اعلان

البشعة.. كشف الجرائم بالسير على خطى الأولين.. 3 قصص "خيالية" لأناس برأّتهم النار.. و"مبشع" يكشف عن أجره

ربما يكون الأمر ضد قانون الطبيعة، ويعتمد على الأمور الروحية فقط، فكيف يحرك الإنسان لسانه على جمرة نار دون أن يحدث له شيء، قالقاعدة تقول إنه "عند لمس الجسم البشري جسما درجة حرارته عالية فسيصاب بأذى، وهذا أمر حتمي، ولكن في البشعة الأمر يكون مختلف.

فما هي البشعة؟

هي وسيلة تهدف إلى إظهار الحقيقة في أمر من الأمور عندما يتعذر إظهارها بوسيلة أخرى، وتتمثل بتعريض من يكون محلاً لها للنار وتفترض البشعة تدخلاً من القوى الغيبية للمعاونة في إظهار الحقيقة بجعل النار تحدث للمبتلى أذى إن كان مذنباً، وينجو من الأذى إن كان بريئاً وكانت شائعة في المجتمعات القبلية القديمة والمعاصرة وبعض المجتمعات المدنية القديمة ولها صور متنوعة من أكثرها شيوعاً استخدام النار، حيث يحمى على النار طاسة نحاسية "تشبه المغرفة" حتى تصبح كالجمر، ويؤمر المتهم بغسل فمه بالماء ثم لحس الطاسة، فإذا لم يصب لسانه فهو برئ، وإن أصيب يخسر الدعوى، فهو مذنب.

وتواصلت "أهل مصر" مع بعض الأشخاص الذين تعرضوا لهذا الأمر بعد أن تم اتهامهم في أمور في أغلبها تتعلق بالسرقة.

الخائف البريء

يقول سامح إمام، 25 سنة، نجار مسلح، كنت أعمل مع مقاول لأعمال البناء، واتهمني بأني سرقت منه خشب قيمته 100 ألف جنيه، وأنا لم أسرق أي شئ، ولكن المقال كان يتبلي علي، فقلت له أنني لم أسرق منه أي شئ، وجاء أهلي وأهله واحتكموا أن نذهب إلى البشعة وهي التي تبين الحقيقة، وبالطبع كنت لم أسرق شئ.

ويضيف تم تحديد موعد الذهاب إلى البشعة وذهبنا إلى محافظة الإسماعيلية لأن الراجل المبشع هناك، وبالعفل وصلنا عنده أنا وأهلي وجاء المقاول وقرايبه، وحمى الراجل بتاع البشعة محمي حاجة كدا زي المغرفة لحد ما بقت زي الجمر، وقال يقرأ قرآن ويقول عليها كلام وكلنا قرينا الفاتحة، وبعد قالي يا سامح مضمض بقك وتعالي الحس الطاسة، وقمت لحست الطاسة 3 مرات بلساني والحمد مجراش أي حاجة للساني.

وتابع إمام، بعد ما طلعت برئ الناس حكموا لي بمبلغ مالي كويس، لأن المقاول اتبلي علي زورا، وروحت جبت خروف ودبحته لوجه الله، بس الصراحة كنت خايف من البشعة وأنا داخل عليها.

حكم عادل

والقصة الأخرى من قصص البشعة يحيكها لنا السائق عيد محمد، 52 سنة، ويقول أنا سائق على سيارة ميكروباص في قريقة ريفية، ويوما ما ركب معي أحد الزبائن وبعد أن نزل جاء وقالي لي أن مبلغ كبير من المال وقع منه في عربيتي، وقلت له أني ملقتش أي فلوس في العربية ولا أي حاجة وأنها ممكن تكون وقعت منه في حتة تاني، ولكن الرجل أصر أن أنا اللي سرقته.

ويضيف قلت للراجل ملكش عندي أي حاجة إلا البشعة، تعالي نروح البشعة وهي اللي تحكم بينا، وفعلا رحنا البشعة، ولحست الطاسة بتاعة البشعة 3 مرات بلساني ومحصليش أي حاجة والرجال عرف إن أنا برئ وأن فلوسه متوقعتش في عربيتي واتأسف لي وانتهى الأمر.

ظهر الحق

بينما يقول علي حسين، 34 سنة: "اتهمني جاري بأنني سحرت له بأن يصاب بالتوهان، وذلك بعد أن تقدمت لأخته من أجل الزواج بها فرفضوا، فذهبت لساحر من أجل الانتقام منه وعائلته، وبعد شد وجذب اتفقنا على الذهاب للبشعة من أجل إظهار الحقيقة".

ويضيف: "كنت اسمع عن البشعة كل فين وفين ولم أتخيل نفسي في يوم من الأيام أن أتعرض لهذا الأمر، ولكن هذا ما حدث ووضعت لساني على الحديدة التي تم تسخينها حتى التهبت، ولكن لم يصب لساني بأي أذى، وظهر الحق وعرف جيراني أنني لم أعمل لهم أي سحر.. وعليهم أن يذهبوا إلى طبيب لمعرفة مرض ابنهم".

أجر المبشع

من جانبه، يقول الشيخ علي العمران، 63 سنة، وهو مبشع يعمل في أحد مناطق الجيزة، إنه يعمل في هذه مهنتي من زمان، وقد مر عليه الكثير من المشاكل مثل السرقة واعمال السحر والزنا والنصب وغيرها من المشاكل.

وتابع العمران: "يأتي الأشخاص لفك أنفسهم وتحرير رقبتهم، وإظهار الحق والعدل كتلك المرة التي جاءني فيها شخص اتهم زوجته بالزنا مع صديقه، فحلفت أمام الله أنها لم ترفع جلبابها إلا في الحلال منذ حيت على الأرض، فبرأها الله ورفعت عائلتها راية بيضاء وزفت إلى منزل أهلها".

وحول الأجر المادي الذي يتقاضاه جراء عمله كمبشع، قال: "لا يهم المال فهناك بعض القضايا التي لم أتلق فيها أي أموال، فقد جاءني المتهم يقول أريد أن أبرئ نفسي وأظهر الحق وأفك عنقي من الذل والإهانة، لكن عادة المبالغ تكون من 300 إلى 1500 جنيه بحسب القضية وأغلى أجر للتقاضي يكون قضايا الدم والزنا.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً