كشفت صحيفة "westminster-abbey" في ذكرى وفاة العالم الإنجليزي، إسحق نيوتن الـ290 الذي يعد أبرز من ساهم في الفيزياء والرياضيات على مر العصور لما أسهم به من نظريات مختلفة، أمر غريب لا يعرفه الكثيرون، وهو أن تاريخ وفاة "نيوتن" يوافق يوم 20 مارس بتقويمنا الحالي.
وف حياة نيوتن كان هناك تقويمان مستخدمان في أوروبا هما "اليولياني القديم" الذى كان يستخدم فى المناطق البروتستانتية والأرثوذكسية الشرقية بما فى ذلك بريطانيا، والتقويم "الجريجورى الحديث" المستخدم فى أوروبا الكاثوليكية.
وعند مولد نيوتن كان التقويم "الجريجوري" يزيد على "اليولياني" بعشرة أيام، وهو ما أدى إلى حدوث هذا الفارق.
وقالت الصحيفة أن نيوتن كان مصابًا بمتلازمة أسبرجر وهي إحدى اضطرابات طيف التوحد، حيث يعاني المصابون بها صعوبات كبيرة في التفاعل مع الآخرين، إلا أن هذا الشكل من أشكال التوحد يمتاز باستمرار تطور الجوانب اللغوية والإدراكية لدى المريض، وربما تظهر بعض المشاكل في المهارات الحركية.
كان نيوتن مصابًا بمتلازمة أسبرجر، حتى أنه كان منهمك جدًا في عمله لدرجة أنه كان ينسى تناول الطعام، كما كان غريب الأطوار في بعض الأحيان، حتى أنه إن لم يحضر أحد محاضرة له كان يلقي المحاضرة متحدثًا إلى الغرفة الخالية، كما عانى نيوتن خلال فترة من عمره من الاكتئاب وجنون العظمة.
ويجب التمييز بين متلازمة أسبرجر كإحدى اضطرابات التوحد، وما يعرف بمتلازمة الموهوب وهي حالة نادرة تصيب الأشخاص ذوي الإعاقة العقلية، وتنتج عن خلل نمائي عصبي، ويعاني الشخص فيها اضطراب نفسي مع زيادة نسبة الذكاء في مجال معين، ويتقن المصابون به أيضًا مجالات الموسيقى والرسم والرياضيات وتقنيات الحاسب الآلي.
وترصد "أهل مصر" أبرز المعلومات عن نيوتن:
1- بداية بائسة ونهاية عظيمة:
ولد نيوتن فقيرًا يتيمًا مريضًا في إحدى القرى البريطانيَّة ولكن عبقريته برزت أخيرًا في جامعة كامبريدج الشهيرة، وبدأ نيوتن يبرع في مختلف العلوم الطبيعية كالفيزياء والكيمياء والرياضيات والبصريات وفي الفلسفة وعلم اللاهوت أيضًا حتى وصل أخيرًا إلى قمة المجد بعد اكتشافاته لعلم التكامل والتفاضل في الرياضيات وقوانين الحركة والجاذبية في الفيزياء،ورغم بدايته البائسة ولكن النهاية كانت أكثر من رائعةً وغير متوقَّعة إطلاقًا فقد أصبح رئيسًا للجمعية الملكية إلى حين وفاته وحظي بتكريم أكبر بكثير من ملوك عصره.
2-الكتاب الأهم في تاريخ العلم:
في عام 1687 نشر نيوتن كتابه الشهير المبادئ الرياضية للفلسفة الطبيعية Mathematical Principles of Natural Philosophy وفيه وضع قوانين الحركة الثلاثة التي تفسر حركة الأجسام في الكون وقانون الجذب العام وبلور علم التفاضل والتكامل بصورةٍ هندسيَّة واضحة، وأبهر هذا الكتاب فور ظهوره أرباب العلم والفكر في كل مكان ومازال يُعتبر برأي الكثيرين الكتاب الأهم والأكثر تأثيرًا في تاريخ العلم.
