زكّى أعضاء البرلمان الهولندي رسميًا، أمس الأربعاء، ترشح البرلمانية الهولندية من أصل مغربي، ومرشحة حزب العمال خديجة عريب، لرئاسة مجلس النواب الهولندي، بالإجماع وذلك للمرة الأولى منذ 2002.
وأوضحت صحيفة نيثرلاندز تايمز، أن الرئيسة السابقة المتخلية كانت المرشح الوحيد للمنصب، وأن كل النواب الجدد والقدامى الذين فازوا في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، امتنعوا عن الترشح أو ترشيح آخرين لمنافسة عريب، ما جعلها رئيسة للمجلس بعد انقضاء الأجل القانوني، بالتزكية بإجماع النواب الهولنديين.
وارتقت خديجة عريب إلى سدة رئاسة المجلس في يناير 2016، بعد استقالة الرئيسة السابقة، ورغم قصر المدة إلا أن الهولندية المنتمية إلى أسرة مغربية مهاجرة بسيطة، نجحت في وضع بصمتها على العمل البرلماني والتشريعي وفق الصحيفة الهولندية، ما جعلها من أكثر الوجوه السياسية شعبية في هولندا.
وفي الانتخابات البرلمانية الأخيرة في 15 مارس، احتلت خديجة عريب المرتبة الثانية على قوائم الحزب الانتخابية، مباشرة بعد رئيس حزب العمل، لودفيك أسكر، المرشح لاحتلال منصب حكومي هام في التشكيلة الجديدة.
وأشارت الصحيفة إلى أن اختيار عريب لرئاسة مجلس النواب، بإجماع الأعضاء من مختلف الأحزاب الهولندية، سابقة نادرة في تاريخ البرلمان الهولندي، وتعود آخر تزكية مماثلة إلى 2002.
فمن هي خديجة عريب؟
وُلدت خديجة عريب في إحدى ضواحي مدينة سطات، القريبة من العاصمة الاقتصادية للمغرب، وهاجرت إلى هولندا في عامها الـ15 كي تلتحق بأسرتها، وقد درست علم الاجتماع، وعملت في مجموعة من المناصب ذات الصبغة الاجتماعية، والتحقت بحزب العمل الهولندي الذي أصبحت من خلاله برلمانية منذ عام 1998.
وكانت خديجة عريب قريبة من الانتخاب على رأس البرلمان الهولندي عام 2012، بعدما تأهلت إلى الجولة الأخيرة من الاقتراع، غير أن الحزب الحرية اليميني صوّت للمترشح المتنافس معها، ممّا بوأه هذا المنصب، لتعيد عريب المحاولة مرة أخرى عام 2016، وتتمكن من الفوز بالمركز الأول بـ83 صوتًا مقابل 51 للمرشح الذي خلفها، رغم معارضة أحزاب اليمين.
غير أن تصريحات سابقة لخديجة عريب، أبانت أن هذه المرّشحة السياسية لا تفتخر كثيرًا بجنسيتها المغربية، إذ قالت إنها لم تختر ولادتها بالمغرب، وإن السبب الوحيد لاحتفاظها بها، هو أن المملكة المغربية، شأنها شأن بلدان قليلة، لا تتيح لمواطنيها إسقاط جنسيتهم الأصلية.
وكان اليمين الهولندي، قد وجه انتقادات كبيرة لعريب غداة انتخابها بسبب جنسيتها المغربية، معتبرًا أن توفر المسؤول السياسي على جنسيتين قد يشكّك في ولائه لهولندا وفي تأثره ببلده الأصل، بيدَ أنه ليست عريب وحدها في البرلمان من تعود أصولها إلى دول أخرى، هناك 11 نائبًا تقريبًا في البرلمان من أصول أجنبية، حتى داخل الأحزاب اليمينية.
وتعدّ خديجة عريب، ثاني شخصية من أصل مغربي، تصل إلى منصب مرموق في هولندا، بعد أحمد بوطالب، عمدة مدينة روتردام، كما يضاف اسمها إلى قائمة من المغربيات الأصل اللواتي وصلن إلى مناصب عليا في أوربما، كما عليه الحال بفرنسا الذي شهدت في السنوات تعيين ثلاث وزيرات من أصل مغربي، آخرهن مريم الخمري، في منصب وزيرة العمل.