اعلان

العراق بعد 14 عامًا من الغزو الأمريكي.. "احتلال وإرهاب وفتنة طائفية"

الغزو الأمريكي للعراق

تحركت الإدارة الامريكية قاصدة العراق لا ترى أمامها سوى هدفها المتمثل في الاستيلاء على آبار النفط، استخدمت في ذلك مزاعم عديدة ثبت فيما بعد بطلانها.

وكانت العراق في ذلك الوقت تحتل المركز الثاني عالميا في احتياطات النفط، حيث كانت تمتلك 112 مليار برميل وفقا لتقدير وزارة الطاقة الأمريكية عام 2003، فضلا عن الاحتياطات غير المكتَشَفة التي يؤكد خبراء النفط ضخامتها طبقا للبحوث والمسوح الجيولوجية هناك، والذي بلغ متوسط إنتاجه في الربع الأول من نفس العام، أي قبل الغزو 2.1 مليون برميل وفقا لتقدير منظمة "أوبك".

وقبل 14 عاما من الآن شرعت القوات الأميريكية والبريطانية في احتلال العراق وإسقاط النظام السياسي فيه، في حرب اندلعت ولم تتوقف تحت مسوغات أثبتت عدم صحتها لاحقا.

وفي 20 مارس 2003 قصفت أمريكا أهدافًا بغدادية باستخدام الصواريخ ليمثل ذلك بداية للحرب التي قادتها الولايات المتحدة للإطاحة بصدام حسين، وفي الأيام التالية تدخل القوات الأمريكية والبريطانية العراق من الجنوب عبر الكويت، وفي أبريل من العام نفسه تقدمت القوات الأمريكية صوب وسط بغداد، واليوم نفسه شهد تحطيم تمثال صدام حسين في وسط بغداد، وفي الأيام التالية سيطر المقاتلون الأكراد والقوات الأمريكية على مدينتي كركوك والموصل الشماليتين، ووقعت أعمال نهب كبيرة في بغداد وغيرها من المدن العراقية.

بعد ذلك وضعت الولايات المتحد قائمة تضم 55 مطلوبا من النظام السابق، وتم اعتقال طارق عزيز نائب رئيس الوزراء العراقي السابق، وفي مايو صدق مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على قرار يدعم الإدارة التي تقودها الولايات المتحدة ويرفع العقوبات الاقتصادية، والحاكم الأمريكي للعراق يحل حزب البعث ومؤسسات النظام السابق.

وفي يوليو من نفس العام كان أول اجتماع لمجلس الحكم الانتقالي الذي عينته الولايات المتحدة، وقائد القوات الأمريكية يقول إن قواته تواجه حرب عصابات بسيطة، ومقتل نجلي صدام قصي وعدي في معركة مسلحة بالموصل، أما في أغسطس فوقع هجوم بالقنابل على السفارة الأردنية في بغداد وقتل 11 شخصا، وهجوم على مقر الأمم المتحدة ببغداد حيث قتل 22 شخصا من بينهم مبعوث الأمم المتحدة، واعتقل علي حسن المجيد ابن عم صدام حسين والمعروف باسم علي الكيماوي، وقتل 125 شخصا في انفجار سيارة ملغومة بالنجف من بينهم الزعيم الشيعي آية الله محمد باقر الحكيم.

وفي أكتوبر صدق مجلس الأمن الدولي على قرار يعطي الشرعية للاحتلال الأمريكي للعراق ويؤكد على نقل السلطة مبكرا للعراقيين، وقتل العشرات في انفجارات ببغداد من بينها هجوم على مكتب الصليب الأحمر، وفي نوفمبر تدهور الموقف الأمني، وبعد ستة أشهر من إعلان الرئيس الأمريكي انتهاء العمليات العسكرية في العراق وبالتحديد في شهر نوفمبر كان عدد الضحايا الأمريكين في العراق قد تجاوز عدد القتلى خلال الحرب، ففي خلال شهر واحد قتل 105 جنود من قوات التحالف.

وفي ديسمبر اعتقل صدام حسين في تكريت، أما في فبراير من عام 2004 قتل أكثر من 100 شخص في أربيل في هجومين مزدوجين على مكاتب الأحزاب الكردية الرئيسية، وفي مارس وافق مجلس الحكم على دستور مؤقت للبلاد بعد مفاوضات مطولة وخلافات حادة حول دور الإسلام ومطالب الأكراد بحكم ذاتي، ومقتل 140 شخصا في هجمات منظمة على تجمعات المسلمين الشيعة اثناء إحياء ذكرى عاشوراء، وفي مايو شنت المليشيات التابعة للزعيم الشيعي مقتدى الصدر هجمات على قوات التحالف.

وفى السياق ذاته كشفت تقارير عن مقتل المئات في القتال بين الجيش الأمريكي الذي حاصر مدينة الفلوجة، وتسرب صور عن انتهاكات ضد السجناء العراقيين على يد قوات أمريكية، ومقتل رئيس مجلس الحكم عز الدين سليم في انفجار خارج مقر التحالف ببغداد.

