كشفت صحيفة "وورلد تريبيون" الأمريكية، محاولة ولي ولي العهد السعودي، خلال زيارته لأمريكا في 14 مارس الماضي، لاستمالة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لـ"معسكر السعودية"، وفقًا للصحيفة.
وقالت الصحيفة، بالرغم من استئناف شركة أرامكو السعودية، الشحنات النفطية للقاهرة، فيما وصف بأنه بوادر لتحسن العلاقات بين الدولتين، إلا أن الزيارة كشفت أنه مازال يوجد خلاف طفيف بين مصر والسعودية، وأن محاولات السعودية في جذب أمريكا لصالحها باءت بالفشل.
وأكدت الصحيفة أن خيارات السعودية نفدت، وهي تحاول الدفاع عن مواقفها في حروب اليمن والعراق وسوريا وليبيا، وفي وقت يمر فيه الاقتصاد السعودي بمنحنى حساس ويتزايد سوءا، مما يشكل ضغوطا سياسية داخلية.
وأشارت الصحيفة إلى أنه بالرغم من أن واشنطن لا ترغب أن تهمش بشكل كامل السعودية في هذه المرحلة، لكن لا يمكن للبيت الأبيض تجاهل وضع مصر الاستراتيجي.
ووفقًا للصحيفة فإن محمد سلمان في الواقع كان يتطلع إلى التخلص من صداقة ترامب المزدهرة للرئيس عبد الفتاح السيسي، في وقت اتضح فيه أن الإدارة الأمريكية الجديدة لن تستمر آليا في أي سياسات شرق أوسطية كانت تنتهجها إدارة أوباما.
ورغم المخاطر الكبيرة، ولكن إذا كان على واشنطن الاختيار، فإنها ستختار مصر التي تطل على البحرين المتوسط والأحمر، وتمتلك قناة السويس.
ونقلا عن مصادر بالبيت الأبيض، أكدت أنه لم يحدث أي شيء من هذا النوع، وأن لغة جسد ترامب أثناء لقائه مع محمد بن سلمان أوضحت أنه لا يشعر بأي كيمياء مع المسؤول السعودي الشاب.
وبالرغم من ذلك، فإن وزير الدفاع السعودي قال في بيان بعد اللقاء إن ترامب صديق حقيقي للمسلمين وسوف يخدم العالم الإسلامي بطريقة لا يتخيلها أحد، وأن الاجتماع حقق نجاحا هائلا، وكان بمثابة نقطة تحول تاريخية في العلاقات الثنائية بين الدولتين".
وتحاول إدارة ترامب الآن تحديد أكثر استراتيجيات المنطقة ملاءمة لها، والمضي قدمًا في تنفيذها، ولا تريد محاولات إرغامها من السعودية وتركيا والإمارات نحو صراع أكبر نطاقا في اليمن وسوريا والعراق.
ووفقًا للصحيفة فأن الأمير محمد بن سلمان زج بالسعودية إلى طريق من الصعب العدول عنه بأمان، ونتيجة لذلك تدفع الرياض أصدقاءها السابقين إلى الدخول في الحرب معها.
محمد بن سلمان مستمر في مطلبه لباكستان بالدخول في الصراع اليمني، بالرغم من أن الرياض تروج للحرب باعتبارها ضد الشيعة وبالتالي ضد إيران، علما بأن 20 % من سكان باكستان ينتمون للشيعة.
ومع ذلك، فإن رئيس وزراء باكستان نواز شريف المستفيد من صداقته الطويلة مع السعودية لديها صعوبات الآن في رفض مطالب الرياض.
وقالت "وورلد تريبيون" إلى أن أول ما فعله ترامب في 23 يناير بعد تقلده منصبه تمثل في الاتصال بالرئيس عبد الفتاح السيسي وأعقب ذلك تعليقات إيجابية من الجانبين.