في مفاجئة آثارتها، حركة "لواء الثورة"، بعد نشرها فيديو مدته 9 دقائق، يتناول تدريبات مسلحة لعناصرها في مناطق صحراوية، مرتدية زياً عسكرياً خاصاً بالقوات المسلحة، إلى جانب تنفيذ عمليات مسلحة ضد قوات الجيش والشرطة، واستهداف الشخصيات العامة، في إطار مواجهاتها للدولة المصرية.
الفيديو حمل مسمى جديد للخلية الإرهابية، حيث أطلقت عليه "حركة فرسان الجنة"، عبر قناتها الخاصة على موقع "يوتيوب"، وضحت فيه طرق تدريب عناصره على استعمال السلاح، وضرب النار، في أحد الوديان الصحراوية، والقفز في مساحات واسعة، وطرق فك وتركيب المتفجرات، والمفرقعات، ووضعها في أماكن الاستهداف.
"لواء الثورة"، هي جماعة إرهابية، سبق وأعلنت مسؤوليتها عن اغتيال الشهيد عادل رجائي، وبثت فيديو يوضح تفاصيل الواقعة، وكشفت الأحداث الأخيرة دلائل عدة عن ارتباط واضح بين جماعة الإخوان ومجموعات العنف المستحدثة مؤخرا، إلا أن الجماعة الإخوانية أو أى من قياديها أو المحسوبين عليها لم تهتم بالإدانات الأخيرة.كما أنها تبنت، في وقت سابق، استهداف أفراد الشرطة بكمين العجبزى بالمنوفية، وكان 5 ملثمين يستقلون سيارة نقل حديثة أطلقوا ١٧٦ طلقة من سلاح آلى وخرطوش على أفراد كمين العجيزى الكائن على طريق كفر داود السادات بمحافظة المنوفية وفروا هاربين.
"لواء الثورة" ارتبطت بجماعة "حسم" الإرهابية، أعقاب إعلانها إغتيال العميد عادل رجائي، وأصدرت "حسم" بيانا تبارك فيه تدشين حركة "لواء الثورة"، وأول عملياتها، كما اتخذت حركة "لواء الثورة" من العملية، انطلاقا لها في تنفيذ هجمات إرهابية أكثر قوة وذات صدى واسع.
وقالت حركة "حسم" في بيانها، "تبارك الحركة قيام إخوانهم في لواء الثورة بعملية إغتيال العميد عادل رجائي، فهذه العملية بمثابة تدشين عملي وميلاد حقيقي لحركة لواء الثورة وتطالبهم بالمزيد من مثيلات هذه العملية المباركة"، مستكملة "واللهَ ندعوا أن يسدد رمينا ورميهم ويثبت أقدامنا وأقدامهم على طريق الجهاد والمقاومة الذي لا طريق غيره ولا سبيل سواه".
من جانبه يقول اللواء جمال مظلوم، الخبير العسكري، إن الفيديو المنتشر عن حركة لواء الثورة، كما تطلق على نفسها، محاولة دعائيمة منهم لإثبات وجودهم على الأراضي المصرية ليس أكثر، وخاصة بعد ظهورهم بالزي العسكري، فهم بذلك يريدوا أن يبعثوا برسالة للقوات الأمنية في مصر، بمدى قدراتهم القتالية، وامتلاكهم للإماكانات العسكرية، مشيرا إلى أن الأمور داخل الدولة جيدة، وتتعامل مع ملف الإرهاب بحزم شديد.
وتابع مظلوم في تصريحات خاصة لـ "أهل مصر"، أن كافة العمليات الإرهابية التي تشترك بها جماعة الإخوان، المسلمين، تقطع كافة الطرق أمام المحاولات المستمرة للمصالحة مع الدولة المصرية، مشيرا إلى أن وجود تلك الجماعات المسلحة، واستمرارها في بث وتقديم فيديوهات قتالية، لن يؤثر في عزيمة الدولة.
وعلق مظلوم، على بث حركة "لواء الثورة" الفيديو المتداول، داخل مناطق صحراوية، وإمكانية تواجدها في مناطق مختلفة على الأراضي المصرية، قائلاً "إن تلك الجماعات منتشرة بالفعل في مناطق وحافظات مختلفة داخل الأراضي المصرية، كما أعلنت تلك الجماعات مسؤوليتها عن ارتكاب هجمات وعمليات اغتيال عدة في مناطق خارج سيناء، إلا أن مدى انتشارها لن يحظى بالكثافة المنشودة لديهم كما في سيناء، فالأجهزة الأمنية تعمل بحرص شديد على منع تسلل تلك الجماعات وتفرعها داخل مصر، وتستمر في شن وتوجيه ضربات قاسية عليهم في أمكانهم المعروفة.
وفي سياق متصل، قال الخبير الأمني محمود القطري، إن حركة لواء الثورة، لاتختلف كثيرا عن غيرها من الجماعات الإرهابية، إلا أن فكرة إرتدائها الزي العسكري، يشير إلى رسالة تريد تلك الجماعات توجيهها إلى الدولة المصرية، وأنها تعمل على تكوين جيش مواز للجيش المصري، مشيرا إلى أن ذلك يمثل خطورة كبيرة مستقبلية على الأوضاع الأمنية في مصر، إذا لم تنتبه لها الحكومة.
وتابع القطري في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، أن تلك الجماعات وصلت إلى مرحلة كبيرة من الحرفية القتالية، نظرا لتمويلها من الخارج، وارتباطها بجماعات إرهابية أكثر، متوقعا الدمج بين تلك الجماعات في وقت قريب، وإعلانها تنفيذ هجمات وعمليات إرهابية أكثر شراسة على مصر، مؤكدا أن الدولة المصرية عليها إدراك خطورة الموقف، والتخلي عن بعض الأفكار التقليدية في مواجة الأزمة الإرهابية.
وأضاف القطري، أن حركة لواء الثورة، كما أطلقت على نفسها، وتبعيتها للإخوان المسلمين، يشير إلى وجود جيل جديد من الشباب الإخواني، لازال يتمسك بالأفكار الإرهابية، والتخلي المطلق عن السلمية، مؤكدا أن عمليات المصالحة لن تحدث في مصر في المستقبل القريب.
يذكر أن قطاع الأمن الوطني وجد جهاز "لاب توب"، أثناء ضبط أحد العناصر الخطرة، والمنتمي للجان النوعية المسلحة، محملًا عليه التفاصيل الكاملة للهياكل التنظيمية لهذه اللجان المسلحة، والعناصر المنتمية لها، وأماكن التدريبات التي يتم فيها تجهيز العناصر، والتخطيط للعمليات الإرهابية، وأهم المخططات التي تنوي تنفيذها خلال المرحلة المقبلة.