شهدت منطقة نجع المهيدات بالعديسات قبلي، التابعة لمدينة الطود جنوب الأقصر، أحداثًا متلهبة، إثر خروج أهالي المنطقة للتجهمر أمام منزل أحد أقباط النجع؛ للمطالبة بالكشف عن مكان إحدى الفتيات المسيحيات، عقب اختفائها، إثر أنباء عن اعتناقها الإسلام.
بداية الأحداث
بدأت أحداث الواقعة، بتوجه أحد شباب نجع المهيدات إلى منزل الشابة أميرة جرجس خليل، البالغة من العمر 18 عامًا، طالبة بالصف الثالث الثانوي، ليؤكد لأفراد أسرتها أنه متزوج من ابنتهم، ويطالبهم بالكشف عن مكانها بعدما قاموا بإخفائها بعدما علموا باعتناقها الإسلام، إلا أن أسرة الفتاة، أنكرت معرفة مكان ابنتهم.
وباتساع دائرة انتشار نبأ اعتناق الفتاة للإسلام، تجمهر الأهالي أمام منزل أسرتها، مطالبين إياهم بالكشف عن مكان الفتاة، بعدما اتهموهم بإخفائها داخل أحد الأديرة لإجبارها على العودة للمسيحية من جديد.
اشتباكات
ونجِم عن هذه التجمهرات اشتباكات مع قوات الأمن بعد إلقائهم الطوب على سيارات الشرطة، ما أدى إلى إصابة 7 ضباط ومجندين من قوات الأمن.
وتلقى اللواء عصام الحملي، مدير أمن الأقصر، إخطارًا من اللواء زكي مختار، مدير إدارة البحث الجنائي بالمديرية، يفيد بتجمهر العشرات بنجع المهيدات بقرية العديسات قبلي، بسبب اختفاء الفتاة.
تعامل الأمن
وانتقل اللواء الحملي للقرية على رأس قوة أمنية، فرقت المتجمهرين خشية حدوث اشتباكات بعد تردد أنباء عن زواج شاب من الفتاة المختفية وأسرتها تحفظت عليها للتفريق بينهما.
وقال شهود عيان، إن الأمن استخدم الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين الذين تجمهروا للمرة الثانية خلال 24 ساعة.
وانتقل الدكتور محمد بدر، محافظ الأقصر، واللواء عصام الحملي، مدير الأمن، لنجع المهيدات، في محاولة لتهدئة الأهالي، والحد من تصاعد حدة الموقف.
كما طوقت الأجهزة الأمنية النجع أمنيًا، وذلك في إطار الحرص على عدم وقوع أي اشتباكات بين الأهالي.
وألقت أجهزة الأمن القبض على 11 شخصًا، بتهمة إثارة الشغب والتظاهر دون إذن مسبق، ومقاومة السلطات، حيث تم تحرير محضر بالواقعة، وجارٍ إحالتهم للنيابة العامة لتولي التحقيقات.
برلماني يكشف التفاصيل
بدوره قال النائب الطيري حسن عبده، عضو مجلس النواب، إن شرارة الأحداث التي شهدتها قرية العديسات بالطود بمحافظة الأقصر، كانت بسبب شائعة إسلام فتاة قبطية.
وأكد عبده، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "حقائق وأسرار" عبر فضائية "صدى البلد"، أن الشائعة سابقة الذكر لم يتم التأكد من صحتها حتى الآن خصوصًا، وأنها لم تشهر إسلامها بالأزهر الشريف أو على يد أحد الأئمة الكبار، مشيرًا إلى أن الأهالي تجمهروا أمام منزل الفتاة، ورددوا هتافات: "عايزين أميرة".
وأشار إلى أن كبار القرية ومشايخها أبلغوا الشرطة التي بادرت فورًا باحتواء التجمهر أمام منزل الفتاة وعائلتها، لافتًا إلى أن عدد من شباب القرية عاودوا التجمهر مرة أخرى أمام المنزل ما نجِم عنه اشتباكات مع قوات الأمن بعد إلقائهم الطوب على سيارات الشرطة.
وشدّد على أنه تم احتواء الموقف الآن بالكامل على أن يتقدم من لديه معلومة تؤكد إسلام الفتاة ببلاغات للنائب العام للتحقيق في الواقعة بمعرفة القضاء.
توجه لجنة حقوق الإنسان إلى القرية
وقالت النائبة مارجريت عازر، عضو لجنة حقوق الإنسان، في تصريحاتِ صحفية، إنها "تتابع عن كثب الأزمة داخل القرية مع أسقفي الكنيسة لمنع اندلاع أعمال عنف بين الأهالي".
وأشارت إلى أن هناك أيادي تسعى لبث الفتنة الطائفية بين المسلمين والأقباط داخل القرية، خاصةَ وأن الفتاة لم تعتنق الإسلام أو تتزوج من الشاب المسلم، ومنعَا للمشكلات خرج بها والداها من القرية لحل الخلاف، إلا أن هناك تدخلات من الأهالي تطالب بعودة الفتاة.
وتدرس لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، التوجه خلال ساعات، إلى قرية المهيدات، لمتابعة أزمة الفتاة القبطية التي ترددت أنباء عن اعتناقها الدين الإسلامي للزواج من حبيبها المسلم.
الحل العرفي
وبتدخل كبار ممثلي العائلات بنجع المهيدات، عرضوا على أسرة الفتاة، بالكشف عن مكانها، وتخييرها أمام أهالي النجع في رغبتها باعتناق الإسلام، أو حفاظها على ديانتها المسيحية، إلا أن أسرتها لم تستجب حتى الآن لهذه المطالب.