أعلن الجيش السوداني اليوم الأحد عن مناورات عسكرية جديدة مع القوات الجوية الملكية السعودية ستجرى في الفترة بين 29 مارس، و14 إبريل، في قاعدة مروي الجوية بشمال السودان، أطلق عليها "الدرع الأزرق"، وتضم التدريبات العسكرسة الجوية بين البلدين حوالي 250 فرداً من القوات السعودية أما بالنسبة للجيش السوداني فيضم أكثر من 450 فرد عسكري، فإن هذه القوات سوف تحاول أعادة الحياة والامل مرة أخرى في اليمن، فإن هذه التدريبات تهدف إلى خلق تعاون بين القوات السعودية والسودانية وذلك ما أكدة اللواء صلاح الدين عبدالخالق.
وقال العميد خليفة أحمد الشامي، المتحدث باسم الجيش السوداني في مؤتمر صحفي اليوم الأحد، إن التدريب القادم هو أول تمرين مشترك بين القوتين الجويتين، ويهدف إلى رفع الكفاءة القتالية للقوات المشتركة فيه وتعزيز التعاون والتجانس والتنسيق عند تنفيذ المهام المشتركة المحتملة مستقبلا في بيئات مختلفة، وتجويد استخدام أحدث الآليات والمعدات لرفع المهارات القتالية.
وكانت القوات السودانية قد شاركت العام الماضي في مناورات رعد الشمال التي نظمت في مدينة الملك خالد العسكرية في حفر الباطن في شمال السعودية.
العلاقات السعودية السودانية، مرت بمنعطفات متعددة، وبأزمات شديدة، سبقها تقليص السعودية لاستثماراتها ومساعداتها للسودان، وذلك على أثر فتح البشير لقنوات تعاون اقتصادي وثقافي إيرانية في بلاده على خلفية موقف السعودية المتجاهل لدعم البشير إبان أزمة استدعائه للمحاكمة الدولية في 2009، وصدور قرار اعتقال دولي بحقه، هذه القطيعة بلغت ذروتها في 2013 عندما منعت المملكة عبور طائرة البشير لأجوائها في طريقة إلى إيران، وقتها قلصت السعودية وجودها الدبلوماسي في السودان إلى حد إغلاق سفارتها عملياً اللهم إلا خدمة تأشيرات الحج، وبدورها ترصد "أهل مصر" أسرار تحسن العلاقات بين المملكة السعودية والسودان، والهدف من التدريبات العسكرية المشتركة.
هذا التأزم الغير مسبوق في تاريخ العلاقات بين نظام البشير والمملكة انتهى في ساعات قليلة هي عمر اجتماع البشير مع محمد بن سلمان، ولي ولي العهد ووزير الدفاع السعودي في مارس الماضي، الذي كان على وشك بدء معركته في اليمن، ويحتاج إلى حشد عربي وإقليمي لعاصفة الحزم، وذلك طبقاً لرؤية استراتيجية شُرع في تنفيذها منذ تولي الملك سلمان والتغيرات التي حدثت في البيت السعودي الحاكم.
خبراء أكدوا أن السياسة الخارجية للسعودية، تتلخص في إنهاء كل الخلافات الثانوية بين المملكة ودول المنطقة من أجل صراعها الرئيسي مع إيران، وهذا تطلب بالنسبة للحالة السودانية أن تسعى المملكة وبسرعة في تعويض الخرطوم بما يزيد عن حاجتها لطهران، في النواحي المادية والسياسية بهدف إنهاء العلاقات بين الأخيرة ونظام البشير بشكل حاسم وسريع.
كما أن المملكة تسعى لضم السودان لتحالف الحزم ومشاركة قوات سودانية في المعارك البرية في اليمن، وأخيراً أن تسعى الرياض لخلق ورقة ضغط مستقبلية عن طريق السودان وأثيوبيا في منطقة جنوب البحر الأحمر منذ بداية العام الجاري.
وفي سياق متصل، أعلن قائد القوات الجوية السودانية، صلاح الدين عبد الخالق سعيد، أن الهدف من هذه التدريبات المشتركة، رفع قدرات الطيارين والطائرات السودانية والسعودية، إلى جانب دعم علاقات التعاون العسكري بين البلدين، وتوحيد المفاهيم القتالية باستخدام أنواع متعددة من الطائرات في مهام مختلفة.
وأشار المسؤول العسكري، أن القوة الجوية السودانية ستشارك في هذه المناورات بعدد 3 أسراب من المقاتلات ميغ 29، بالإضافة إلى 6 أسراب مختلطة من المقاتلات سوخوي 25 وسوخوي 24، بجانب كتيبة رادار"، مشيرا إلى أن إعداد القوات المشاركة من الجانبين في هذه التدريبات يبلغ 400 عسكري من الجانب السوداني و250 من الجانب السعودي.
ومن جانبه، ذكر مسؤول التدريب العسكري اللواء طيار حسين عثمان أن الطائرات السودانية المشاركة بالمناورات متمركزة في قاعدة التمرين بمنطقة مروي بشمال السودان، موضحا أن التمرين سيركز على فعاليات القتال الجوي و الاعتراض الجوي للطائرات المقاتلة.
وقال الناطق الرسمي باسم القوات السودانية العميد أحمد الشامي إن مشاركة السودان في عاصفة الحزم فتحت مجالات التعاون العسكري مع السعودية بأبوابه الواسعة، ونفى أن يكون لتوقيت التدريب أو موقعة استهداف لدولة بعينها.
يذكر أن نفت الجهات السودانية أي علاقة لهذه المناورات بتوترات بين الخرطوم ودول الجوار.