تحل اليوم ذكرى ميلاد الملك فؤاد الاول ابن الخديو إسماعيل من زوجته الثالثة الأميرة "فريال هانم"، والذي تولى حكم مصر عقب وفاة شقيقه السلطان حسين كامل "سلطان ثم ملك" وظل متربعًا على العرش في الفترة ما بين التاسع من أكتوبر 1917 إلى أن توفى في 28 إبريل 1936، وعند بلوغه السابعة من عمره الحقه والده بالمدرسة الخاصة بقصر عابدين، والتى انشأها لتعليم ابنائه، واستمر بها ثلاث سنوات، ثم سافر بعد ذلك إلى إيطاليا وهناك عاش حياة الضياع والأفلاس وخلافه.
عانى فؤاد أثناء فترة إقامته في إيطاليا فسافر إلى تركيا من أجل مقابلة السلطان عبد الحميد، والتوسط حتى يعود لمصر، وبالفعل أمر السلطان بعودته إلى مصر وألحقه بالعمل في الجيش المصري.
وبعد عودته إلى مصر عام 1890 عني بشئون الثقافة ورأس اللجنة التي تولت مهمة تأسيس وتنظيم الجامعة المصرية الأهلية عام 1906، ثم صعد ليعتلي العرش عقب وفاة أخيه السلطان حسين كامل عام 1917، وكان من المفترض أن يتولى كمال الدين حسين ابن السلطان حسين كمال العرش خلفًا لوالده إلا أن السلطات البريطانية تدخلت من أجل تنصيب أحمد فؤاد على عرش مصر.
بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، سنة 1919 نشطت الحركة الوطنية المقاومة للانجليز للحصول على استقلال مصر وجلاء الاحتلال، وهنا قام السلطان احمد فؤاد الاول بدور كبير لتشتيت جهود زعماء الحركة الوطنية وحرمانهم من اى مكاسب تزيد من شعبيتهم، فأصدر مرسوما بتشكيل الوفد الرسمى للمفاوضات برئاسة عدلى باشا يكن رئيس الوزراء، متجاهلا حزب الوفد مما ادى الى معارضة شديده من سعد باشا زغلول احدث انقساما فى الحزب نفسه، كما انشق من الحزب بعض اعضائه، متهمين سعد باشا زغلول بأنه حول قضية البلاد من صراع ضد الاحتلال الى خضومة شخصية بينه وبين عدلى باشا يكن.
استقلال وهمي وتشتيت للحركة الوطنيةوبعد ذلك قامت بريطانيا بمنح مصر استقلالا وهميا حددت شروطه التى رفضتها بالطبع القوى الوطنية بزعامة سعد باشا زغلول، الذى كان يرى ان تلك الشروط تفرغ استقلال مصر من مضمونه، اذ نصت على بقاء الاحتلال فى مصر بدعوى الدفاع عنها وكذلك حق بريطانيا فى حماية الاقليات والاجانب.
فقامت بريطانيا بأصدار تصريح 28 فبراير سنة 1922 معلنة استقلال مصر مع العديد من التحفظات التى تحكم من خلالها سيطرتها على مصر والسودان وتستطيع من خلالها التدخل فى شئون مصر.وعقب إعلان الاستقلال أصدر السلطان فؤاد أمرًا بتغيير لقبه من سلطان إلى ملك على مصر، وأصبح يعرف بملك مصر وسيد النوبة وكردفان ودارفور، واصبح اللقب الرسمى له هو ( حضرة صاحب الجلالة الملك فؤاد الاول ).
ويذكر للملك فؤاد الأول أنه قد سعى لدى بريطانيا لتعديل نظام وراثة الحكم فى مصر لينحصر في ذريته بدلا من أكبر أبناء الأسرة، فكان له ما أراد وأخطرته بريطانيا فى 15 ابريل سنة 1922 بموافقتها على ذلك، وان تكون وراثة العرش لفاروق ونسله من بعده، فأصدر الملك فؤاد امرا ملكيا فى 13 ابريل سنة 1922 بنظام وراثة العرش، واصبح اللقب الرسمى " لفاروق " هو " حضرة صاحب السمو الملكى الامير فاروق " كما لقب ايضا بلقب " امير الصعيد ".
