في مثل هذا اليوم من السنة الماضية توفيت المهندسة المعمارية العراقية التي غيرت مفهوم العمارة في العالم "زها حديد" والتي بدأ حبها لها منذ طفولتها حين كان يصطحبها والدها إلى معرض خاص بـ"فرانك لويد رايت"، بدار الأوبرا في بغداد.
نشأتهاولدت زها حديد، ابنة وزير المالية السابق محمد حديد (1907-1999) في 31 اكتوبر 1950 في بغداد، ودرست الرياضيات في الجامعة الأميركية في بيروت قبل أن تلتحق بالجمعية المعمارية في لندن وتنال منها إجازة عام 1977، وأصبحت لاحقا مدرسة في الجمعية.
حصلت زها على شهادة الليسانس في الرياضيات من الجامعة الأمريكية ببيروت، وتخرجت من الجمعية المعمارية بلندن عام 1977، كما عملت كمعيدة بكلية العمارة وحازت على مكانة مرموقة بالمعمار الغربي، وعلى الرغم من ذلك تصميماتها لم تلق اهتمامًا من بلدها العراق، ورفضوا لها عدة تصميمات قدمتها بدون مقابل.
تميزت زها بالتزامها بالمدرسة التفكيكية التي تركز على النمط والأسلوب الحديث في التصميم، ونفذت نحو 950 مشروعًا في 44 دولة كما امتازت أعمالها بالخيال والمتانة، وكانت تستخدم الحديد في تصميماتها، كما أنها لم تركز فقط على التصميم المعماري بل اهتمت بتصميم قطع الأثاث باعتبارهما ينبعان من نفس الشيء بالنسبة إليها.
جوائز حصلت عليهاكانت أول امرأة تنال سنة 2004 جائزة "بريتزكر" التي تعد بمثابة "نوبل" الهندسة المعمارية.
ونالت حديد عام 2010 جائزة "ستيرلينغ" البريطانية وهي إحدى أهم الجوائز العالمية في مجال الهندسة، كما منحت وسام الشرف الفرنسي في الفنون والآداب برتبة كوموندور وسمتها اليونيسكو "فنانة للسلام".
وفي العام نفسه، اختارتها مجلة "تايم" من بين الشخصيات المئة الأكثر نفوذا في العالم.
كما منحتها الملكة اليزابيث الثانية لقب ليدي في 2012 وحصلت الشهر الماضي على الميدالية الذهبية الملكية البريطانية لأعمالها.
وفي عام 2015 أصبحت المهندسة العراقية البريطانية أول امرأة تنال الميدالية الذهبية الملكية للهندسة المعمارية، بعد جان نوفيل وفرانك غيري وأوسكار نييماير.
أعمالهاأسست حديد شركتها عام 1979 وصممت حلبة تزحلق على الجليد في انسبروك في النمسا ودار الأوبرا في غوانغجو في الصين وفي كارديف عاصمة ويلز وكذلك المتحف الوطني لفنون القرن الحادي والعشرين في روما.
زها حديد مصممة حوض السباحة لدورة الألعاب الأولمبية في لندن سنة 2012، كان يفترض أن تشرف على بناء الملعب الأولمبي للألعاب الأولمبية المقررة في طوكيو في العام 2020 لكن لم يتم الموافقة على مشروعها في نهاية المطاف باعتباره باهظ الكلفة.
وصممت زها حديد محطة إطفاء الحريق في ألمانيا، ومتحف الفن الحديث في مدينة سين سيناتي بأمريكا، ومركز الفنون الحديثة في روما، ومعرض منطقة العقل في الألفية بلندن، وجسر في أبو ظبي، ومحطة لقطار الأنفاق في ستراسبورج، والمركز العلمي في فولفسبورغ بألمانيا ومحطة البواخر في سالرينو، ومركز للتزحلق على الجليد في انسبروك والمركز الرئيسي لشركة بي إم دابليو بألمانيا.
وقال المعماري الشهير بيتر كوك عند تقديم الميدالية الذهبية الملكية لها "بالتأكيد فإن عملها متميز وعلى مدى ثلاثة عقود الآن دخلت مجالات لم يجرؤ سوى القليل من الناس دخولها، وأضاف "كم نحن محظوظون لأنها معنا في لندن أنها بطلتنا".
كما حصلت على العديد من الجوائز والميداليات والألقاب الشرفية في فن العمارة، وامتازت بأنها من أوائل النساء اللاتي نلن جائزة بريتزكر في الهندسة المعمارية في 2004 والتي تعادل قيمة جائزة نوبل في الهندسة.
وفاتهارحلت زها حديد عن في 31 مارس عام 2016 عن عمر 65 عامًا، بعد إصابتها بأزمة قلبية في إحدى مستشفيات ميامي بالولايات المتحدة، تاركة ورائها فن عظيم يفتخر به العرب، وأسفل هذا التقرير نقدم لكم مجموعة من صور أعمال الراحلة زها حديد.