اعلان

العراق يكرر تجربة صدام حسين للتغلب على الطائفية

كتب : سها صلاح

كشفت صحيفة الديلي ميل البريطانية عن كتاب "جمهورية الخوف" الذي أصدره العراقي "كنعان مكية" عام 1989 باسم "سمير الخليل".

وقالت الصحيفة إنه بعد انقلاب صدام حسين على أحمد حسن البكر، وفي اجتماع درامي بقيادات الحزب بقاعة الخلد في 22 يوليو 1979، أعلن صدام اكتشافه مؤامرة على العراق، وكان قبلها قد احتجز ثلث عائلات مجلس قيادة الثورة كرهائن، وضمنها عائلة محيي عبد الحميد رشيد، الذي أُجبر على الاعتراف بأنه جزء من المؤامرة، وسيطر الخوف على جميع من في القاعة لتنطلق الهتافات المؤيدة لصدام.

"أعرف الخائن قبل أن يعرف نفسه"، ليست مجرد مقولة لصدام، ولكنها حقيقة فرضتها طبيعة الأجهزة السرية التي كانت تراقب المواطنين حيث أن الجهاز بوليسي في أي فترة من فترات العراق، فعراق ما قبل صدام كان يحدد الخيانة في بيع أسرار الدولة للخارج أو الأعمال الانقلابية، لكن صدام وسع مفهوم الخيانة ليصبح أكثر غموضًا.

وأكدت الصحيفة أحاط صدام العراقيين بشبكة معقدة وسرية من أجهزة الأمن، هي "جهاز أمن الدولة الداخلي"، "الاستخبارات العسكرية"، جهاز "استخبارات الحزب"، وهو منظمة فوقية تراقب أعمال الشبكة البوليسية الأخرى وتتحكم في نشاطات الجيش والحكومة والمنظمات الجماهيرية، كالشنق العلني وعروض الجثث والإعدامات التي كانت توازي في أهميتها العروض العسكرية،فالتعذيب هنا ليس مجرد آلية لكشف حقيقة أو نزع معلومات، بل جزء من جمهورية الخوف.

"ضعوا في كل زاوية ابنًا للبعث" هكذا كان يخطب صدام حسين الذي جعل علاقة الطفل بالمعلم أشبه بقطعة المرمر البكر في يد النحات، فانتهك طفولة الطفل العراقي في أدق خصوصيات شخصيته.

وقالت الصحيفة أن صدام حول الخوف إلى شرط لشرعيته، من خلال تحكمه في "الصورة"، فانتشرت صوره في كل مكان، في مدخل كل قرية، وداخل كل منزل، تزين كل مدرسة، وكل مركز حكومي، وصدام بجانب أنه الرئيس فهو يرأس عددًا لا نهائيًا من الأجهزة، ويلقب بأكثر من 50 لقبًا، واسمه يُردد في الإذاعة أكثر من 30 مرة كل ساعة، ويظهر على التليفزيون لعدة ساعات يوميًا، الناس تندفع بجانب الطرقات ليشاهدوه وهو يمر بهذه الطريقة تعلم العراقيون كيف يخافون صدام.

وأكدت الصحيفة أن معاناة العراق ما بعد صدام، نعود إلى فشل حرب الكويت التي شكلت بداية نهاية جمهورية الخوف في العراق، فالحرب وما تبعها من انتفاضة الجنوب 1991 وسنوات الحصار والعقوبات الاقتصادية أجهضت تجربة صدام، ولا يعود بقاء صدام على هرم السلطة في العراق، منذ ذلك الحين وحتى سقوطه، إلا لذكائه في التغلب على الإدارة الأميركية فقط.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً