في مفاجئة أثارتها صحيفة واشنطن تايمز الأمريكية، حول قرار الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب، بإرجاء تنفيذ قرار تصنيف جماعة الإخوان المسلمين، جماعة إرهابية، قبل أيام من زيارة الرئيس السيسي لأمريكا، موضحة، أن الإدارة الأمريكية تراجعت عن تصنيف جماعة الإخوان المسلمين كجماعة إرهابية بعد مذكرة قدمتها وزارة الخارجية، تؤكد فيها أن القرار سيكون له نتائج سلبية على علاقة واشنطن بالشرق الأوسط.
الصحيفة أكدت أن المذكرة التي تقدمت بها وزارة الخارجية الأمريكية، أشارت إلى أن جماعة الإخوان المسلمين لا يجوز اعتبارها جماعة الإرهابية، لأنه في الوقت الذي تجمعها علاقة متينة مع حركة حماس الفلسطينية علاقة، إلا أنها لها أنشطة سياسية مشروعة.
الصحيفة أشارت في تقريرها، إلى أن الرئيس الأمريكي منذ توليه الحكم، يمضي نحو تصنيف الإخوان جماعة إرهابية، إلا أن بعض المسؤولين داخل البيت الأبيض، يرفضون القرار.
كانت "أهل مصر" ذكرت في تحقيقها المنشور منذ أيام، أن هناك صراع ملحوظ خلال الفترة الماضية بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والدولة العميقة داخل البيت الأبيض، مشيرة إلى أن تلك الصراعات نشأت بعد رفض الكونجرس الأمريكي عدة قرارت أصدرها ترامب مؤخرًا.
صحيفة واشنطن تايمز، أوضحت أن المؤيدين لفكرة تصنيف الإخوان جماعة إرهابية، ترجع مبرراتهم إلى احتضان الأيديولوجيات الإرهابية، وشجعت على استخدام العنف،فضلا عن أن العديد من حلفاء أمريكا صنفوا الجماعة كتنظيم إرهابي، من بينهم مصر، والإمارات، والسعودية.
وكانت أعلنت الحكومة المصرية، ديسمبر 2013، جماعة الإخوان المسلمين "تنظيمًا إرهابيًا"، وأكدت أن "جميع أنشطتها بما فيها التظاهر محظورة"، حسب ما قال وزير التضامن الاجتماعي وقتها أحمد البرعي، مؤكدا أنه في حالة مخالفة جماعة الإخوان هذه القرارات سيطبق عليها بنود "مكافحة الإرهاب" التي أضيفت الى قانون العقوبات المصري في عام 1992.
قرار ترامب أثار جدلا واسعا، خاصة وأنه يأتي بالتزامن مع زيارة وفد الدبلوماسية الشعبية المصرية، للعاصمة الأمريكي، واشنطن، ومطالبته نواب الكونجرس الأمريكي بتصنيف جماعة الإخوان منظمة إرهابية، حيث ناقش أعضاء الوفد المصري، نشأة جماعة الإخوان، وانتهاجها العنف، فكريًا وتنظيميًا من خلال التنظيم السري المسلح، إلى جانب تسببه في العديد من التوترات في مصر والمنطقة، وممارسة الأعمال الإرهابية ضد الأبرياء، وتنفيذ عمليات اغتيال للمسؤولين والشخصيات العامة.
وبالتزامن مع قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، طالب النائب علاء عابد، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب المصريين الأحرار، ورئيس لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان، فى كلمته أمام مجلس الشيوخ الإيطالى، من كل دول العالم، اليوم، إعلان "الإخوان" جماعة إرهابية.
وقال النائب علاء عابد، إن التعامل الحقيقى مع خطر الإرهاب والتطرف يتطلب معالجة كل جذوره وتجفيف منابعه، وأن تكون البداية الجادة والحقيقية هى إعلان جميع دول العالم بأن جماعة الإخوان جماعة إرهابية، وأنه يجب على جميع دول العالم أن تقضى على هذه الجماعة وكل التنظيمات التى خرجت من تحت لوائها.
وتعليقا على القرار الذي تناولته صحيفة واشنطن تايمز، حول إرجاء الرئيس الأمريكي تصنيف جماعة الإخوان منظمة إرهابية، يقول الدكتور طارق فهمي، الخبير السياسي، إن قرار الرئيس الأمريكي، ينم عن وجود خلافات دائرة داخل البيت الأبيض حول تصنيف الجماعة منظمة إرهابية، مشيرا إلى أن الرئيس الأمريكي ينتوي بشكل جاد التصعيد ضد التيار الإخواني منذ اليوم الأول لتوليه الحكم، إلا أنه ربما تعرض لضغوط أو ثمة اهداف خفيفة دفعت ترامب لإصدار مثل هذا القرار.
وتابع فمهي، إن الولايات المتحدة الأمريكية تقدر خطورة التنظيم، في الوقت الذي يدرك فيه التنظيم أزماته مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مشيرا إلى أن القرار سيأخذ حيزا من المناقشات التي ستتم بين الرئيس السيسي وترامب خلال الزيارة المرتقبة له في أمريكا، مؤكدا أن مهاجمة الإرهاب والتصدي للعمليات التي ترتكبها الجماعات المسلحة في كافة دول العالم، ستدفع كافة الدول العالم لحظر نشاط الجماعة وتصنيفها كمنظمة إرهابية في القريب العاجل.