مع قرب انطلاق الجولة الخامسة من محادثات جنيف، والمقررة غدا الخميس، أكدت المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة في جنيف أليساندرا فيلوتشي تقول، أن الجولة المقبلة من محادثات جنيف، ستركز على أربع قضايا، بالتوازي وهي أسلوب الحكم والتعديلات الدستورية والانتخابات وإجراءات مكافحة الإرهاب.
وقالت "فيلوتشي"، خلال مؤتمر صحفي، إن مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا دعا "الأطراف السورية المتحاربة إلى الاستعداد لمناقشة قضايا سياسية جوهرية خلال الجولة المقبلة من المحادثات التي ستبدأ يوم الخميس المقبل".
وأوضحت أن المحادثات ستركز على أربع قضايا بالتوازي وهي أسلوب الحكم والتعديلات الدستورية والانتخابات وإجراءات مكافحة الإرهاب"، مشيرة إلى أن الحكومة السورية ووفود المعارضة التي شاركت في الجولة الرابعة الشهر الماضي أكدت حضورها.
من جهته، دعا دي ميستورا جميع الأطراف، لإجراء الترتيبات الضرورية قبل الجولة الخامسة حتى تكون مستعدة للانخراط بشكل قوي وفاعل في صلب الموضوعات الأربعة بالأجندة بالتوازي" على حد تعبير المتحدثة باسم الأمم المتحدة في جنيف.
ويركز المبعوث الدولي في الأسبوع الحالي على جهود دبلوماسية مكثفة بين الداعمين للمعارضة، عقب الانتهاء محادثات في الرياض. وسيجري مشاورات مع مسؤولين في موسكو وأنقرة قبل أن يعود إلى جنيف، ويأتي ذلك بعد يوم من بدء المحادثات تحت رعاية نائبه رمزي رمزي.
محادثات جنيف في سوريا، مفاوضات سلام مقصودة بين الحكومة السورية والمعارضة السورية تحت رعاية الأمم المتحدة. وبدأت المحادثات في 23 فبراير 2017 وتهدف إلى حل الحرب الأهلية السورية، وقد انتهت محادثات جنيف الرابعة رسميًا في 3 مارس، بعد 8 أيام من المحادثات، ولم تسفرعن تحقيق أي تقدم يذكر، ولكن الطرفين اعتبراها أكثر نجاحًا من المحاولات السابقة.
الحرب السورية، اشتعلت بين الطرفين، خلال الأيام الماضية، بالتزامن مع استعداد الأمم المتحدة، لإطلاق محادثات جنيف الخامسة، ودعوة الأطراف الروسية، منها قوات المعارضة والقوات الموالية للنظام، مما أثار تساؤلات عدة حول مصير المحادثات، ومدى تأثيرها على الأوضاع في سوريا.
في ذات السياق، قال الدكتور رفعت سيد أحمد، رئيس مركز يافا للدراسات، إن الحرب الدائرة في سوريا، بالتأكيد ستأتي بتأثيرات سلبية على محادثات جنيف، وربما تعرقل المحادثات المقبلة، مشيرا إلى أن خلال الجولة الرابعة للمحادثات لم تسفر عن نتائج حقيقية في عملية السلام داخل الأراضي السورية، مؤكدا أنه في حالة استمرار القتال داخل سوريا، فجميع المحاولات ستبوء بالفشل.
وتابع سيد أحمد في تصريحات خاصة لـ "أهل مصر"، أن الأزمة في سوريا، تطورت خلال الفترة الماضية، نظرا لاشتراك قوى خارجية متمثلة في الدول الداعمة للمعارضة، منها إسرائيل وأمريكا، والموالية للنظام السوري ومنها إيران، مما يضعف آمال حل الأزمة في الوقت الراهن، قائلا "المحادثات في حاجة إلى معجزة حقيقية لإنجاحها".
وفي سياق متصل، أضاف رئيس الأكاديمية الروسية للعلوم في معهد الدراسات الشرقية، فيتالي نومكين: إن هناك فرصة لتشكيل وفد واحد من المعارضة السورية في محادثات جنيف وهذا سيعتمد على قدرة نشطاء المعارضة على تجنب تخريب الجولة المقبلة، مستكملًا، "تجرى حاليًا عملية تشمل جماعات المعارضة الداخلية والخارجية".
وأضاف "نومكين" في حوار مع وكالة أنباء "انترفاكس" الروسية، "السؤال هو ما إذا كانت المعارضة تمكنت من تشكيل موقف مشترك في المفاوضات عن طريق تشكيل وفد واحد، والذي سيمنعهم من البحث عن مصالحهم الخاصة وإجراء مفاوضات مع وفد دمشق بطريقة موحدة وهادئة وهذه مشكلة خطيرة جدًا".
وتابع "نومكين" أن بعض الشركاء الغربيين لروسيا يرغبون في منع بعض رؤساء منصات معينه إدرج أسمائهم مجلس الأمن الدولي من عملية التفاوض في جنيف.