العلاقات العاطفية فى بدايتها قد تأخذنا لمنطقة الانبهار العاطفى والمشاعر الجياشة، التى يرسم على خطاها المحبين حياتهم المستقبلية ويؤسسون للحياة الزوجية المقبلة، ولكن تقابلنا بعض القصص التى كانت نتيجة انصباب الاهتمام على جانب واحد فقط، صدمة عاطفية وهزة نفسية لأصحابها.
وتروي إحدى الفتيات قصتها قائلة "اتقدم لي، هو زميلي في العمل كانت علاقتنا كويسة قوي وفيه بيننا تفاهم كبير، كان بيقولي أنا كنت خلاص زهقت من كل حاجة في حياتي لغاية لما عرفتك، أنا معاكي رجعت أحس بطعم الحياة من تاني، أنا كنت طايرة بيه من السعادة وحسيت إن هو ده شريك حياتي اللي كنت بأحلم به طول عمري، بعد شهور من الخطوبة حسيت إنه متغير معايا، الفرحة اللي في عينيه انطفت، وتحول وبقى شخص تاني، بيقولي لي إني بلومه وبعاتبه طول الوقت وأنه ماعادش عنده أدنى إحساس بالراحة معايا وأنه شايف إن حوراتنا يا إما خناقه يا إما لوم يا إما عتاب يا إما تلقيح كلام".
"أنا باهتم بكل حاجة تخصه وباعمل كل حاجة أعرف أنه بيحبها، لكن اللي بيخليني ألومه ويزعلنا من بعض إن هو لطيف مع كل زمايلنا في الشغل حتى اللي منهم بنات وده بيضايقني ومش متخيلة إزاي يقبل إنه يفضلهم عليا، مادام أنا بتضايق يبقى المفروض يشتري خاطري وما يكلمهمش خالص هو محترم ومش بيتجاوز لكن ايش ضمني إن لطفه ده ما يعملش مشاكل مع زميله في المستقبل".
آخر مره كلمني من أسبوع قالي "ماعادش عندي إحساس بأي حاجه ناحيتك ولا عندي شغف، ومش هاقدر أسبب لك مشاكل في حياتك أكتر من كده، خلينا نرجع زمايل زي الأول أحسن"، أنا مش فاهمة إزاي إنسان يتحول بالطريقة دي! أنا مش عارفة أقول إيه لأهلي؟ كلنا كنا فرحانين قوي وبنحضر للجواز، إزاي حصل كل ده ؟ وليه؟.
"تقدمت لها وكنت طائر من السعادة، فلقد وجدت جميع المواصفات التى كنت أتمناها فى شريكة حياتي، أخيرا عن إعجاب وليس مجرد مشروع زواج، فهى بنت مؤدبة وجميلة وبنت ناس وناجحة، فحياتى قبلها كانت بلا طعم وبها عرفت طريق السعادة، لكنها مع الأسف لم تستطيع أن تحافظ على ذلك الإعجاب".
قصة أخرى يرويها شاب: "من أول يوم تقوم بمراقبتى وتريد أن تتحكم في كل كلمة أقولها أو أي تعامل مع الناس في الشغل وخصوصا الزميلات، على الرغم إنى لا أتجاوز ومعروف إني محترم في تعاملاتي، حبيت أكسبها في الأول، كنت بأخاف أزعلها وخصوصا إني ما صدقت لقيت واحده قلبي يميل لها ويتمناها زوجة فقررت أن أبعد عن كل الناس لفترة حتى أُرضيها، وحينها قلت هتهدا لما تتأكد إني متمسك بها هي وعشان كده خطبتها هي مش واحدة تانية من زميلاتي"، لكنها لم تهدأ ولم تتراجع عن موقفها، "وطول الوقت غيرة، وتحكمات مالهاش لازمة، فشعرت بعد فترة "إني اتخنقت"، وبعد التفكير في الانفصال صارحتها برغبتي، وأنتظر أن تتقبل حتى أنهي الموضوع مع أهلها، أنا أشعر أنها كانت حلم جميل لم يكتمل وانتهى وفقت منه خلاص".
وتعلق هويدا الدمرداش مستشارة العلاقات الأسرية ومؤسسة علاقات البنج بونج، "العلاقات في بدايتها بتبقى حلوة وواعدة"، فأول ما يجب أن يشغل كل طرف من أطراف العلاقات الناجحة أن يهتم منذ البداية ببناء رصيد كبير عند شريكه "عشان العلاقة تحتفظ بقوتها وتكمل للآخر"، فالحب رصيد وهذا الرصيد ممكن أن ينفذ في وقت قصير جدا وممكن في وقت طويل وممكن يعيش العمر كله، ومحاولة طرف ما إخضاع طرف للآخر يقلل من هذا الرصيد ويستهلكه بسرعه شديدة.
وتكمل الدمرداش: فالخضوع لا يمكن أن يبني علاقه سليمة، أسرع العلاقات انهيارا هي "اللي بيكون فيها طرف خايف من طرف، خايف على زعله أو أي نوع من أنواع الخوف الأخرى"، الخوف قاتل للعلاقات والخضوع لا يمكن أن يستمر طويلا في أي قصة، تبدأ قصص الغيرة الغير مبررة من طرف وغالبا تنتهي بأن يشعر الطرف الآخر بالاختناق بسبب الهجوم المستمر والتحكم اللا مبرر.
ووتضيف الدمرداش: لذلك لا تضيع وقتك في بداية أي علاقة بأن تسحب من رصيدها بمحاولة السيطرة على الآخر باسم الحب، لأن الحب نفسه هو الذى سينسحب من حياتكم هروبا من جحيم السيطرة، فالحب والسيطرة لا يمتزجان.