ذوي الإعاقة إلى وزير النقل: تذكرة مترو المعاقين "بلّها واشرب ميتها"

تعاني فئة ذوى الاحتياجات الخاصة وبشكل خاص المعاقين حركيًا والذين يستلزم تحركهم بواسطة كرسى متحرك، اهمالًا كبيرًا من جانب الحكومة المصرية، وهذا ما يجعل فئة المعاقين حركيًا غير قادرين على استخدام المواصلات العامة والتى يعد المترو من أهمها نظرًا لسرعته وإمكانية وصوله لاماكن عديدة دون مجهود كبير، وبهذا يكون سعر تذكرة المترو التى اقرتها وزارة النقل لفئة ذوى الاحتياجات الخاصة والتى يعد سعرها "جنيهَا واحدَا" يسقط منها حق الذى يعانى من اعاقة حركية.

و جاء رفع تذكرة المترو بداية من يوم الجمعة الماضية من جنيه إلى 2 جنيه كتذكرة كاملة اما النصف تذكرة فـ جنيه ونصف جنيه واحد اما ذوي الإحتياجات الخاصة فبجنيه واحد وسعر الاشتراك للجمهور وصل إلى 214 جنيه واشتراك الطلبة مرحلة واحدة بسعر 33 جنيه، نتيجة إلى تحقيق مترو الأنفاق خسائر تقدر بنحو 200 مليون جنيه فضلا عن الديون المتراكمة على شركة مترو الأنفاق والمقدرة بنحو 500 مليون جنيه.

و زيادة أسعار مترو الأنفاق جاءت لحماية المرفق من الإنهيار، وذلك بسبب زيادة إرتفاع أسعار الكهرباء، حسبما أكد وزير النقل، الدكتور هشام عرفات.

و فى هذا الاطار قالت والدة الطفلة مها محمد، ان ابنتها تعانى من اعاقة حركية ولا تستطيع ان تتحرك بدون كرسى متحرك، وهذا يجعل من الصعب عليها ان تلجأ لركوب المترو، وذكرت تجربتها فيما سبق مع ركوبها المترو بصحبة ابنتها التى تعانى اعاقة حركية، حيث قامت بالركوب من محطة بها اسانسير ووجدت صعوبة كبيرة فى رفع الكرسى الخاص بابنتها على باب عربة المترو لتتمكن من الدخول وعندما وصلت إلى المحطة التى تريدها واجهت صعوبة ايضًا فى انزال الكرسى من العربة، هذا بجانب السرعة التى يجب ان تتحرك بها لان المترو يغلق ابوابه سريعًا، موضحة انها لم تستطيع الخروج بابنتها من المترو نظرًا لوجود سلالم كثيرة، ولهذا استعانت بعدد من الشباب لرفع الكرسى المتحرك الذى تجلس عليه ابنتها لتتمكن من الخروج من المحطة، واكملت قائلة: "مفيش اهتمام خالص بالمعاقين حركيًا، ومش بعرف اركب المترو ببنتى وهى على الكرسى وولاد الحلال بيشيلوا الكرسى عشان اعرف اخرج بيها عشان فيه سلالم كتير".

و قالت سمر، تعانى من اعاقة حركية وطالبة بكلية البنات جامعة عين شمس، أن الاسانسيرات التى قامت شركة المترو بتركيبها فى بعض المحطات مثل محطة كلية البنات الواقعة فى الخط الثالث ومحطة غمرة الواقعة فى الخط الاول وغيرهم، لا تشكل مساعدة حقيقية لذوى الاعاقة الحركية امثالنا، نظرَا لان هذه الاسانسيرات متواجدة فى محطات معينة، فالمعاق الحركى هنا يمكنه الدخول ولكن لا يوجد سبيل للخروج الامن من المحطات التى لا يوجد بها اسانسير، وبهذا يكون الاسانسير وجده كعدمه، ولا يمكننا الاستفادة منه نهائى.

و ذكر مصطفى، بالغ من العمر 40عامًا، ان المعاق الحركى بحاجة إلى مزيد من الاهتمام من جانب وزارة النقل وشركة المترو، فالسلالم الكهربائية التى تم تركبيها فى عدد كبير من المحطات لا تخدم المعاق حركيًا بأى شكل من الاشكال، فهى تعد فائدة كبرى لكبار السن والمعاقين ذهنيا، اما المعاق حركيًا فالكرسى المتحرك الخاص به لا يمكن ان يتم تثبيته على درجات السلم الكهربائى هذا بجانب ان السلالم مصنوعه من المعدن وهذا يجعل هناك خطورة فى حالة وقوع المعاق من على الكرسى المتحرك، واكمل قائلًا "مش بعرف اركب على السلم المتحرك بيكون صعب انى اثبت الكرسى على السلم، وكده بيخلى حقى انا واللى زيي ضايع فى اننا نركب مترو زى باقى الناس وده بيحسسنا بالاعاقة اكتر".

و قالت عفاف، طالبة فنون جميلة ولديها اعاقة بسيطة فى قدمها، أن المعاقين حركيًا الذين يستخدمون عكازات للمساعدة فى الحركة، لا يخدهم المترو بشيء نظرًا لوجود سلالم كثيرة فى المحطات بجانب عدم التنظيم فى الدخول والخروج من العربات ممكن يجعل من الصعب علينا استقلال المترو فى التنقل اليومى، لان هناك زحام شديد فى العربات وانها لا يمكنها ان تقف بطريقة سوية ولا يمكنها الدخول والخروج سريعًا كباقى الركاب.

و فى هذا الاطار قالت النائبة سهير نصير، ممثلة ذوي الإعاقة بمجلس النواب، فى تصريح خاص لـ "أهل مصر"، ان حقوق المعاقين وذوى الاحتياجات الخاصة تحتاج إلى تعديل منظومة المترو بشكل كامل، حتى يستطيع المعاق حركيًا ان يحصل على حقه فى الركوب والتنقل باستخدام المترو، فيجيب تعديل ارتفاع عربات المترو عن الرصيف لان هذا يشكل صعوبة فى صعود الكرسى المتحرك إلى داخل العربة، هذا بجانب عدم وجود اسانسيرات فى عدد كبير فى محطات المترو وعدم وجود ابواب مخصصة لدخول ذوى الاعاقة لعدم تمكنهم من الدخول وسط الزحام المتواصل داخل المترو.

و أوضحت أن هناك فئات من ذوى الاحتياجات الخاصة يمكنهم الاستفادة من المترو وهم ذوى اعاقة ذهنية وبصرية، ولكن يعتبر ذوى الاعاقة الحركية غير مستفيدين من مترو الانفاق بشكل كبير ومن يمثلهم من مرضى الكسور، وهذه الازمة يمكن تداركها مستقبلًا عن طريق تكملة منظومة الاسانسيرات فى باقى المحطات لتكون حل مؤقت ليستطيع ذوى الاعاقة الحركية من استخدام المترو للتنقل كباقى المواطنين.

و اكدت نصير ان فئة ذوى الاعاقة الحركية فى مصر تمثل شريحة مهمة من المواطنين، فنسبتها وصلت إلى حوالى 13% من اجمالى المجتمع، هذا بجانب الضرر الذى يحدث للاسرة التى يعيش بها معاق حركيًا لانها غير قادرة على استقلال المترو فى حالة خروج من يعانى من الاعاقة الحركية معهم، وبهذا يكون حوالى 60% من المجتمع متاثر من عدم استخدام المعاق حركيًا للمترو.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً