معاناة شديدة يعانيها أهالي قرية البرنس قبلي التابعة لمنطقة الملاحة، شرق الإسكندرية، بسبب افتقار القرية للعديد من الخدمات التي يستطيع الأهالي العيش من خلالها، يأتي علي رأسها عدم وجود صرف صحي بالقرية، وتقدم الأهالي بالعديد من الشكاوي لجميع الجهات المعنية بالدولة ولكن دون جدوي.
انتقلت "أهل مصر" إلي قرية البرنس قبلي بمنطقة الملاحة لترصد معاناة المواطنين ومشكلاتهم.
-مياه الصرف تغرق المنازل
عدم وجود صرف صحي بالقرية حتي الآن حوّل حياة الأهالي إلي جحيم، حيث تعاني القرية من مشكلة الصرف منذ عام 2008، وتقدموا بالعديد من الشكاوي إلي حي المنتزة ثان، وإلي شركة الصرف الصحي، كما تقدموا بشكاوي إلي رئاسة الجمهورية، ومجلس الوزراء، ولكن في النهاية دون جدوي.
ومازالت استغاثات الأهالي بالمسؤولين مستمرة لإنقاذهم مما هم فيه، حيث أغرقت مياه الصرف منازلهم وأصبحت تحاصرهم من كل مكان، وتحولت شوارع القرية إلي مصرفًا لمياه الصرف، وتسبب ذلك في إصابة العديد من المواطنين بالأمراض، فضلا عن إصابة عدد من الأطفال بفيروس C نتيجة انتشار الروائح الكريهة والحشرات الطائرة والفئران والثعابين والعقارب الناجمة عن مياه الصرف، كما تسبب ذلك في إصابة عدد من المواطنين بـ"الجرب" بسبب عيشهم وسط مياه الصرف.
وأكد أهالي القرية أنهم خلال عام 2010 حصلوا علي موافقات بتوصيل الصرف الصحي للقرية وتم عمل مقايسات تمهيدا لبدء العمل فيه وعندما تم مؤخرا مخاطبة رئيس حي المنتزة ثان اللواء عادل سلامة، لتوصيل الصرف الصحي للقرية رفض قائلا "دي منطقة عشوائية"، وهو الرد الذي أثار غضب الأهالي متسائلين هل سكان المناطق العشوائية ليس من حقهم العيش في حياة كريمة، علما بأن القرية ليست من المناطق العشوائية، وطالب الأهالي بسرعة توصيل الصرف الصحي للقرية لإنقاذ حياتهم وحياة أطفالهم.
-عدم وجود خدمات صحية
ويطالب الأهالي بتحويل الوحدة الصحية بالقرية إلي مستشفي عام، نظرا لعدم وجود خدمات صحية بها أو أي إسعافات أولية حيث تم تحويلها إلي وحدة "تنظيم أسرة"، علما بأنها مبني كبير ومجهز يصلح لتحويله إلي مستشفي عام.
مدرسة مهددة بالانهيار
ورصدت عدسة "أهل مصر" الحالة التي عليها مدرسة الإصلاح الإبتدائية بالقرية والتي تم إنشائها منذ فترة الستينات، وهي عبارة عن مبني قديم متهالك آيل للانهيار في أي وقت، وقام الأهالي بترميمها علي نفقاتهم الخاصة في بداية الفصل الدراسي الثاني بعد حصولهم علي موافقة من هيئة الأبنية التعليمية، ولكن كانت المفاجأة بعد شهرين من ترميمها تقرر نقل طلاب المدرسة إلي مدرسة أخري نظرا لما تُشكّله المدرسة من خطر علي حياتهم وتحتاج إلي إعادة ترميم.
ويطالب أهالي القرية بإعادة بناء المدرسة وليس إعادة ترميمها نظرا لتهالكها الشديد مما يشكل خطرا علي حياة أبناءهم.
-مركز شباب "علي ورق"
أما مركز شباب القرية فهو عبارة عن مبني صغير يبدو عليه القدم، ولا يوجد له أي أنشطة نهائيا، وفقا لما ذكره أهالي القرية الذين أكدوا أنه يتم إرسال تبرعات وتخصيص ميزانيات له بمبالغ طائلة لا يعلمون أين تذهب هذه الأموال وفي أي شئ يتم صرفها.
-القمامة تجتاح الشوارع
وتعد مشكلة عدم وجود صناديق للقمامة بالقرية أحد أهم مشكلاتها، حيث تحولت العديد من الشوارع إلي مقلب للقمامة، كما يتم إلقاء القمامة أيضا بالنجوع والترع ما ينتج عنه الروائح الكريهة والحشرات الطائرة والزاحفة مما قد يعرض الأهالي للإصابة بالأمراض الخطرة، مطالبين بتوفير صناديق للقمامة بالقرية ووجود عمال للنظافة بشكل دائم.
-طرق غير ممهدة
أيضا يطالب الأهالي برصف الشوارع خاصة الشوارع الرئيسية داخل وخارج القرية والتي تسبب لهم معاناة كبيرة وصعوبة في السير خاصة خلال فصل الشتاء.
وتعاني القرية أيضا بسبب عدم استكمال ردم "المصرف" الممتد من منطقة الملاحة حتي منطقة ساركيس، حيث تم ردم نصفه فقط دون رصفه ثم توقفت أعمال الردم بعد ذلك ليتحول إلي مقلب للقمامة، كما أن ردمه سيعمل علي توسعة الطريق حيث أنه طريق رئيسي يربط بين 47 قرية.
