كما قال وليم شكسبير "المصائب لا تاتى فرادى"، فهذه المقولة كان لها دورًا كبيرًا اثناء انهيار عقار بـ15 شارع جلال الدين أبوالمحاسن بجاردن سيتي في محافظة القاهرة، مساء أول أمس الجمعة.
ولم يكن العقار هو وحده الذى تخلت عنه متانته وانهار طابق فوق الاخر، لتندثر ذكريات من يسكنه مع الحطام على الارض، وترتوى من دماء من لاقى مصرعه اسفل العقار المنهار، فصاحب العقار هو ايضًا توقفت دقات قلبه وهو فى غرفة العمليات يجرى جراحة قلب مفتوح، ليسقط عنه قناع الحياة ويتوارى فى رداء الموت، ويسرع عقاره للانهيار بعده بعدة ساعات ويترك خلفه عائلات تسكن الشوارع بلا ماؤى.
افاد عدد من اهالى المنطقة ان العقار انشأ فى الستينات، وكما هو معروف عن منطقة جادرن سيتى انها من الاحياء الراقية فى محافظة القاهرة وهذا ما يجعل هناك تواجد كبير للاجانب بها، وهذا ينطبق على العقار المنهار، فقد كان يسكنه 3 اجانب، واحدة منهم خرجت قبل انهيار العقار بدقائق ولكن تم نقلها إلى مستشفى المنيرة العام للاطمئنان على حالتها الصحية، اما السكان الاجانب الاخرون فقد كانوا خارج مصر.
دورين مخالفين سببًا من اسباب انهيار العقار
و يتكون العقار من 6 ادوار، 4 منهم مرخصة وقانونية، اما اخر دورين فهما مخالفين، قام صاحب العقار المدعو "عمرو" ببناء دورين مخالفين اعلى العقار للاستفادة منهم وكسب اموال من ورائهم، وكان ذلك عقب ثورة الـ 25 من يناير 2011، ولكن بعد انهيار العقار اتضح ان اساسيات العقار مختفية ولا يوجد اعمدة، حسب ما افاد سكان الشارع، وتبين من الملاحظة ان هناك اختلاف فى سمك ولون "الطوب" فى الدور الـ 5 و6 عن اول اربعة ادوار، هذا غير وجود شرخ فى اخر دور فى العقار، وشرخ اخر فى منتصف الوجهة الامامية، مما أدى إلى انقسام العقار إلى نصفين، ليسقط النصف الايمن ويتبقى النص الايسر كما هو بكامل اساساته وكانه عقار منفصل عن الذى سقط.
و قال الاهالى ان صحاب العقار كان على علم بأن العقار يعانى من شروخ ووجود امر بالمعاينة ولكنه لم يتحرك لينقذ الموقف وظل الوضع على ما هو عليه إلى ان اتت الكارثة وانهار النصف الايمن للعقار وكاد السكان تزهق اسفل الانقاض، ولكن العناية الالهية انقذتهم ماعدا واحدًا فقط هو من كان الموت من نصيبه، لينتهى به قطار الحياة تحت انقاض منزله.
اما عن صاحب العقار فالحظ حالفه هذه المرة وانقذه الموت من كارثة انهيار عقاره، فهو المسئول عن هذا الانهيار الذى وقع بالأمس وراح ضحيته ساكن فى الدور الخامس، كان يعيش مع ابنه، ولكن صاحب العقار كما قال احد السكان انه كان يعلم ان العقار يمكن ان يسقط فى آى لحظة وبالرغم من ذلك لم يتخذ اى موقف او ان يقوم بترميم العقار، لانقاذ الارواح التى تسكنه.
موت صاحب العقار أنقذ شقيقه
موت صاحب العقار اثناء اجراء عملية قلب مفتوح انقذ شقيقه من الموت المحتم هو واسرته، فبمجرد علمه ان شقيقه توفى اثناء اجراء العملية انتقل هو واسرته للمستشفى للانتهاء من اجراءات الدفن، وعقب وصوله إلى الصعيد لدفن اخيه "صاحب العقار"، تلقى خبر بانهيار الجزء الايمن من العقار، ويكون بذلك وفاة شقيقه انقذته هو وعائلته من الموت تحت الانقاض.
العقار وصاحبه يسقطون معًا
انهار العقار الذى ظل متماسك اكثر من 50 سنة مع صاحبه فى نفس اليوم، فبعد موت صاحب العقار، انهار الجزء الايمن من العقار، وبهذا يكون قد لحق العقار بصاحبه الذى رحل من الحياة واصبح من أهل القبور، ولغرابة ما حدث من انهيار العقار وموت صاحبه فى نفس اليوم ظل الأهالى يرددون ان العقار حزن على صاحبه وانهار خلفه مباشرًة، قائلين" البيت وقع من زعله على موت صاحبه".