قالت صحيفة "معاريف" العبرية أن الجيش العراقي يقترب من السيطرة مسجد النوري في مدينة الموصل، وهو المسجد الذي ألقى فيه أبو بكر البغدادي خطابه الشهير في 2014 وأعلن عن إقامة خلافة الدولة الإسلامية في العراق وسوريا، وأعلن عن نفسه كخليفة.
وعلى أثر ذلك فمتخذي القرار العسكري والسياسي في إسرائيل قد بدأوا مرحلة جديدة لإعادة تشكيل سوريا، وتخشى إسرائيل من أن سلطة الأسد على جزء من سوريا قد يؤدي إلى وضع قوات إيرانية وحزب الله مؤيدة لايران قرب الحدود في هضبة الجولان.
وقالت الصحيفة إن هذه هي المسألة الأهم التي تقلق إسرائيل، وعلى رأسها رئيس الحكومة نتنياهو ووزير الدفاع ليبرمان، وخاصة الصواريخ بعيدة المدى، من إيران إلى حزب الله في لبنان عن طريق سوريا، كانت في أولويات اسرائيل في المنطقة الشمالية.
ووفقاً للصحيفة تحاول إسرائيل التوصل إلى اتفاق "تسوية" بين عدد من المجموعات في سوريا، وهي منع نشر القوات الإيرانية والشيعية على حدودها الشمالية، يقوم ممثلو إسرائيل بالاتصال مع جميع القنوات الممكنة ومع الاطراف التي لها صلة بالحرب السورية وهذه الجهات هي الولايات المتحدة وتركيا وروسيا بشكل خاص.
في المشاورات التي تمت مؤخرا بين نتنياهو وليبرمان وقادة الجيش والاجهزة الامنية نشأت فكرة يمكنها أن تساعد مصالح اسرائيل في الاتفاق المستقبلي في سوريا.
وأكدت الصحيفة أن الجهة الأهم التي لها تأثير في النظام السوري هي روسيا فتدخل روسيا في هذه المعركة قبل سنة ونصف، خاصة التدخل الجوي هو الذي أنقذ الاسد من الانهيار وأدى الى تعزيز حكمه نسبيا. وفي اسرائيل يعرفون أن المفتاح موجود في موسكو، ولهذا يكثر نتنياهو من لقاءاته مع بوتين والتحدث معه هاتفيا.
وفي في العام ونصف الاخيرين كانت خمسة لقاءات وعشرات المكالمات الهاتفية، اضافة الى المحادثات على مستوى رؤساء الاركان وضباط الجيش وموظفين رفيعي المستوى.
هذه المواضيع تم طرحها ايضا في زيارة نتنياهو الاخيرة الى موسكو وفي لقائه مع بوتين. والاجابات التي سمعها لم تكن حاسمة، لكن جهات سياسية وامنية قالت إن بوتين يدرك قلق اسرائيل ومصالحها الامنية.
وفي إسرائيل تشجعهم حقيقة أنه منذ تدخل روسيا في سوريا هناك تقارير عن الخلاف والتوتر بين طهران وموسكو.
رغم التعاون التكتيكي بين الجيش الروسي والجيش الايراني وحرس الثورة الايراني ورجال حزب الله حيث يشارك الجميع في غرفة عمليات ومعلومات. وعلى المستوى الاستراتيجي فان طهران وموسكو لا تتشابهان.
في هذا الأسبوع زار رئيس ايران حسن روحاني موسكو لنقاش عدد من القضايا، على رأسها تعزيز العلاقات التجارية بين الدولتين. وتناول ايضا المواضيع السياسية والامنية بشكل عام، وسوريا بشكل خاص. وبالتوازي مع الزيارة أعلنت وزارة الخارجية الايرانية أن ايران لن تجدد موافقتها على أن تقوم طائرات سلاح الجو الروسي بالعمل من مطاراتها لقصف المنظمات الإرهابية في سوريا.
ولكن مشكوك فيه أن تستطيع خطوات الاسبوع أن تحل الخلاف الاساسي بين الدولتين. سوريا تسعى الى اتفاق يؤدي الى مغادرة جميع الجيوش الاجنبية، بما فيها ايران وحزب الله، الاراضي السورية بعد انتهاء المعارك.