شهدت الجلسة العامة للبرلمان، الأحد، إحالة النائب هيثم الحريري، عضو تكتل 25/30 للتحقيق من قبل هيئة المكتب؛ على إثر مشادة مع علي عبد العال، رئيس مجلس النواب، الذي دعا الأعضاء إلى التصويت على القرار؛ فأيدوه.
بدأت المشادة بين الحريري وعبد العال، حينما انتقد الأول إدارة الثاني للجلسة العامة، الذي قال: "أنت بتخل بالنظام داخل الجلسة بمحاولة الحصول على الكلمة دون إذن"، فرد الحريري: "وأنت بتخل باللائحة"، فتم التصويت على إحالته للتحقيق.
تعنت المجلسالواقعة تُعيد للأذهان وقائع مشابهة شهدتها أروقة البرلمان، ادعى أعضاء التكتل، أن فيها تعنتا شديدا من قبل رئيس المجلس ونوابه ضدهم.
وأصدر التكتل، بيانا بعد مرور ستة أشهر من انعقاد أول جلسة برلمانية نتيجة هذا التعنت الواضح، يشكو فيه من الظلم الذي يتعرضون له، جاء في البيان:" لاحظنا خلال الشهور الماضية ونحن على مشارف الانتهاء من دور الانعقاد الأول أن هناك عقبات موضوعة تعوق أداء دورنا الذي عاهدنا الشعب بأدائه، ونعتقد أنه يشاركنا فى هذه الملحوظات عدد غير قليل من نواب البرلمان".
ويبدو أن التعنت ضد أعضاء تكتل 30/25 نتيجة مواقفهم الواضحة ضد قوانين بعينها وبسبب تقديمهم استجوابات وطلبات إحاطة تؤرق عدد من الحكومة، كما أن عبد العال نفسه، لم يسلم من انتقادات الحريري ورفاقه طوال جلسات البرلمان الماضية، ورددوا كثيرا أن رئيس البرلمان لا يعطى الفرصة للتعبير عن الآراء المختلفة في كل الموضوعات؛ فتارة يمنح الفرصة وتارة يمنعها، وعندما يمنحها تتغول عليها الأغلبية رافضة إكمال وجهة النظر المخالفة لهم ولا يتم حمايتها وإفساح المجال أمامها مع أن هذا ما تفرضه مسؤولية موقعه كرئيس للبرلمان.
الانتقادات ليست وحدها سبب الأزمة؛ فمواقف هيثم الحريري ورفاقه من قوانين بعينها، كان يحاول أن يمررها المجلس ورئيسه لإرضاء الحكومة، كانت أيضا تُغضب عبد العال؛ فكان لأعضاء التكتل دور بارز في رفض قانون الخدمة المدنية بصورته الأولية، ما أجبر البرلمان والحكومة على إلغائه، فضلا عن اعتراضات عن الموازنة العامة للدولة، بالإضافة إلى موقفهم الرافض من اتفاقية ترسيم الحدود بين مصر والسعودية والتنازل عن جزيرتي تيران وصنافير للمملكة.
مشاكسات تكتل 30/25 رفض التكتل عدة قرارات أصدرتها الحكومة في الفترة السابقة، ومنها تعويم الجنيه ورفع الاسعار، وأصدر التكتل بياناً نوفمبر الماضي جاء فيه:" إن القرارات تثبت مجددًا أننا أمام حكومة حسمت أمرها بدون دراسة أو رؤية للتبعات ولو على حساب الأغلبية العظمى من أبناء الشعب المصري التي باتت تعاني فوق طاقتها وأكبر من قدرتها على الاحتمال"، وأضاف البيان 30/25:"أن الحكومة الحالية سترحل آجلاً أم عاجلًا لأنها أصرت على السير في طريق مجهول رغم تقديم العديد من المقترحات لها والبدائل لحل الأزمات الاقتصادية لكنها لم تأخذ بها".
كما انسحب تكتل«25-30» في أغسطس الماضي، من جلسة مناقشة مشروع قانون القيمة المضافة احتجاجا على القانون واعتراضا على التصويت برفع الأيدي كما طلب الدكتور على عبدالعال، وطالبوا بإقرار التصويت الإلكتروني.إضافة إلي رفض التكتل، وإدانته الشديدة لقرار مجلس الوزراء بالموافقة على اتفاقية ترسيم الحدود مع المملكة العربية السعودية وإرسالها إلى مجلس النواب بعد شهور طويلة من توقيعها وأثناء نظر القضاء لها.
الحريري يُصعدوكتب الحريري، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "بالرغم من التسجيل الالكترونى لطلب الكلمة في مناقشة قانون الهيئة الوطنية للانتخابات، وبالرغم من طلب مكتوب لمناقشة المواد 15، 16 من القانون، تمسكت بحقي في إبداء الرأي، وتجاهل رئيس المجلس طلبي وأصر على التصويت على المادة رقم 15".
وأضاف عضو مجلس النواب - المحال إلى لجنة القيم: "وأعلنت أن هناك مخالفة للوائح من رئيس المجلس، وصوت رئيس المجلس على تحويلي لهيئة المكتب، فخور بمواقفي ومتمسك بها ومستعد لفصلي من المجلس اليوم قبل الغد، المجلس وسيلة وليس غاية، سنظل ندافع عن حقنا وعن حق الشعب ويشرفنا أن نسدد ضريبة مواقفنا كاملة".