"تهديد أمني ملموس".. بهذ الكلمات عبرت إسرائيل عن مخاوفها من انتشار الجماعات الإرهابية، وخاصة داعش في بعض البلدان، على حد قولها، ومنها شبه جزيرة سيناء في مصر، وتركيا والأردن.
وأصدر مكتب مكافحة الإرهاب في إسرائيل الإثنين الماضي، تحذيرا من سفر مواطني إسرائيل إلى دول الشرق الأوسط المشتركة فى الحدود مع المناطق التي يسودها صراع ضد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، على حد تعبيره، ودعا رئيس المكتب إيتان بن دافيد الإسرائيليين المتواجدين في منطقة سيناء إلى الخروج منها على الفور "نظرا لتوفر إنذارات عن نية تنظيم داعش لارتكاب اعتداءات تستهدف السائحين الإسرائيليين"، وناشد الإسرائيليين، الامتناع عن التوجه إلى سيناء في الفترة الحالية بسبب تعاظم قوة داعش في سيناء، وازدياد نواياه لاستهداف الإسرائيليين.
وأوصى مكتب مكافحة الإرهاب، الإسرائيليين بعدم التوجه الى تركيا ودعاهم الى مغادرة أراضيها على الفور.
وفي بيان صدر مع اقتراب عيد الفصح عند اليهود، حذر المكتب من وجود خطط لتنفيذ "هجمات إرهابية وخطف لمواطنين إسرائيليين" في هذه الدول.
وتزامنا مع دعوات إسرائيل، قال أحد مسؤولي الجيش، في تصريحات صحفية له لوكالة أنباء الشرق الأوسط، أن المناطق السياحية في شبه جزيرة سيناء (شمال شرق) "آمنة تماما"، وشدَد المسؤول العسكري على أن قوات الجيش والشرطة يجابهان يوميا الجماعات المسلحة في محافظة شمال سيناء.
دعوات إسرائيل راعاياها لمغادرة البلدان المذكرة سلفا، لم تكن الأخيرة، فنقلت صحيفة "ديلي ميل"، أن إسرائيل حذرت رعاياها مجددا، أمس، من الذهاب إلى شرم الشيخ وتطالبهم بالرحيل فورًا بسبب وجود مخاوف أمنية ذات درجة عالية تتعلق بسلامتهم، كما طالبت رعاياها بالعودة إلى الوطن وإلغاء جميع الرحلات المحجوزة للمصايف في البحر الأحمر جراء وجود تهديدات "جدية" للسياح.وأضافت أن "إسرائيل طلبت من مواطنيها مغادرة شرم الشيخ وغيرها من المصايف الأخرى الممتدة على البحر الأحمر بسبب وجود تهديدات جدية من قبل تنظيم الدولة الإسلامية ضد السياح".
الدعوات الإسرائيلية، أثارت جدلا واسعا، وعلامات إستفهام حول أسباب وتوقيت تلك الدعوات، فهل يستند الكيان الصهيوني، على معلومات حقيقية تفيد بوجود تهديدات إرهابية، تستهدف أمنها القومي؟.
وردا على تساؤلات "أهل مصر"، يقول اللواء جمال مظلوم الخبير العسكري، إن دعوات إسرائيل، تعطي دلالات عدة، فإذا صدقت مزاعمها حول تلقيها تهديدات حقيقية، فلماذا لم تقم بالتنسيق الأمني مسبق مع الحكومة المصرية؟، مشيرا إلى أن الدعوات من شأنها إثارة شائعات، تستخدمها إسرائيل كورقة ضغط في ملفات عدة، أبرزها الناتو العربي، وربما تشهد الأيام المقبلة مطالب من إسرائيل بزيادة أعداد جنودها على الحدود المصرية، مؤكدا أن القوات الأمنية والشرطية تكثف من جهودها وحققت نجاحا ملحوظا في الحد من انتشار تلك الجماعات.
وتابع مظلوم، في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، أن تلك الدعوات، ربما تأتي في سلسة التصريحات، التي تعمل على زعزة الامن المصري، وذلك عقب مزاعمها بإطلاق صواريخ من سيناء تابعة لتنظيم داعش، تستهدف مناطق عسكرية تابعة لجيش الاحتلال، مؤكدا أن تلك الدعوات لن تؤثر على عزيمة القوات الأمنية في محاربة الإرهاب.
ومن جانبه، قال اللواء عادل سليمان، الخبير العسكري والإستراتيجي، لاشك أن الجماعات الإرهابية، تصاعدت وتيرة هجماتها، وإمتلاكها لأسلحة متطورة، منها صواريخ بعيدة المدى، كما أن مصادر تمويل تلك الجماعات لاتزال تجد سبيلها للوصول إليها، إلا أن التعامل الأمني في سيناء مع تلك الجماعات، وتمكنه من الحد من تلك الهجمات، لا يمكن إنكاره أو التغاضي عنه، مشيرا إلى أن دعوات إسرائيل دعائية أكثر منها جادة، وتهدف إلى زعزة الإستقرار، ورسم صورة غير حقيقية عن طبيعة الأوضاع في مصر.
وتابع سليمان، "على الحكومة المصرية، الرد بشكل رسمي على تلك الدعوات، وعدم السماح لإسرائيل بتصدير الشائعات، طالما لم تحدث مباحثات أمنية بين الطرفين"، مؤكدا أن إسرائيل تحاول وضع مصر تحت ضغط مستمر في ملف الإرهاب، لتتمكن من تنفيذ خططها المستقبيلة ومصالحها داخل سيناء، متوقعا أن الفترة المقبلة ستشهد مزيدا من التصريحات من الجانب الإسرائيلي، سعيا للنيل من صورة مصر أمام باقي دول العالم.
يذكر أن قالت وزارة الدفاع الإسرائيلية، في وقت سابق، إن القبة الحديدية استطاعت صد 4 صواريخ، زعمت أنها أُطلقت من سيناء تجاه مدينة إيلات، وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: "إن بعضًا من هذه الصواريخ تم تدميره في الجو بواسطة بطاريات القبة الحديدية".