افتتح المهندس محمد أبو سعدة رئيس جهاز التنسيق الحضاري ندوة بعنوان "الهوية الثقافية والحضارية" ضمن فعاليات الإسبوع الثقافي الذى أطلقته لجنة العلاقات الثقافية الخارجية بمجلس كلية الألسن بجامعة عين شمس تحت رعاية د.منى فؤاد عميد الكلية، د.نهلة غريب وكيل الكلية لشئون الدراسات العليا والبحوث بالتعاون مع الجهاز القومي للتنسيق الحضاري، وبحضور عبد الجواد أبو كب رئيس تحرير بوابة روز اليوسف د.عبد المعطي سالم وكيل الكلية لشئون التعليم والطلاب، د.سلوى رشاد وكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، د.عاطف بهجات رئيس لجنة العلاقات الثقافية والخارجية بالكلية.
بينما أكد عبد الجواد أبو كب رئيس تحرير بوابة روز اليوسف على أن ألسن عين شمس، في العامين الأخيرين بذلت جهدًا كبيرًا في تغيير المنتج وهو "الطالب"، حيث لم تكتف الكلية بتدريس مناهج اللغة فقط، ولكنها أيضًا أرادت تخريج طالب يعي الثقافة قبل اللغة، مضيفًا أن الألسن أيضًا تحتفظ برونقها الذي أنشأت من أجله وأنشأت عليه، على الرغم من وجود كليات ومعاهد شبيهه لها.
وتابع المهندس محمد أبو سعدة حديثه مؤكدًا على وجود مأساة في الحفاظ على التراث العربي بسبب الصراعات والحروب السياسية ؛ فتوجد دول فقدت حضارتها مثل سوريا التى فقدت ذاكرتها التراثية، كذلك اليمن والعراق التى اختفت هويتهما الثقافية بسبب ما تشهدانه من صراعات دامية.
وأكد على أن مصر لم تفقد هويتها الثقافية والتراثية حتى يومنا هذا ؛ ولكنها وضعت نصب عينيها هدف إعادة بناء هويتها والحفاظ على تراثها الثقافي، مشيرًا إلى أن العادات والتقاليد ونوعية الملابس والأفراح كلها تندرج تحت مصطلح الهوية المصرية ؛ موضحًا أن الدولة لديها أرشيف موثق عن حضارتنا وهويتنا الثقافية بحيث يحول بينها وبين تلاشي تراثنا التاريخي عبر مرور الزمان.
وأضاف أن قضية الهوية الثقافية تمثل تراثًا لابد من وجود مباني تمثله مثل ما تركه لنا أبائنا وأجدادنا من مباني تتمثل في القاهرة الفاطمية وثقافة العمران في هذا الوقت، وأيضًا تجربة الخديوي إسماعيل في قلب القاهرة وما تركه لنا من تراث معماري مميز نفتخر به ؛ حيث جعل من القاهرة أجمل عواصم العالم في أربعينيات القرن الماضي ؛ وتعتبر تلك المباني إرث حضاري وثقافي يجب أن نسعي إلى المحافظة عليه ليصل إلى الأجيال القادمة ليستلهموا منه قوتهم الثقافية والحضارية ويتبلور ذلك الزخم الحضاري في مخيلتهم لينتج إبداعًا جديدًا يتوافق مع عصرهم.
وإستطرد قائلًا أن الدولة تسعى بكل جهودها فى الوقت الحالى لإعادة الجمال لمناطق القاهرة الفاطمية والساحات الموجودة بها ؛ بهدف ترك ما ورثناه عن أبائنا وأجدادنا للأجيال القادمة بدون تشويه ليستكملوا مسيرتهم وهم مزودين بذاكرة حضارية وثقافية نابعه عن فنون أجدادهم ؛ بما يؤصل مبدأ التواصل بين الأجيال فى مصر، مشيرًا إلى أن عدم أرشفة أى معبد أو مكان أثرى يؤدي إلى فقدانه عاجلًا أو أجلًا ؛ لافتًا إلى أن الهوية يتم فقدها بالنزاع الذي يكون أبعد من التراث.
وشدد على ان الدولة تتحمل مسئولية تغيير وعي المواطنين ورفع ثقافتهم لأن الثقافة عبارة عن معارف متراكمة وحياة متكاملة تضم عادات وسلوكيات ووعي بكافة مناحي الحياة، وذلك من خلال وسائل الإعلام المختلفة التى تسهم فى رصد ومعالجة أى مفاهيم دخيلة تشكل خطرًا على هوية ووجدان وثقافة المواطن المصري.
وتابع حديثه مؤكدًا على أن الدولة عندما وضعت إستراتيجية 2030 منحت الثقافة الأولوية الأولي في إنشاء المدن الجديدة وإعادة رسم الخريطة المرورية للبلاد كافة بالتعاون مع المهندسين المعماريين المتخصصين في الجوانب الجمالية بالتعاون مع جهاز التنسيق الحضاري، مشيرًا إلى أن إستراتيجية 2030 إرتكزت على تنمية وعي المواطن لتذوق الثقافه والمعارف العامة قبل إستقبالها في مخزونه الفكري، كما شدد على ضرورة إنماء ثقافة الإختلاف بين المواطنين المصريين ؛ من خلال التعود علىالإختلاف وليس الخلاف ؛ فلابد في النهاية الإتفاق بشكل عام لتكوين صورة واحدة لتراثنا الحضاري الذي هو ملك للإنسانية كلها وليس فقط أبنائنا من الأجيال القادمة.