قال عنه لاجرانج أعظم عالم رياضيات في ذلك العصر إن كتاب المبادئ أعظم كتاب أنتجه العقل البشري.
وقال الفيزيائي الشهير لابلاس إنني أضمن لهذا الكتاب مكان الصدارة فوق كلِّ إبداعات العقل البشري على مرِّ العصور.
3-نيوتن الإنسان:
لم يتزوج نيوتن وكان يعيش في جو من الاكتئاب والعصبية في أغلب أيام حياته وكان نيوتن بخلاف كثيرٍ من علماء عصره مؤمنًا ومدافعًا عن الدين إلى أقصى الحدود وحاول التوفيق بين العلم والدين بعدة كتب ومقالات كتبها، وكذلك فقد كان متواضعًا ويقدر العلماء الذين سبقوه إذا استطعت أن أرى أبعد من غيري فهذا لأني كنت أركب على أكتاف العمالقة،وهو يقصد بذلك علماء الفيزياء الذين مهَّدوا له الطريق ككوبرنيكوس وغاليلو وكبلر.
4-معلومات نادرة عنه:
لا توجد تفاحة سقطت على رأس إسحق نيوتن كما يعتقد الكثيرون، ولكنه تساءل عما إذا كانت القوة التى جعلت التفاح يسقط تتأثر بحركة القمر حول الأرض.
- هدد إسحق نيوتن وهو صغير، والدته وزوجها بحرقهما أحياء داخل المنزل لكرهه لزوج والدته.
-كان نيوتن أيسر يعتمد على يده اليسرى، مثل الكثير من المشاهير كنابليون ودافنشي، ومايكل أنجلو، وأينشتاين، وبيل جيتس وغيرهم.
-كان إسحق نيوتن عضو فى البرلمان لمدة عام، وقال خلال هذه الفترة جملة واحدة فقط، حيث طالب الحاجب القريب منه بإغلاق النافذة المفتوحة.
-المبادئ الرياضية الواردة عن إسحاق نيوتن تتضمن خطأ فى الحساب بسيط والذى لم يلاحظه أحد لمدة 300 سنة.
-أرسلت عينة من شجرة التفاح الشهيرة الخاصة بالسير إسحق نيوتن إلى الفضاء لـ"تحدي الجاذبية".
5-رحلته الإيمانية:
كانت أفكار نيوتن الدينية غير تقليدية بالنسبة للعصر الذى عاش فيه، فتحدث نيوتن عن النبؤة اليهودية المسيحية، والتى كان يظن أن فك شفراتها هام للغاية لفهمه لفكرة الإله، ذكر أيضًا نيوتن فى كتابه أن رسالة المسيحية انحرفت عن الحق فى القرن الرابع الميلادى بعد أن تم عقد أول جلسة للمجمع المسكونى الأول، والذى عُقد فى مدينة نيقية والتى أثارت مبادئ خاطئة عن طبيعة المسيح عليه السلام.
6-وفاته:
ومات في لندن عام ١٧٢٧م وهو يقوم ببعض التجارب التي تتعلق بمادة الزئبق لصناعة الذهب، وتعد مادة الزئبق من أكثر المواد خطورة، وتأتى خطورته فى تأثيراته المدمرة على مدى الطويل للجهاز العصبى المركزى وما ينتج عن ذلك من اختلال فى وظائف الجسم تؤدى إلى الوفاة، وقد اعتقد الكيميائيون بمن فيهم اسحق نيوتن بأن الذئبق هو مصدر الذهب، وعند وفاته أظهرت الفحوصات وجود آثار للزئبق عند القيام بفحص شعره مما قد يدل على موته نتيجة تسممه بالزئبق وهو ما يفسر أيضًا غرابة تصرفاته فى أواخر حياته.