كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية عن استكشاف العلاقة بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، مؤكدة أنه لا يختلف الكثيرون في أن ثمة كيمياء معينة تجري بين الرجلين، لكن اللقاء الذي سيجمع السيسي بترامب الأحد 2 أبريل، سيكون أكثر من مجرد تقارب يجمع شخصين، لأن الود القائم بين الرئيس المصري ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، قد يعكر الكيمياء مع أمريكا.
وتساءلت الصحيفة: هل يستطيع ترامب تحويل الترحيب الحار إلى "صفقة جيدة" لصالح الولايات المتحدة ؟
ووفقاً للصحيفة هذه ليست المرة الأولى التي يجري فيها إعادة تشكيل العلاقات المصرية-الأميركية، فقد كان الرئيس أوباما يتودد إلى الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك الذي كان يشعر بالاستياء تجاه "أجندة الحريات" التي تنادي بها إدارة جورج بوش، بينما أكد أوباما التقارب مع مصر فيما يتعلق بعملية السلام الفلسطينية-الإسرائيلية، وقلل من أهمية حقوق الإنسان.
ولكن تغيرت أولويات أوباما وتعاون مع المعزول محمد مرسي المنتمي إلى جماعة الإخوان المحظورة قانونًا والذي فاز بالانتخابات الرئاسية عام 2012.
وفي العام التالي، وفي أعقاب ثورة 30 يونيو تمثل رد فعل البيت الأبيض في وقف شحنات الأسلحة، واعتبر السيسي ذلك الأمر تأييداً أميركياً لتنظيم الإخوان الذي اعتبرته مصر تنظيماً إرهابياً، وتم استئناف المساعدات العسكرية عام 2015، إلا أن ثقة القاهرة بواشنطن ظلت منعدمة، وأثر ذلك وطدت مصر علاقاتها بروسيا من خلال صفقات الأسلحة والتدريبات العسكرية المشتركة.
وقالت الصحيفة إن ترامب غير مقتنع بالترويج للديمقراطية ولن يضغط على مصر بشأن إجراءات الإصلاحات السياسية، وقد أثنى المسؤولون بإدارة ترامب على كلمة السيسي عام 2014 حينما شجع رجال دين على محاربة التطرف، ويشاركه رجال الدين هؤلاء وجهة نظره بشأن أن "الإخوان المسلمين تنظيماً إرهابياً".
ولا تزال السياسة الداخلية لكلتا الدولتين تفرض بعض التحديات، فقد طلب المسؤولون المصريون الحصول على المزيد من المساعدات العسكرية والاقتصادية الأميركية. وتريد مصر أيضاً أن تجدد واشنطن إجراءات التدفقات النقدية لديها، بما يساعدها على توقيع المزيد من عقود الأسلحة ومع ذلك، يتعهد ترامب بخفض المساعدات الأجنبية.
ويتعين على ترامب، ترتيب أولويات جهود مكافحة الإرهاب التي تبذلها مصر، فقد تم تأسيس الجيش المصري لخوض حروب برية ويرفض كبار ضباطه تركيز المساعدات على مكافحة الإرهاب، ويمكن أن تحاول مصر الفوز في هذا الجدل من خلال الاستناد إلى تعهدات ترامب بخلق فرص عمل، حيث يساعد شراء أنظمة السلاح على زيادة فرص التوظيف في قطاع الدفاع.
وربما تكون أفضل فرص ترامب في التوصل إلى "اتفاق جيد" مع السيسي يوم الإثنين، حينما يتلقى الزعيم المصري الترحيب الحار الذي طالما كان يريده في واشنطن.
ووفقاً للصحيفة إذا ما حقق السيسي ذلك الانتصار دون التنازل عن علاقاته مع روسيا أو أولويات المساعدات، فسيكون ترامب قد أضاع أفضل فرص واشنطن على مدار سنوات.