أعلن رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك، اليوم الجمعة، عن مسودة الجانب الأوروبي لإدارة مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد، مشيرًا إلى أن المحادثات بشأن اتفاق التجارة لن تجرى حتى إحراز تقدم كاف بشأن مفاوضات الخروج أولا.
وأوضح توسك -في مؤتمر صحفي مع رئيس وزراء مالطا جوزيف موسكات نقله تلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)- أن المهمة الأساسية تتمثل في تقليل الاضطراب الناتج عن قرار الانسحاب البريطاني على المواطنين والأعمال التجارية والدول الأعضاء.
وأشار إلى أن أهم النقاط التي تتضمنها المسودة تتمثل في الحؤول دون حدوث فراغ قانوني بالشركات بعدما باتت قوانين الاتحاد الأوروبي لا تنطبق على بريطانيا، والتأكيد على التزام الجانب البريطاني بجميع التزاماته المالية التي تعهد بها أثناء عضوية الاتحاد. بالإضافة إلى البحث عن حلول إبداعية وقابلة للتنفيذ لتفادي وضع حدود ملموسة بين أيرلندا الشمالية وجمهورية أيرلندا، مشيرا إلى ضرورة دعم عملية السلام في أيرلندا الشمالية.
ولفت توسك إلى ضرورة توفيق أوضاع المواطنين الأوروبيين الذين يعيشون في بريطانيا، كما أكد على احترام الجانب الأوروبي لجميع التزاماته.مشيرا إلى أن تلك المسودة والتي سترشد المرحلة الأولى من المفاوضات سيتم إرسالها إلى قادة الدول الـ27 العضوة بالاتحاد للنظر فيها.
وقال رئيس المجلس الأوروبي إنه بمجرد تحقيق تقدم كاف في مفاوضات الانسحاب "وفي هذه الحالة فقط " سيمكن حينها مناقشة إطار العلاقات المستقبلية بين الجانبين. مشددا على أنه لن يتم بدء المحادثات بشكل متواز كما طالبت أصوات بريطانية.
وأكد توسك أن الاتحاد الأوروبي يحمل رغبة بريطانيا نفسها بتكوين علاقة شراكة وثيقة بين الجانبين تقوم على روابط قوية تتجاوز الاقتصاد وتضم التعاون الأمني. كما أكد في الوقت نفسه أن المفاوضات التي على وشك البدء ستكون صعبة ومعقدة وتحمل في بعض الأحيان مواجهات لا يوجد طريق لتفاديها.
وتابع أن الاتحاد بدوله الـ27 لن ينتهج أسلوبا عقابيا خلال العملية مشيرا إلى أن "الخروج بحد ذاته عقابي بدرجة كافية".
وأضاف:"بعد أكثر من 40 عاما من الوحدة، نحن ندين لبعضنا بعضا بجعل هذا الانفصال سلسا لأكثر درجة ممكنة"، مشيرًا إلى أنه اتفق مع رئيسة الوزراء البريطانية على البقاء في تواصل دائم ومنتظم خلال تلك العملية.