-"محرقة" داخل مستشفي الصدر
كما يعاني الأهالي بسبب الأدخنة الكثيفة والانبعاثات السامة التى تنتج عن محرقة لحرق النفايات الطبية موجودة داخل مستشفي صدر المعمورة، حيث تتطاير تلك الانبعاثات علي المنازل بالقرية مما قد يصيبهم بالعديد من الأمراض.
وأعرب الأهالى عن غضبهم الشديد جراء استمرار تشغيل المحرقة ليل نهار، خاصة وأن المستشفي تعالج مرضي الصدر مما يضاعف الحالات المرضية بسبب استنشاقهم لأدخنة المحرقة.
كما يطالب الأهالي بتوفير منافذ تابعة للقوات المسلحة لبيع السلع الغذائية نظرا لارتفاع الأسعار وصعوبة المعيشة.
وقال شعبان عبدالحليم حسنين، أحد أهالي قرية البرنس قبلي، إنهم يعانون أشد المعاناة بسبب عدم وجود صرف صحي، حيث تم توصيل الصرف الصحي لجزء فقط من القرية خلال عام 2008 كمشروع قومي علي أن يتم استكمال توصيل الصرف إلي باقي المنازل بالقرية ولكن لم يتم توصيله.
وأضاف "حسنين"، أن آخر شكوي تقدم بها أهالي القرية كانت بتاريخ 16 أكتوبر 2016 وكانت موجهة إلي الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، وتم البت فيها، مضيفا: "بعد تقدمنا بالشكوي لرئيس الجمهورية تم البت فيها وقامت هيئة التخطيط العمراني وتعديل السكان بعمل كتلة سكنية، وأخر مرحلة حصلنا علي موافقة من اللواء رضا فرحات، محافظ الإسكندرية السابق، بتاريخ 1 فبراير 2017 ليتم البت فيها من قبل الجهات التنفيذية، ووعدونا بتحديد موعد خلال أسبوع للبدء في توصيل الصرف وذلك منذ أكثر من أسبوعين وإلي الآن لم يحدث شئ".
وأشار إلي أنهم تقدموا بالعديد من الشكاوي لجميع المسؤولين بالدولة المعنيين بالأمر ولكن دون جدوي، وكان حي المنتزة ثان وافق علي توصيل الصرف الصحي للقرية ولكن جاء بعدها رئيس الحي اللواء عادل سلامة، ورفض توصيله قائلا: "انتوا منطقة عشوائية" وهو ما أثار غضب الأهالي، مضيفا: "قولنا لرئيس الحي هات ونش واهدم كل المنازل بالقرية بما إنها منطقة عشوائية، فقام بعدها برفع شكوي إلي شركة الصرف الصحي بإن القرية منطقة زراعية.. وهذا الكلام غير صحيح فهي ليست منطقة زراعية كما يدّعي".
وأوضح أنه تم توصيل الصرف الصحي في عام 2008 إلي حوالي 4 شوارع فقط بالقرية، وتبقي أكثر من 400 منزل دون صرف صحي، مضيفا: "لقد حصلنا علي موافقات بتوصيل الصرف من شركة الصرف الصحي ومن رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء وجميع الجهات المعنية بالدولة ولا حياة لمن تنادي.. ومش عارفين نصرفوا فين".
-مياه الصرف في كل مكان
"عندنا مشكلة في الكهرباء والصرف الصحي.. كل حتة في القرية فيها برَك مياه صرف وبنعاني من الناموس والحشرات والقمامة وبندفعوا كل شهر 140 جنيه فاتورة كهرباء، والمياه عاملينها لينا ممارسة زي الكهربة والإثنين شغالين ومفيش عدادات كهرباء ولا مياه ومن 2010 بنجْروا علي تركيب عدادات للكهرباء والمياه ومفيش فايدة ومفيش حد سائل فينا"، يقول موسي عصران الصاوي، من أهالي قرية البرنس قبلي، مشيرا إلي أنهم تقدموا بالعديد من الشكاوي للمسؤولين المعنيين بسبب عدم وجود صرف صحي بالقرية ولكن دون جدوي، ومياه الصرف يتم صرفها بالشوارع بشكل عشوائي، مطالبا المسؤولين بحل مشاكلهم رحمة بهم.
وقال مصطفي سعد عمار، أحد أهالي قرية البرنس بحري، أن القرية تفتقر للعديد من الخدمات، منها مشكلة مدرسة الإصلاح الإبتدائية بقرية البرنس قبلي، والمهددة بالانهيار في أي وقت نظرا لتهالكها حيث تم إنشائها منذ فترة الستينات، وتقدم أهالي القرية بالعديد من الشكاوي لهيئة الأبنية التعليمية لهدمها وإعادة بنائها من جديد إلا أنهم اكتفوا بإعادة ترميمها فقط كل فترة، مما يمثل خطرا علي حياة الطلاب.
وأضاف "عمار" أن مشكلة حرق النفايات الطبية الموجودة داخل مستشفي صدر المعمورة من المشكلات التي تهدد حياة المواطنين، بسبب الأدخنة الكثيفة والانبعاثات السامة التى تنتج عن حرق النفايات الطبية، حيث تتطاير تلك الانبعاثات علي منازلهم مما قد يصيبهم بالعديد من الأمراض.