وفي يونيو تقاسم مرشحا مجلس الحكم إياد علاوي وغازي الياور اليمين، بحيث أصبح علاوي رئيسا للوزراء والياور رئيسا للبلاد، وقامت الولايات المتحدة بإعادة السيادة للحكومة العراقية المؤقتة برئاسة إياد علاوي، وفي أغسطس اندلع قتال في النجف بين القوات التي تقودها الولايات المتحدة والمليشيات الشيعية بقيادة رجل الدين مقتدى الصدر، وفي نوفمبر وقع هجوم رئيسي بقيادة الولايات المتحدة على المسلحين في مدينة الفلوجة.

وفي يناير عام 2005 صوت نحو 8 مليون ناخب عراقي على إنشاء جمعية وطنية انتقالية، وفي فبراير أيضا قتل 114 شخصا على الأقل من جراء سيارة ملغومة في مدينة الحلة، جنوبي بغداد في أسوأ حادثة منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة، وفي إبريل انتخب مجلس النواب العراقي جلال طالباني رئيسا للعراق وإبراهيم الجعفري رئيسا لوزراء العراق في ظل تصاعد العنف، وفي مايو زادت في السيارات الملغومة وتفجير قنابل وحوادث إطلاق النار، وفي يونيو أدى مسعود بارزاني اليمين رئيسا لإقليم كردستان العراق، وفي أغسطس صدق المفاوضون الشيعة والأكراد على مسودة الدستور بينما رفضها المفاوضون السنة.

وفي أكتوبر وافق الناخبون على دستور جديد يهدف إلى إنشاء نظام ديمقراطي فيدرالي يقوم على المبادئ الإسلامية في العراق، وفي ديسمبر صوت العراقيون في انتخابات عامة على إنشاء أول حكومة عراقية بولاية كاملة كما صوتوا على تشكيل أول مجلس نواب عراقي منذ الغزو الذي قادته القوات الأمريكية.

في فبراير من العام 2006، حدث هجوم فجر مرقدا شيعيا مهما (مرقد الإمامين العسكريين) في مدينة سامراء إلى اندلاع عنف طائفي قتل خلاله مئات الأشخاص، وفي أبريل كلف طالباني الذي أعيد انتخابه رئيسا للعراق نوري المالكي بتشكيل حكومة جديدة لتنهي حالة الجمود السياسي الذي استمر شهورا.

وفي مايو ويونيو قتل أكثر من 100 شخص في اليوم في أعمال عنف شهدها العراق، حسب الأمم المتحدة.

7 يونيو 2006: مقتل زعيم تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين (العراق) مصعب الزرقاوي في غارة جوية، وفي نوفمبر أستأنف العراق وسوريا علاقاتهما الدبلوماسية بعد قطيعة استمرت نحو ربع قرن، وفي ديسمبر إعدام صدام حسين بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية.

وفي يناير من العام 2007 أعلن الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش استراتيجية جديدة للعراق يتم بموجبها إرسال آلاف الجنود الأمريكيين الجدد إلى العراق بهدف تعزيز الأمن في بغداد.، وفي فبراير قتل أكثر من 130 شخصا جراء انفجار قنبلة في سوق الصدرية ببغداد؛ وهو أسوأ تفجير منذ عام 2003، وفي مارس فجّر المسلحون المتطرفون ثلاث شاحنات محملة بغاز الكلور السام في الفلوجة والرمادي، الأمر الذي أدى إلى إصابة المئات من الأشخاص.

وفي أغسطس استهدفت شاحنة ملغومة وقنابل قريتين يقطنهما أكراد إيزيديون، الأمر الذي أدى إلى مقتل أكثر من 250 شخصا على الأقل في أسوأ هجوم مميت منذ عام 2003.

وفي ديسمبر سلمت القوات البريطانية المهام الأمنية في محافظة البصرة إلى القوات العراقية، الأمر الذي وضع نهاية لنحو خمس سنوات من الوجود العسكري البريطاني في جنوبي العراق.

في يناير 2008 أصدار مجلس النواب العراقي تشريعا يسمح بموجبه للمسؤولين السابقين في حزب البعث المنحل من درجات معينة بالعودة إلى تقلد الوظائف العامة، وفي نوفمبر وافق مجلس النواب العراقي على اتفاقيات أمنية مع الولايات المتحدة بحيث تغادر جميع القوات الأمريكية العراق بحلول نهاية عام 2011.

وفي يناير 2009 تسلمت قوات الحكومة العراقية المهام الأمنية في المنطقة الخضراء شديدة الحراسة والتحصين، كما تمنح لها سلطات أوسع على القوات الأجنبية الموجودة في العراق.، وفي مارس أعلن لرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما سحب معظم القوات الأمريكية من العراق بحلول نهاية أغسطسآب 2010.

