كشفت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن روسيا في جزيرة القرم تقوم باعتقال النشطاء الحقوقيين الأوكرانيين المسلمين بمستشفيات الأمراض النفسية وتستعمل ضدهم جميع الانتهاكات النفسية.
ووفقًا لـ"الجارديان" قال العالم السياسي روبرت فان فورين، وهو أحد النشطاء الحقوقيين الهولنديين إنه تم اعتقال العديد من نشطاء تتار القرم الذين يعارضون روسيا وأكد تعريضهم للإهانات والسجن في مصحات عقلية.
وأضاف تزايدت أعداد الدعاوى القضائية المقامة على مدار السنوات القليلة الماضية ضد تتار القرم والنشطاء الأوكرانيين الذين يعارضون الانضمام إلى روسيا.
وأشار إيميل كرب دينوف، المحامي البارز من جزيرة القرم، إلي أنه تم اعتقال 10 نشطاء من القرم، ما بين ديسمبر وفبراير 2017، في أحد المستشفيات النفسية بشبه الجزيرة، وظل 4 من بينهم هناك، بينما تم نقل 6 آخرين إلى السجن.
وفي ظل حكم الرئيس الروسي الحالي فلاديمير بوتين، ظهرت العديد من حالات الطب النفسي العقابي، مما أدى إلى اعتقاد البعض عودة ممارسات الحقبة السوفييتية.
ووفقًا لتصريح الطبيب النفسي يوري سافينكو، الذي يترأس الجمعية المستقلة للطب النفسي بروسيا، فإن إساءة استغلال هذا النوع من الطب، تعدّ شائعة في المحاكمات الجنائية الروسية.
ويضيف سافينكو أن "الطب النفسي يعد جزءًا من إجراء شائع في المحاكمات الجنائية التي لا يتوافر بها أدلة ملموسة، وبدلًا من جمع الأدلة، يساعد إجراء التقييم النفسي على توفير الوقت والجهد".
ويوضح كربدينوف، أن نشطاء القرم يواجهون ظروفًا سيئة للغاية في المصحات النفسية مضيفًا "يتم احتجاز البعض في حجز إنفرادي وحرمانهم من احتياجاتهم الأساسية، مثل استخدام المراحيض.
وأكد كربدينوف، "يتم استجواب النشطاء بشأن مشاركتهم المزعومة في الأعمال المتطرفة وآرائهم حول الحكومة، ويتم حرمانهم أيضًا من الحق في التحدث مع أسرهم أو مقابلة المحامين وجهًا لوجه دون حضور حارس، ويعد كل ذلك انتهاكًا للقانون الدولي".
وتم اعتقال جميع نشطاء القرم بتهمة الإنضمام إلى تنظيم حزب التحرير، الذي أدرجته روسيا ضمن قائمة المنظمات الإرهابية.
وتؤكد جماعة خاركيف لحماية حقوق الإنسان، عدم وجود أدلة تشير إلى ارتباط التنظيم بالإرهاب والأعمال الإرهابية، أو انضمام هؤلاء النشطاء إلى ذاك التنظيم.
وتضيف أن 19 آخرين من نشطاء القرم، يتم احتجازهم حاليًا واتهامهم بالمشاركة في تنظيم حزب التحرير.
أما منظمة ميموريال الحقوقية الروسية، فتطلق على جميع النشطاء المحتجزين تسمية "سجناء سياسيين".
في 26 يناير، تم اعتقال المحامي كربدينوف ذاته بشبه جزيرة القرم واتهامه بنشر "مواد متطرفة"، وفي هذا السياق، يقول كربدينوف إن إطلاق سراحه يرجع إلى دعم النشطاء والمواطنين بشكل عام، الذين "أثبتوا لي أن المجتمع المدني لا يزال يعمل بجدية وأن الناس يبالون بانتهاكات حقوق الإنسان".
وانتقدت منظمة هيومان رايتس واتش، الحقوقية عملية الاعتقال واعتبرتها "محاولة سيئة لاستخدام الطب النفسي في تكميم فمه وتلويث سمعته".
يذكر أنه في العقود الأخيرة من العصر السوفيتي، كان الطب النفسي مستخدمًا في اعتقال ومعاقبة المنشقين.