أشارت تقارير صحفية عدة، إلى اشتراك الإمارات العربية المتحدة، وإيطاليا، والولايات المتحدة الأمريكية، مع إسرائيل في مناورات عسكرية مشتركة تنظمها اليونان، على مدى 10 أيام من خوض المعارك الجوية وضرب الأهداف الارضية، وتجنب الصواريخ المضادة
التقارير ذكرت أن سلاح الجو التابع للجيش الإسرائيلي، يشارك للمرة الثانية خلال أقل من عام في تمرين جوي دولي بمشاركة سلاح الجو الإماراتي، كما أشارت إلى أن الجيش الإسرائيلي أجرى استعداداته لتنظيم أحد أكبر وأكثر المناورات العسكرية تعقيدًا في تاريخ الملاحة الجوية، في وقت لاحق من 2017، وذلك بمشاركة دولية واسعة.
المناورات العسكرية، هي تدريبات عسكرية تقوم بها عدة دول حليفة أو دول منفردة بين أفرع قواتها العسكرية المختلفة لتطوير أدائها وتعزيز مهاراتها الميدانية وتقوية الروابط العسكرية بين الدول المشتركة.
المناورات المذكورة سلفا، شهدت دخول عنصرين جديدن، وهما الإمارات وإيطاليا، في ظل تطور الأوضاع الخارجية، وتزامنا مع الاتجاه لخلق تحالفات جديدة، مثل "الناتو العربي"، والحرب في ليبيا، واليمن وسوريا، مما يطرح تساؤلات عدة حول علاقة تلك المناورات بالأحداث الحالية.
الإمارات دخلت في قائمة الدول المرشحة، لتكوين "الناتو العربي"، إلى جانب مصر والسعودية والبحرين، وبعض الدول العربية الاخرى، للتصدي للنفوذ الإيراني، طبقا لدعوات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بالإضافة إلى تصاعد الاحداث في سوريا، واليمن.
وعلى الجانب الأخر، أثار دخول إيطاليا مجددا في المناورات العسكرية المشتركة، جدلًا واسعا، في ظل تصاعد الأوضاع الليبية، وتمدد نفوذ داعش بها، فربما تطمح إيطاليا للدخول مجددا إلى الأراضي الليبية كما حدث في السابق، وحماية مستعمراتها على الأراضي الليبية.
ففي أكتوبر 1911 بدأ الغزو الإيطالي لليبيا بطرابلس بدعوى أن الإيطاليين جاؤا لتحرير الليبيين من الحكم العثماني، ورغم المقاومة العنيفة من الليبيين للغزو، قامت الدولة العثمانية بتسليم ليبيا إلى إيطاليا بتوقيع الطرفين اتفاقة تعترف بموجبها الأستانة بامتلاك إيطاليا لليبيا في ما عرفت بمعاهدة لوزان في 1912.
وفي 1934 قامت إيطاليا بدمج إقليمي طرابلس وبرقة كإقليم مستعمر واحد تحت الاسم التقليدي للبلاد "ليبيا" والذي صار الاسم الرسمي للمستعمرة.
من جانبه، يقول الخبير العسكري، عال سليمان، إن المناروات العسكرية دائما مايبقى ورائها أهداف غير معلنة، مشيرا إلى أنه في ظل الصراعات المنتشرة في العالم، في الوقت الراهن، إلى جانب تصاعد الأمور في سوريا وليبيا واليمن، وانتشار الجماعات الإرهابية في كافة الدول، كل ذلك يمكن وضعه كأسباب رئيسية، وراء المشاركات العسكرية الحالية.
وتابع سليمان، في تصريحات خاصة، أن مشاركة الإمارات في المناورات العسكرية، مع الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائل، يعطي دلالات حول النوايا الحقيقية لتأسيس الناتو العربي، إلى جانب التفكير في المستقبل الأمني للدول، في ظل تزايد الخطر الإرهابي.
وعن مشاركة إيطاليا، يقول سليمان، إن الجانب الإيطالي، ربما تشهد الفترة المقبلة مشاركته في الحرب الليبية عن طريق الغارات الجوية، إلا أن عودة العنصر الإيطالي داخل ليبيا من جديد أمر مستبعد، كما أن إحساس إيطاليا بالخطر الإهاربي الذي عرف طريقه إلى بلادها الفترة المقبلة، ربما دفعها إلى الدخول في تلك المناروات العسكرية.
يذكر أن وزير الخارجية الإيطالي أنجيلينو ألفانو، أكد خلال لقاءه اليوم مع نظيره الروسي، أنه يؤيد ضرورة الحوار الوطني في ليبيا من أجل تسوية الأزمة في هذا البلد، مشيرا إلى أن بلاده تولي اهتماما كبيرا لمشكلة تدفق اللاجئين من ليبيا وقضايا الأمن عموما، كما أكد ألفانو ضرورة الحفاظ على وحدة أراضي ليبيا دون تمزيق هذا البلد العربي.