في ديسمبر يعلن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق المرتبط بالقاعدة مسؤوليته عن تفجيرات انتحارية أدت إلى مقتل 127 شخصا على الأقل، إضافة إلى هجمات أخرى حدثت في شهري أغسطس وأكتوبر والتي قتلت 240 شخصا.، وفي يناير 2010 احتدم الجدل في العراق عندما مُنِع مرشحون قيل إن لهم صلات بحزب البعث المنحل من الترشح للانتخابات البرلمانية في مارس لكن محكمة عراقية رفعت الحظر لاحقا، الأمر الذي أدى إلى تأجيل الحملات الانتخابية.

وفي أغسطس 2010 غادرت آخر فرقة قتالية أمريكية العراق بعد سبع سنوات من الغزو الذي قادته الولايات المتحدة، وفي سبتمبر يستأنف سوريا والعراق علاقاتهما الدبلوماسية بعد قطيعة لمدة سنة، وفي أكتوبر استولى مسلحون على كنيسة في بغداد، ومقتل 52 شخصا في ما وصف بأسوأ كارثة منفردة يتعرض لها مسيحيو العراق في العصر الحديث، وفي ديسمبر انعقد مجلس النواب العراقي بعد تأجيل طويل وأعيد انتخاب جلال طالباني رئيسا للعراق ونوري المالكي رئيسا للحكومة. شُكِّلت حكومة عراقية جديدة ضمت جميع التشكيلات السياسية الرئيسية في البلد.

وفي فبراير 2011 واصلت الصادرات النفطية من إقليم كردستان العراق في ظل خلاف طويل بين المنطقة والحكومة المركزية في بغداد بشأن الجهة التي يحق لها إبرام عقود نفطية مع شركات أجنبية، وفي أبريل داهم الجيش العراقي معسكر أشرف الذي يقيم فيه آلاف من اللاجئين الإيرانيين "مجاهدو خلق"، الأمر الذي أدى إلى مقتل 34 شخصا. والحكومة العراقية تقول إنها أغلقت معسكر أشرف.

وفي أغسطس تصاعدت أعمال العنف في العراق بحيث قتل أكثر من 40 شخصا في يوم واحد بسبب هجمات منسقة في مناطق مختلفة من العراق، وفي عام 2012 وقعت هجمات بالقنابل والرشاشات استهدفت مناطق شيعية، الأمر الذي أدى إلى تأجيج المخاوف من اندلاع نزاع طائفي جديد إذ قتل نحو 200 شخص في يناير وأكثر من 160 شخصا في يونيو و113 شخصا في يوم واحد في يوليو وأكثر من 70 شخصا في أغسطس ونحو 62 شخصا جراء هجمات شهدتها مناطق مختلفة من العراق في سبتمبر، و35 شخصا على الأقل قبل وخلال الاحتفال بذكرى عاشوراء في شهر محرم التي صادفت شهر نوفمبر.

وفي أبريل توقف صادرات النفط من إقليم كردستان العراق على خلفية نزاع مع الحكومة المركزية في بغداد بشأن مدى حقها في إبرام عقود مع شركات نفطية أجنبية، وفي سبتمبر كان الحكم على نائب الرئيس العراقي الهارب، طارق الهاشمي، بالإعدام شنقا لإدانته بالتورط في أعمال قتل. لجأ الهاشمي إلى تركيا بعد اتهامه بإدارة فرق موت، وفي ديسمبر أصيب الرئيس جلال طالباني يصاب بجلطة دماغية، وينقل إلى ألمانيا لتلقي العلاج، وفي أبريل 2013 اقتحمت القوات العراقية تقتحم الساحة التي يعتصم فيها المتظاهرون السنة المناوئون للحكومة في مدينة الحويجة بمحافظة كركوك، الأمر الذي خلف أكثر من 50 قتيلا وأدى إلى حالة من الغضب واشتباكات في بلدات أخرى.

وفي يوليو كان فرار أكثر من 500 سجين على الأقل، معظمهم أعضاء بارزون في تنظيم القاعدة من سجني التاجي وأبوغريب في عمليتين نوعيتين، وفي سبتمبر أعمال قتل في معسكر أشرف الذي يؤوي اللاجئين الإيرانيين الأعضاء في منظمة مجاهدي خلق، وفي أكتوبر حددت الحكومة العراقية موعد الانتخابات البرلمانية في شهر أبريل 2014.

وفي يناير 2014 تسلل مسلحون موالون للقاعدة من أتباع تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" إلى مدينتي الفلوجة والرمادي بعد شهور من تصاعد العنف في محافظة الأنبار ذات الأغلبية السنية، والقوات الحكومية تستعيد السيطرة على الرمادي لكنها واجهت مقاومة شرسة من المسلحين في الفلوجة في أعنف اشتباكات منذ سنوات.

وبعد ذلك ظهر ما يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في العراق، وظلت عمليات العنف والقتل تتزايد، ولم يعد هناك سيطرة على الدولة بسبب تحكم العناصر الإرهابية فيها.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً