أعلنت رئاسة الجمهورية المصرية في بيان لها أول أمس، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي سوف يقوم بزيارة رسمية إلى الولايات المتحدة الأمريكية، خلال الأسبوع الأول من شهر أبريل المقبل، وتستمر الزيارة لممدة 3 أيام، حيث يلتقي نظيره الأمريكي دونالد ترامب.
إقامة علاقات تعاون مشترك
وفى هذا الإطار قال النائب أيمن أبو العلا، عضو مجلس النواب عن حزب المصريين الإحرار، أن زيارة الرئيس السيسي للولايات المتحدة تعد بابًا لفتح مجالًا واسعًا للتعاون بين البلدين، نظرًا لأن أمريكا بدأت تدرك جيدًا قيمة مصر ومدى تأثيرها فى كثير من القضايا الدولية، وتحديد القضايا التى تحدث فى الشرق الأوسط، موضحًا أن الرئيس عبد الفتاح السيسى استطاع أن يقيم علاقات جيدة مع الرئيس الأمريكى ترامب، وهذه العلاقة بدأت منذ قبل تولى ترامب حكم الولايات المتحدة، حيث قام السيسي بزيارة أمريكا قبل إجراء الانتخابات، مؤكدا أن لذلك أثر كبير على العلاقات الدولية.
واتفق معه النائب خالد عبد العزيز فهمي، عضو مجلس النواب، مشيرا إلى أن زيارة الرئيس السيسي لأمريكا تعد بداية لبناء علاقات جديدة لصالح الدولتين، بل إن هذه العلاقات سيستفاد منها العالم كله بشكل عام، مؤكدًا أن الزيارة ستبني جبهة عالمية لمحاربة الإرهاب وإعادة منطقة الشرق الأوسط إلي الاستقرار مرة أخرى، وأن مصر كدولة إقليمية ومحورية، تعد أهم دولة فى المنطقة العربية، تمتلك الحلول المناسبة لحل الأزمات المتفاقمة فى كلًا من سوريا وليبيا والعراق، ودليل على أهمية مصر فى حل هذه الأزمات، فإن القضية الفلسطنية أكبر شاهد على تعامل مصر بحكمة مستقبيلة تسابق تفكير الجميع لحل الأزمة من جذورها.
مفاجئة نية جماعة الإخوان المسلمين بنقل مقرها إلى السويد
مفاجئة أثارتها تقارير صحفية توضح وجود نية للتنظيم الدولي للإخوان المسلمين، بننقل مقر التنظيم من الولايات المتحدة الأمريكية إلى السويد، وذلك بغرض الهروب من الملاحقات المستمرة والقيود التى يفرضها الرئيس الأمريكي ترامب على تنظيم الجماعة فى أمريكا، وخصوصًا بعد المناقشات الأخيرة فى السعي لوضع جماعة الإخوان المسلمين ضمن قوائم الجماعات الإرهابية.
وفيما سبق أعلن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب عن نيته بوضع جماعة الاخوان المسلمين على قوائم الجماعات الانتخابية فور فوزه بانتخابات الرئاسة، معللًا ذلك، بأن الجماعة تشكل تهديدًا قويًا على أمن امريكا ويجب التصدى لها لحماية الولايات المتحدة من خطرها.
وهناك تقارير أكدت أن جماعة الاخوان تنوى التوجه إلى الدول الاسكندنافية، لاسيما السويد، وذلك لإعلانها مقرًا جديدًا لعمل الجماعة، وياتى ذلك بعد ان قدم اجتماع إبراهيم منير الأمين العام للجماعة الولاء للمخابرات البريطانية، فتابع ذلك تقديم بريطانيا تسهيلات للجماعة.
وفى سياق متصل أكد الدكتور ناجى الشهابى، رئيس حزب الجيل، فى تصريح خاص لـ "أهل مصر" بأن زيارة الرئيس السيسى الولايات المتحدة الأمريكية واللقاء مع الرئيس دونالد ترامب هى الزيارة الرسمية الأولى للرئيس السيسى للولايات المتحدة منذ توليه مهام منصبه كرئيس لجمهورية مصر العربية، مشيرًا إلى أن كل الزيارات السابقة الرئيس السيسي لأمريكا كانت لحضور جلسات الأمم المتحدة، وأى لقاءات تمت أثناء هذه الزيارات كانت مجرد لقاءات ودية على هامش اجتماعات الأمم المتحدة ومنها لقائه بالمرشح ترامب أثناء الانتخابات الرئاسية الأمريكية وهو اللقاء الذى نسج منه علاقات ود وحب واحترام بينهما مما جعل الإعلام وقتها يقول إن "كيمياء ترامب توافقت مع كيمياء السيسى".
وقال، إن زيارة الرئيس السيسى بدعوة من نظيره الأمريكى ولها اهمية كبرى، وأنها تسدل الستار على مخطط إدارة الرئيس الأمريكى السابق اوباما المعادى لمصر وثورة شعبها فى 30 يونيو، وهذا سينتج عنه علاقات تعاون على أنقاض علاقات تربص الإدارة الأمريكية السابقة، وسيكون هناك حوار ونقاش واسع حول مكافحة الإرهاب فى المنطقة العربية، هذا بجانب مناقشة ضم مصر إلى التحالف الذى تقوده أمريكا لمواجهة ايران.
وأوضح الشهابى، انه يعتقد بوجود تحفظات حول مواجهة مصر لإيران، لأنه ليس من أولويات السياسة الخارجية المصرية مواجهة ايران، مشيرًا إلى أن الزيارة ستتناول المباحثات فى المساعدات الأمريكية لمصر الناتجة عن توقيع مصر إتفاقية السلام مع اسرائيل المعروفة إعلاميا بمعاهدة "كامب ديفيد" وسيكون على مائدة الحوار موقف الإدارة الأمريكية الجديدة من جماعة الإخوان واعتبارها جماعة إرهابية.
وموقف الإدارة الأمريكية من جماعة الإخوان يعنى تضيق الخناق عليها، والحد من قدرتها على الحركة والتأثير فى مصر وفى البلاد العربية والإسلامية والأوربية وأمريكا بشكل خاص وهذا ما جعل الجماعة تفكر فى نقل مقرها إلى السويد هربًا من ملاحقة إدارة ترامب لها.
تجدر الإشارة إلى أن العلاقات المصرية الأمريكية فى عهد ترامب ستتطور لمصلحة البلدين، ولكن السؤال الذى يطرح نفسه هل ستعود العلاقات بين البلدين إلى ما كانت عليه بعد معاهدة السلام ووصلت إلى انها أصبحت علاقات استراتيجية تعلو على أى علاقات لمصر مع دول العالم وهل ستؤثر هذه العلاقات الجديدة بين الرئيسين السيسى وترامب على العلاقات بين مصر وروسيا وخاصة أن روسيا معطلة حتى الآن عودة السياحة الروسية إلى مصر؟
وهناك اعتقاد بأن السياسة المصرية الخارجية تحتاج إلى رؤية كلية قبل سفر الرئيس، لمناقشة العلاقات المصرية الروسية والعلاقات المصرية الصينية والعلاقات المصرية الأمريكية بحيث تصل إلى أن تجعل لمصر علاقات متميزة مع روسيا والصين وأمريكا مع احتفاظ القرار المصري باستقلاليته وأن تتمتع مصر بإردارة حرة تتحرك وفق مصالحها.