أكد مرصد الإسلاموفوبيا التابع لدار الإفتاء المصرية، ضرورة الاهتمام بأئمة المساجد في ألمانيا وتدريبهم وإعدادهم بشكل صحيح وإكسابهم العلوم الشرعية المعتبرة والمعتمدة لدى المرجعيات الإسلامية الكبرى كالأزهر الشريف، وعدم السماح لغير المؤهلين من اعتلاء المنابر وتولي الخطابة في المسلمين لما يمثله ذلك من تشويه للإسلام وهدم للثوابت ونشر للفوضى والتخبط في أوساط المسلمين.
جاء ذلك تعليقًا على قيام الصحفي الألماني قسطنطين شرايبر بتقديم سلسة حلقات تلفزيونية تتضمن مشاهدات عايشها بوصفه صحفيًّا استقصائيًّا في مساجد ألمانيا، حيث تحدث شرايبر عن بعض المواعظ الصادمة ضمن خطب الجمعة لبعض أئمة ألمانيا تحث على عدم الاندماج في البلد، كما نقل الصحفي عن الأئمة تحذيراتهم الدائمة من الحياة في ألمانيا التي وصفوها بخطوط حمراء في خطب الجمعة التي يلقونها.
وشدد المرصد على خطورة ترك المنابر هناك لغير المتخصصين ولبعض التيارات الدينية المتشددة، التي تعمل بشكل حثيث على توظيف تلك المنابر ودور العبادة في تحقيق أهدافها الخاصة، مستغلين في ذلك الثقة الكبيرة التي يتمتع بها أئمة المساجد في الأوساط الإسلامية، خاصة أن الكثير من المسلمين يتلقَّون الخطب والوعظ من الأئمة دون التثبت مما جاء فيها أو البحث عما ورد بها من فتاوى وأقاويل منسوبة إلى صحيح الدين.
ودعا المرصد الحكومة الألمانية إلى التعاون مع المسلمين الألمان في إعداد برامج تدريب وتأهيل خاصة لأئمة المساجد هناك، وتزويدهم بكافة المعارف والعلوم اللازمة لإعداد أئمة المساجد هناك، والاستعانة في ذلك بالمرجعيات الإسلامية المعتدلة في العالم الإسلامي؛ لضمان تخريج أئمة على درجة من العلم والوعي تسهم في تحقيق الاندماج الفعال والإيجابي للمسلمين في مجتمعهم الألماني، ولقطع الطريق على التيارات المتطرفة والإرهابية في توظيف دور العبادة في تخريج عناصر متطرفة وإرهابية.