عندما تم سؤال الفاروق عمر بن الخطاب، رضي الله عنه،: ﺃﻻ ﺗﻜﺴﻮ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ ﺑالحرير، ﻓﻘﺎﻝ: "ﺑﻄﻮﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺃﻭﻟﻰ"، ولكن حُرف الأهالى هذه المقولة بأنها كانت أيام الفقر وًاصبحوا يتباهون ببناء المساجد فى ظل انعدام الخدمات التى يحتاجوها.
ففي مدن وقرى محافظة الدقهلية، أصبح التباهى ببناء المساجد بالتبرعات التى تصل الى ملايين الجنيهات هى ثمة العصر، فى ظل حبس الكثير من الغارمات بسبب عدم قدرتهم على سداد ديونهم، فضلا عن انعدام الخدمات فى المستشفيات الحكومية ونقص الأدوية الذى تسبب فى وفات عشرات الحالات
"أهل مصر".. ترصد بناء عدد من المساجد فى مدن الدقهلية بلغ ثمنا ملايين الجنيهات بالتبرعات الأهلية ففى مدينة دكرنس التى تبعد عن مدينة المنصورة عاصمة المحافظة بـ20 كيلو متر، تم بناء مساجد فى ال5 سنوات الماضية تصل تكلفتها الى 100مليون جنيها بالتبرعات الأهلية للأهالى بالرغم من شكواهم الدائمة فى عدم وجود أجهزة طبية فى المستشفى الخاصة بالمدينة فضلا عن عدم وجود أدوية للمرضى ووجود المئات من الغارمين الذين تم حجزهم بسبب عدم سداد ديونهم فى زواج ابنائهم
ففى منطقة ميت رومى قام أهالى المنطقة بالتبرع ببناء المسجد الكبير الذى تم الانتهاء منه منذ ايام بمبلغ 15 مليون جنيه تم بناء المسجد والذي تم إنشاؤه على مساحة ما يقرب من 850 مترًا وتم إنشاء مئذنته التي تصل إلى 85 مترا ويتميز المسجد بقبة عالية يصل ارتفاعها إلى 17 مترا لتكون أكبر قبة مسجد بمحافظة الدقهلية.
كما تم انشاء مسجد الرحمة فى نفس المدينة منذ 3 أعوام بمبلع 20 مليون جينه وتم بناء مسجدان آخرين فى منطقة الغفاير بتكلفة 30 مليون جنيه
لم يختلف الأمر فى مدينة دكرنس عن قرية البجلات التابعة لمدينة منية النصر، فقرر الأهالى بناء المسجد الكبير بالقرية بمبلغ يتخطى الـ9 مليون جنيه بالتبرعات الاهلية وياتى ذلك فى ظل شكاوى الأهالى من عدم وجود عدد كبير من الخدمات فى القرية مثل وحدات الإسعاف عدم وجود وحدة صحية بالإضافة إلى عدم توافر الامكانيات بالمستشفى الخاصة بالمدينة.
أما مدينة سلامون القماش فقرر الاهالى بناء 3 مساجد فى القرية بمبلغ يتخطى 35 مليون جنيه
فيقول خالد أحمد مهندس زراعى من ابناء مدينة دكرنس:" الناس بتتبرع فى بناء المساجد لانهم يتأثرون بكلمه بيت ربنا صحيح دا شىء جميل ولكن لم يأمرنا ربنا بالبناء بهذه التكلفة التى تخطت ملايين الجنيهات من الممكن ان يبنى المسجد ولكن ليس بهذه التكلفات وصرف باقى المبالغ على الخدمات وقتها لم يشتكى احد من عدم وجود الخدمات "
واضاف:" فى منطقتى تم بناء مسجد بمبلغ يتخطى ال15 ميولن جنيه بالرغم من وجود عدد كبير من الفقراء ياتى اليهم شطرة تنفيذ الاحكام ليلا بسبب عدم قدرتهم فى سداد اقساط جواز ابناءهم..متسائلا ما هو الاولى من بناء المساجد الفقراء ام التابهى فقط
فيما قالت حنان راضى 33 سنة:" الشعب عاوز توعية أكثر من ذلك لم يكن منطقيا ان مدينة بأكلمها تبنى مساجد بأكثر من 100 مليون جنيه ولا يوجد بها مستشفى طوارئ واحدة وشكاوى الأهالى المتكررة من ذلك بالإضافة تراكم الطلاب فى المدراس الحكومية ووصل سعة الفصل 70 طالبا لو تم بناء ملاحق اخرى لهذه المدارس أولى من بناء المساجد بـ100 مليون جنيه ".
وكان لمحمود طه رأى أخر فى بناء المساجد قائلا:" المساجد تبنى فى المدن بالدقهلية ليس لبنائها كبيت لله فقط بل أصبحت كل منطقة تتباهى أمام الاخرى بتكلفة بناء كل مسجد فمثلا المنطقة رقم 1 تبنى مسجد بتكلفه 10 مليون ترد عليها المنطقة رقم 2 ببناء مسجد بـ20 مليون وهكذا.. ودا الى حصل فى الدقهلية والناس للاسف معندهاش توعيه وانا رأيت امام عينى ان مسجد تم شارء له نجفة لوضعا فى المسجد بتكلفة 250 ألف جنيه وأنا اتعجب من ذلك "
وأكد أنه لم يكن ضد بناء المساجد ولكن ليس بذلك الطرق المستفزة للفقراء الأولى بهذه الأموال.