كشف استطلاع حديث للرأي، أن المسلمين في ألمانيا أكثر انخراطا في مساعدة اللاجئين مقارنة بأتباع ديانات أخرى أو اللادينيين، فقد ذكر 44% من كافة المسلمين الذين شملهم استطلاع مؤسسة "بيرتلسمان" في ألمانيا أنهم انخرطوا العام الماضي في أنشطة لمساعدة اللاجئين.
وفي المقابل، بلغت هذه النسبة بين المسيحيين 21% واللادينيين 17%.
وبوجه عام شارك نحو خمس الألمان العام الماضي في أنشطة لمساعدة اللاجئين.
تجدر الإشارة إلى أن بيانات هذا الاستطلاع المنشور اليوم الاثنين استهلال لسلسلة من البيانات المنتظر نشرها على مدار هذا العام في إطار مؤشر الرصد الديني الثالث الذي تجريه المؤسسة، والذي شمل أكثر من 10 آلاف شخص في ألمانيا والنمسا وسويسرا وفرنسا وبريطانيا وتركيا. ويهدف هذا المؤشر إلى بحث دور الدين في السياق المجتمعي.
وفي ألمانيا وحدها شمل الاستطلاع عينة عشوائية بلغت 1500 شخص، وتم إضافة عينة عشوائية أخرى مكونة من نحو ألف مسلم لرصد المواقف المختلفة للمسلمين في ألمانيا.
وذكر أغلب المشاركين في الاستطلاع الاستهلالي في ألمانيا أن انخراطهم في مساعدة اللاجئين تجاوز المرة الواحدة، فحتى ثلث اللادينيين ذكروا أنهم انخرطوا في أعمال تطوعية لمساعدة اللاجئين مرة واحد أسبوعيا على الأقل، وبلغت النسبة بين المسلمين 28%، والمسيحيين نحو 20%.
ويعزو خبراء مؤسسة "بيرتلسمان"الألمانية المشاركة القوية للمسلمين في مساعدة اللاجئين إلى الأصل المشترك، وأوضح الخبراء أن الكثير من المسلمين المتطوعين لإغاثة اللاجئين منحدرون من مناطق ينحدر منها اللاجئون، مثل أفغانستان أو باكستان أو بنجلادش، كما ينحدر الكثير منهم أيضا من الشرق الأوسط.
وذكر الخبراء أن المتطوعين المسلمين أثروا العمل التطوعي بإمكانيات لغوية وثقافية ورعاية نفسية مطلوبة على نحو خاص في العمل مع اللاجئين. واعتبر الخبراء المتطوعين المسلمين "بناة جسور مهمين في المجتمع الألماني".
ومن ناحية أخرى، ذكر الخبراء أن المخاوف من إساءة استخدام التأثير الديني من قبل المسلمين أو المسيحيين على اللاجئين خلال انخراطهم في العمل التطوعي لم تتأكد، موضحين أن نسبة ضئيلة تتراوح بين 1 و22% من المتطوعين أبدوا نزعة تحيزية لديانتهم، بينما تعاملت غالبية المتطوعين بانفتاح تجاه الديانات الأخرى.
كما سلط الاستطلاع الضوء على جوانب أخرى مؤثرة على الاستعداد لمساعدة اللاجئين، فعلى سبيل المثال ذكر 22% من سكان غرب ألمانيا أنهم انخرطوا في أنشطة لمساعدة اللاجئين، بينما بلغت النسبة بين سكان شرقي البلاد 14% فقط.
وفي المقابل، أظهر الاستطلاع أن المنخرطين في أنشطة مساعدة اللاجئين في شرق ألمانيا يقضون وقتا أطول في عملهم التطوعي من أقرانهم غربي البلاد.
وأشار الاستطلاع إلى أن النساء أكثر انخراطا في العمل التطوعي لمساعدة اللاجئين من الرجال. كما أظهرت البيانات أنه كلما ارتفع مستوى التعليم والوضع الاقتصادي للفرد زاد انخراطه في أنشطة إغاثة اللاجئين.