التقى الرئيس عبد الفتاح السيسى، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، الأربعاء الماضي، على هامش القمة العربية بالأردن، وخرج الرئيس والملك معًا إلى خارج القاعة، أثناء كلمة أمير قطر، اعتبرها البعض للتنقية الأجواء بين الطرفان بعد فترة من التوتر.
ففي الفترة الأخيرة ظهرت سلسة من الخصومات مزقت العلاقة بين مصر أكبر دولة عربية، والسعودية أغنى دولة عربية، حيث ضخت المملكة مليارات الدولارات في مصر منذ 2013، عقب الإطاح بمرسي، وتولي الرئيس السيسي مقاليد الحكم في البلاد، ولكن في الآونة الأخيرة قد قاطعت السعودية لمصر.
يعد السبب الرئيسي للخلاف بين الدولتين هو الحرب في سوريا، التي أشعلت غضب إقليلميا يعتمد على أسس طائفية، إذ القوى السنية، بقيادة المملكة العربية السعودية، والتي تدعم المتمردين الساعون للإطاحة ببشار الأسد، بينما القوى الشيعية، والتي تضم إيران ومليشيات حزب الله في لبنان، والأسد الممثل للتيار العلوي، بينما مصر والتي تعتبر دولة سنية، وقفت بهدوء.
وبالرغم من ذلك فقد رأى البعض أن الإعلام كان له الدور الأكبر في صناعة الأزمة.
واعتبر أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن قمة الأردن، حققت الهدف المرجو منها، ويتبقى كيفية تفاعل القمة مع المشكلات الضاغطة، مشيدا باللقاءات الجانبية بين القادة العرب وفى مقدمتهم الرئيس عبد الفتاح السيسى، والملك سلمان وخاصة بعد دعوة الملك للرئيس لزيارة المملكة، بما يعد تطوراً بالغ الأهمية.
وقال إن اللقاء جاء بعد حالة من الفتور في العلاقات بين البلدين خلال الفترة الماضية، بل إن اللقاء انتهى بدعوة سالمان للسيسي لزيارة السعودية في أبريل المقبل.
وقال وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، إن العلاقة بين البلدين لها جذور عميقة وهناك روابط أسرية وتجارية وسياسية، إلى جانب العمل المشترك فى الدفاع عن الأمة العربية.
وأكد السفير السعودى بالقاهرة، أحمد عبد العزيز قطان، أن لقاء العاهل السعودى الملك سلمان مع الرئيس عبد الفتاح السيسى كان مميزا، وسادته روح المحبة والأخوة.
وتابع: "سوف تشهد الفترة القادمة ازدياد التعاون فى شتى المجالات السياسية والاقتصادية والتنموية والثقافية والتعليمية"، مضيفا: "زيارة الرئيس السيسي للمملكة فى أبريل المقبل ستكون زيارة ميمونة بإذن الله".
وأوضح أن المملكة ومصر متطابقتان فى الرؤى فى جميع المجالات سواء في الأزمات التى توجهها المنطقة أو الحذر من الخطر الذى تشكله أيران وتدخلها فى شؤون الدول العربية وإشعال الفتن الطائفية ودعمها للإرهاب ، عادا هذه السياسة سياسة عدوانية.
وقال الدكتور وحيد حمزة هاشم، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الملك عبدالعزيز، إن القمم العربية أو السياسية تنهى معظم الخلافات بين الدول، موضحا أن سياسة "وجها لوجه" واللقاءات المباشرة تقضى على الاتصالات التى من الممكن أن تنقل معلومات خاطئة حول توجهات خطأ.
وأشار إلى أن القيادة السعودية والمصرية يهمها فى المقام الأول مصلحة الشعوب العربية والشعبين المصرى والسعودى، داعيا إلى بناء جسور وفتح قنوات اتصال وتواصل بين البلدين لإنهاء الخلافات التى كانت سببا رئيسيا فى التباعد بين البلدين.
فيما أوضح الدكتور أنور عشقى، رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية فى جدة، أنه لا توجد مشكلات فى العلاقات المصرية السعودية، مشيرا إلى تصريحات وزير الخارجية المصرى سامح شكرى التى أكد خلالها على عدم وجود أى مشكلات بين القاهرة والرياض وأن وسائل الإعلام تحاول تضخيم للأمور.