الدولار في عصره وعاش الجنيه المصري أزهي عصوره في عهد السلطان فؤاد حيث كان يبلغ حينها 5 دولارات، وحمل حينها وجهه صورة جملين، وفي الخلف اسم البنك الأهلي المصري الذي كان يقوم حينها بوظائف البنوك المركزية قبل أن يتفرغ بعد تأميمه في الستينات للقيام بدور البنوك التجارية.
وفي عهد الملك فؤاد الأول "1922 – 1936"، تغير شكل الجنيه مرة أخرى من اللون البرتقالي إلى الأزرق والبني ليحمل وجهه رأس أبو الهول وفي الخلف صورة لأحد المساجد باللون الأخضر.
زواج الملك فؤادتزوج الملك فؤاد الأول ابن الخديوى إسماعيل، الأميرة شيوه كار خانم أفندي، وهي حفيدة إبراهيم باشا، وقد ورثت منه ثروة كبيرة من أطيان وأموال وعقارات، وقد انتقلت الأميرة شيوه كار، من منزل عائلتها بقصر الدوبارة إلى قصر الزعفران، محل إقامة الأمير فؤاد انذاك، وكان للأميرة شقيقان الأمير وحيد الدين، والأمير سيف الدين بينما كانت والدتها "نجوان هانم أفندي" تعيش في الأستانة.
أنجبت الأميرة شيوه كار، من الملك فؤاد الأول الأمير إسماعيل، ولكنه لم يعش طويلا، وأنجب منها أيضًا الأميرة فوقية سنة 1897، وقد تزوجت من محمود فخرى باشا وانجبت منه ولدا واحدا، هو احمد، وقد عاشت الاميرة فوقية فى عزلة تامة فى فندق فى مدينة زيوريخ إلى أن توفيت سنة 1974، وقد سمح الرئيس انور السادات بأن تدفن فى مصر.
إطلاق الرصاص علي الملكوقد وقع الطلاق بين الملك أحمد فؤاد، والأميرة شيوه كار، فى عام 1898، بعد مشاكل عديده كان آخرها إطلاق شقيق الاميرة شيوه كار الرصاص على الامير فؤاد والذى نجا من الموت وقتها، وقد تزوجت بعد طلاقها من الملك فؤاد وأنجبت البرنس وحيد يسري ولطيفة هانم التي تزوجت من أحمد حسنين باشا رئيس الديوان الملكي في عهد الملك فاروق ولكنها طلقت منه بسبب الملكة نازلي، وكانت شيوه كار تحب الملك فاروق كثيرًا لأنها كان بإعتقادها إنه كان يجب أن يكون إبنها، وقد توفيت الاميرة شيوه كار سنة 1947.
تزوج بعد طلاقه من زوجته الأولى الملكة نازلي عبد الرحيم صبري "25 يونيو 1894 - 29 مايو 1978"، وقد أنجبت من الملك فؤاد خمسة أبناء هم: "الملك فاروق، الأميرة فوزية، الأميرة فائزة، الأميرة فائقة، ثم الأميرة فتحية" وقد تركت الملكة نازلي مصر عام 1946 وسافرت إلى الولايات المتحدة الامريكية مع ابنتيها فايقه وفتحيه التى ارتبطت مع رياض غالى القبطى المصرى بقصة حب وقامت ضجه كبيرة في مصر ودعا الملك فاروق رياض غالى إلى اشهار اسلامه وتزوج الأميرة الصغيرة فرفض، عادت الاميره فائقة من أمريكا وبقيت نازلى وفتحية في أمريكا ومالبث الملك فاروق ان حرمهما من كل الألقاب الملكية والثروة أيضًا،ثم أعلنتا تحولهما إلى المسيحية.
فى عام 1976 قتل رياض غالى فتحية ثم حاول الانتحار وفى عام 1978 ماتت نازلى في لوس انجلوس بأمريكا عن عمر يناهز 84 عاما.
نشرت جريدة المصور في - العدد 604 - سنة 1953، عن ثروات الملك الراحل فؤاد الملك فاروق الأول وسمو الأميرات الصغيرات فلم يكن لجلالة الملك فؤاد الاول عند توليه العرش غير تفتيش الفاروقية بمديرية الشرقية وهو ميراثه الخاص عن والده الخديوي إسماعيل وتبلغ مساحته 800 فدان من أجود أطيان هذه المديرية.
ثم تكونت ثروة جلالته بعد ذلك من مخصصات العرش وعرض الحارس الرسمي لأملاك الخديو بعض ممتلكات سموه للبيع.