قبل حقن الطفلة سهير الباتع محمد به وريديا، ما كان من شأنه إهدار فرصة الاحتراز منه أو تفادي حدوث الصدمة الاستهدافية التى أودت بحياتها، فضلا عن عدم حقنها بالأدرينالين بالعضل أو عمل صدمات كهربائية للقلب لإسعافها، ما يعد خطأ فنيا جسيما من قبله، تسبب في وفاتها بتاريخ 6 يونيو 2013.
كما حكمت محكمة جنح مستأنف المنصورة على الطبيب رسلان فضل حلاوة بالحبس سنتين عن القتل الخطأ، و3 شهور عن الختان.
موقع «أهل مصر» يفتح ملف الختان بين التحريم والتجريم، حيث التقى بإحدى الفتيات التيى تروي تجربتها مع الختان.
تقول سعاد أبراهيم متحدثة عن تجربتها مع الختان: كان عمري 10 سنوات، وكنت نحيفة جدًا وبدأت والدتي تمنعني من الخروج من المنزل أو الذهاب إلى المدرسة واستكمال دراستى، وفي أحد الأيام أتذكر أنه يوم الجمعة، وبعد صلاة الجمعة، جاء رجل إلى المنزل كانت لحيته طويلة ومظهره غريب، واستخرج الرجل بشفرة حلاقة وقام بختاني، ومن وقتها فقدت الثقة في والدتي وجميع الرجال الملتحين، والآن بعد مرور 20 عامًا أرفض ختان بناتي حتى لو أدى الأمر لانفصالي عن زوجي.
ومن جانبه يقول الشيخ سعد الفقي، وكيل وزارة الأوقاف بكفر الشيخ والباحث الإسلامي، إن الفقهاء اتفقوا على أن الختان في حق الرجال والخفاض في حق الإناث مشروع، ثم اختلفوا في كونه سنة أو واجبًا، قال تعالي ( ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين) النحل، وفي الحديث الشريف في صحيح مسلم في باب فضائل إبراهيم أنه اختتن وهو في الثمانين من عمرة، وروى أبو هريرة رضي الله تعالى عنه وأرضاه عن رسول الله صلى الله عليه أنه قال "وسلم الفطرة خمس أو خمس من الفطرة الختان والاستحداد ونتف الإبط وقص الشارب وتقليم الأظافر".
ويواصل سعد " اختلف أئمة المذاهب في حكم الختان، فقال ابن القيم بوجوبه وشدد فية مالك حتى قال من لم يختتن لم تجز إمامته ولاتقبل شهادته، وفي فقة الإمام أبو حنيفة أن الختان للرجال سنة وللنساء مكرمة، فلو اجتمع أهل بلد على ترك الختان قاتلهم الإمام لأنه من شعائر الإسلام وخصائصة".
وقد قال الإمام أحمد بن حنبل أن الختان واجب على الرجال ومكرمة في حق النساء، وليس بواجب عليهن، وفي رواية أخرى أنه واجب على الرجال والنساء كمذهب الإمام الشافعي، لكن من المؤكد أن الفقهاء أجمعوا على أن الختان للرجال والخفاض للنساء.
وقد استدل الفقهاء على الخفض للنساء لحديث أم عطية رضي الله تعالى عنها وأرضاها أن امرأة كانت بالمدينة فقال لها النبي صلي الله علية وسلم "لا تنهكي فإن ذلك أحظى للزوج وأسرى للوجه"، والرأي عندي أنه سنة للرجال ومكرمة للنساء، والخفاض هو الأصل دون إنهاك والضرورة تقدرُ بقدرها.
ويرى رضا الدنبوقى الحقوقى والمدير التنفيذي لمركز المرأة للإرشاد والتوعية القانونية أن الختان الذي يجري في مصر بصوره المختلفة عدوان على السلامة الجسدية والنفسية للمرأة، ويشكل جريمة جنائية بمقتضى أحكام قانون العقوبات المصري، وتتوقف درجة العقوبة على جسامة ونوع الجريمة محذرًا من أن ختان الأنثى قد يكون سببًا لوفاتها، فتتحقق أركان جريمة الجرح المفضي إلى الموت المؤثمة بنص المادة 236 فقرة (1)، والتي تكون العقوبة فيها بالأشغال الشاقة أو السجن من ثلاث إلى سبع سنوات.
أما إذا لم يؤدِّ الختان إلى وفاة الضحية، فإنه قد يحدث لها عاهة مستديمة تجرم بنص المادتين 240 و242 مكرر من قانون العقوبات، والعقوبة تتراوح هنا بين ثلاث وخمس سنوات، ويسأل عن هذه الجريمة كل من شارك فيها من الأسرة والأطباء أو الممرضات أو الدايات وغيرهم؛ لأن الجهاز التناسلي الذي تم بتره أو نهكه كان في شكله الطبيعي الذي خلقه الله لأداء وظيفته الطبيعية ولم يكن به مرض ولا هو سببًا لمرض، ولا يسبب ألمًا من أي نوع يستدعي تدخلًا جراحيًّا.
وأشار "الدنبوقي" إلى أن المركز يتابع تحقيقات ضحايا الختان، ومنها مؤخرًا الطفلة سهير الباتع محمد ضحية ختان أجا بمحافظة الدقهلية ونؤكد أن تلك الوقائع تتم بالمخالفة للقانون والقرار الوزاري رقم 261 لسنة 96 وقرار وزير الصحة رقم 17 الصادر في أكتوبر لعام 2010، ويجب على الدولة الالتزام بقراري الأمم المتحدة رقمي 25 و44 المؤرخين في 20111989 في المادة الرابعة والعشرين (بأن تقوم الدول باتخاذ التدابير المناسبة للقضاء على الممارسات التقليدية التي من شأنها الإضرار بصحة الطفل).
وأضاف الدنبوقى أنه "برغم صدور أحكام قضائية بحبس الطبيب رسلان فضل حلاوة وحرمانه من عمله لكن الأحكام لم تنفذ حتى الآن وتبقى الأحكام حبرًا على ورق ما لم يتم تنفيذها.
ومن جانبه يقول الدكتور مصطفى عباس استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية إن ختان البنات هى جريمة ترتكب في حق كل بنت أو أنثى للأسف أحيانا باسم العلم وأحيانا باسم الدين وأحيانا باسم العادات والتقاليد، أما من الناحية الطبية في استئصال بعض أجزاء من العضو الذكر للأنثى بحجة تهذيب وتقليل الرغبة من الناحية الطبية وللأسف هذا خطأ طبي، فلا علاقة بين حجم الأعضاء التناسلية للرجل أو المرأة بزيادة الرغبة الجنسية، فلا تقلل الرغبة الجنسية للأنثى بالختان، وعلى ذلك فهي تتسبب في عاهة مستديمة للأنثى.