اعلان

سوريا تغيب عن القمة العربية مجددًا.. كواليس رفض العرب حضور "بشار".. وخبراء: الحل السياسي سبيل إنهاء الأزمة

مقعد سوريا الفارغ بالقمة العربية
كتب : أحمد سعد

انطلقت اليوم الأربعاء، في العاصمة الأردنية "عمان"، أعمال القمة العربية الـ28، وشهدت مرة أخرى غياب سوريا، إلا أن علمها كان حاضرا، وبدا مشهد مقعد سوريا في القاعة التي تحتضن أعمال القمة العربية الـ 28، كما لو أن المكان ينتظر أصحابه، أو أن الوفد السوري غادره لفترة وجيزة.

مؤتمر القمة العربية يعقد سنويًا في إحدى العواصم العربية، في عام 1946، وبدعوة من الملك فاروق ملك مصر سابقًا، عقد قادة دول جامعة الدول العربية أول مؤتمر قمة في قصر "أنشاص" بمصر، وشاركت به الدول السبع المؤسسة لجامعة الدول العربية، وهي: الأردن، ومصر، والسعودية، واليمن، والعراق، ولبنان، وسوريا.

وخلال أعمال القمة، التي ركزت على القضية الفلسطينية، أعلنت الدول المشاركة عن عزمها على "التشاور والتعاون والعمل قلبًا واحدًا ويدًا واحدة"، إلى جانب ضرورة العمل بكل الوسائل الممكنة لمساعدة الشعوب العربية التي ما تزال تحت الحكم الأجنبي لكي تنل حريتها وتبلُغَ أمانيها القومية بحيث تصبح أعضاء فاعلين في أسرة جامعة الدول العربية ومنظمة الأمم المتحدة.

ومنذ تأسيس الجامعة العربية في عام 1945، عقدَ القادة العرب 39 اجتماعَ قمة حتى عام 2016، توزعت بين 27 قمة عادية وقمم طارئة "غير عادية" و3 قمم اقتصادية.

غياب سوريا عن القمة العربية، قابله وجود علمها، فلم ينس منظمو الحدث، وضع عبوات الماء وكل ما يلزم على الطاولة، مما أعطي مزيدا من مشاعر الشجن والأمل في أن لا يطول غياب دمشق عن شقيقاتها، خاصة في مثل هذه المحافل العربية.

الغياب السوري، لم يكن الأول في تاريخها، فخلال السنوات المماضية، لم تحضر سوريا مباحثات القمة العربية، نظرا لتصاعد وتيرة الأحداث بها، إلا أن هذه المرة يختلف الوضع نوعا ما، فالأحداث وصلت داخل الأراضي إلى قمة التوتر بين قوات النظام السوري والمعارضة، إلى جانب التدخل الخارجي في شؤونها، فضلا عن انتشار الجماعات الإرهابية بشكل غير مسبوق في كافة نواحي بلاد الشام، وظهور جديد لتنظيم القاعدة، كل هذا أعطى دلالات مختلفة عن غياب سوريا عن القمة العربية.

وخلال أولى جلسات القمة العربية، أكد العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، على ضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة السورية، وضرورة وصول المساعدات الإنسانية للمتضررين في اليمن وإنهاء معاناتهم، قائلًا إن الشعب السوري يتعرض للقتل ويجب إيجاد حل سياسي للأزمة، وعلينا المحافظة على أمن واستقرار اليمن وإيجاد الحل السياسي استنادا للمبادرة الخليجية والقرارات الدولية.

وفي سياق متصل، يقول الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن استخدام التعبير الخاص بغياب سوريا، غير موفق، فالأحرى والأصوب أن يشار إليه بـ"تغييب سوريا"، مشيرا إلى أن الدول العربية اتفقت على عدم توجيه الدعوة للرئيس السوري بشار الأسد، حتى أن الملك عبدالله الثاني، ملك الأردن، كاد أن يوجه للرئيس السوري دعوة لحضور القمة، إلا رفضت باقي الدول العربية هذا الأمر، مؤكدا أن الأزمة السورية لا تزال غير واضحة المعالم حتى الآن، فهناك توجهات لمنح فرص جديدة للرئيس السوري، لتعزيز موقفه، وفي الجانب الآخر تعمل بعض الدول الأخرى ومنها إيران تدعم قوى المعارضة في التوقيت ذاته.

وتابع فهمي، في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، أن الوقت لا يزال مبكرا عن الحديث عن الوضع النهائي للأزمة السورية، مشيرا إلى غياب الأفق السياسي في حل الأزمة ولا يوجد رؤية حقيقية للتوصل لتسوية شاملة على الأراضي السورية.

ومن جانبه، يقول الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية، إن غياب سوريا عن القمة العربية، هذه المرة، يختلف كثيرا عن السنوات الماضية، مشيرا إلى أن الموقف السوري الآن يتحرك نحو تسوية الأوضاع على أراضيها، من قبل قوات المعارضة والقوات الموالية للنظام السوري.

وتابع نافعة، في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، إن اتفاق بعض الدول على عدم دعوة الرئيس السوري لحضور القمة العربية، له إشارة واضحة حول اتجاه القمة لطرح توصيات جديدة وجادة بخصوص الأزمة السورية، إلا أن ما عهدناه من ضعف المباحثات وعدم تقديمها لحلول على أرض الواقع، خلال القمم الماضية، يعضعف من إمكانية تقديمها حلا جادا لتلك الأزمة.

وأكد نافعة، أن التسوية على الأراضي السورية، لن تشارك في تطبيقها الدول العربية، بل إن دولا بعينها ذات مصلحة سياسية وإستراتيجية داخل سوريا، هي من تدفع وتطالب بالتقدم نحول عملية التسوية، ومن بينها تركيا وروسيا وإيران، متوقعا أن تشهد الأيام المقبلة تطورا كبيرا في الأزمة الدائرة داخل الأراضي السورية.

يذكر أن صحيفة ذا كريستيان ساينس مونيتور، ذكرت أنه في مواجهة الحرب الأهلية في سوريا، وجرائم نظام دمشق ضد سكانها، علقت الجامعة العربية عضوية الأسد في المنظمة في نوفمبر عام 2011، وفشلت العديد من المبادرات التي أطلقتها الجامعة للحد من القتال في سوريا، وأضافت الصحيفة أن القادة العرب فشلوا في الاتفاق حول إيران، والذي يوفر التمويل والتدريب للميليشيات الشيعية التي تدعم الحكومة في بغداد ويوفر التمويل لحزب الله، الحركة الشيعية التي أصبحت القوة السياسية الرئيسية في لبنان.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً