نقلت عناصر بيت المقدس الإرهابية بشمال سيناء، عملياتها فى الأونة الأخيرة إلى مناطق وسط سيناء، والتي تعتبر من المناطق الجبلية الوعرة.
ويعتبر حادث استشهاد 3 من القادة العسكرين فى الأسبوع الماضي ما هو إلا تطور نوعي خطير لنقل العمليات الإرهابية من مثلث العمليات وهى مناطق مدن الشيخ زويد ورفح والعريش إلى المناطق الأكثر وعرة الجبلية.
هجوم وسط سيناء لم يكن هو الأول من نوعه ولكن سبقه عدة استهدافات من قبل ما يسمى عناصر ولاية سيناء فى عمق وسط سيناء، فتعتبر مناطق بئر بدا وخريزة المطلة على الحدود الإسرائلية من المناطق التى شهدت من قبل استشهاد وإصابة عدد من الضباط والجنود، والأخطر نتائج الاستهداف التى أسفرت عن استشهاد قادة كتائب وضباط.
وفى الخامس عشر من شهر سبتمبر من العام 2015 قتل 12 شخصا وإصيب 4 آخرين نتيجة هجوم إرهابى من قبل عناصر بيت المقدس الإرهابية هاجموا تجمعًا للأهالي خلال احتفال إحدى العائلات التابعة لقبيلة التياها بعرس أحد أبناءها، ما يدل عن تواجد العناصر الإرهابية منذ فترة كبيرة، ولكن دون أى نشاط للعناصر الإرهابية إلا على فترات متفاوتة.
وفي الثامن من أبريل من العام الماضي استشهد 4 مجندين إثر هجوم شنَّه مسلحون على كمين للجيش بنطاق تجمع قريى خريزة التابع لمركز الحسنة بوسط سيناء.
وأكدت المصادر الأمنية حين ذاك إنَّ الاشتباكات جرت بمنطقة تجمع قرية خريزة بوسط سيناء، ما أسفر عن مقتل المتهم ماهر محمد علي سالم "25 عامًا"، وهو أحد المعاونين المهمين لقائد تنظيم بيت المقدس بوسط سيناء الهارب محمد موسى محيسن.
ولعل سقوط الطائرة الروسية بمنطقة بئر بدا مؤشر خطير يؤكد وجود التنظيم بتلك المناطق الوعرة منذ فترة ولربما كان يجمع اكبر عدد من عناصر التنظيم بمناطق الوسط ونقل العمليات الارهابية اليها.
العملية الإرهابية الأخيرة التي استشهد فيها 3 ضباط و6 مجندين وهى منطقة "جبل سحابة" تعتبر حصن عسكرى كبير فى وسط سيناء، تبعد عن مدينة العريش 220 كيلومتر، وعن مدينة السويس 73 كيلومتر.
ويتواجد فى محيط المنطقة كتيبتين عسكريتين للجيش الاولى "116" وهى كتيبة مشاة مكنيكيى وبتبعد عن جبل سحابة 10كيلومتر، بينما كتيبة "501" دفاع جوى "م.ط" وبتبعد عن جبل سحابة 28 كيلومتر، علاوة على تواجد عدد كبير من مخازن الاسلحة والكتائب الاخرى الصغيرة بالقرب من المنطقة.
المعلومات تشير إلى أن الفريق أسامة عسكر أثناء توليه القيادة الموحدة بداية من 2015، كان يقود من أحد الكتائب فى المنطقة قيادة العمليات ضد التنظيم وكانت المنطقة نقطة التنسيق بين الجيشين الثاني والثالث، حتى تم تولي اللواء محمد عبداللاه قائد القيادة الموحدة.
بتنفيذ عملية جبل سحابة تعتبر شمال سيناء بكل مدنها ودروبها وتجمعتها وودينها دخلت فى معمعة الحرب بعد ما أصبح تنظيم ولاية سيناء قادر على الوصول لأي مكان وتنفيذ عملياته الإرهابية.
كانت عناصر تابعة لعناصر بيت المقدس الإرهابية قد استهدفت فى ساعة متأخرة من ليلة الخميس الماضى، ثلاث مدرعات أمنية كان يقودها العقيد يحي حسن قائد الكتبية 116، فتم تفجير العبوة ناسفة الاولى فى المدرعة الذى يقودها قائد الكتيبة 116، ما أسفر عن تدمير المدرعة ووقعت اشتباكات عنيفة بين القوات والعناصر المسلحة.
بينما تم تفجير عبوة ناسفة أخرى في مدرعة الدعم ما أسفر عن استشهاد المقدم أحمد مالك، والرائد محمد عمر سليمان، و٧ مجندين آخرين.
العقيد تامر الرفاعى المتحدث العسكرى للقوات المسلحة أكد أنه خلال المواجهات قتل 15 فرد تكفيرى والقبض على 7 آخرين.
كما تم اكتشاف وتدمير مخزنين وجد بداخلهم نصف طن من مادة TNT شديدة الإنفجار، و55 جوال من مادة نترات الأمونيوم، وعدد كبير من العبوات الناسفة المعدة للإستخدام، وعددًا من الأجهزة الطبية ومواد الإعاشة خاصة العناصر التكفيرية، ومعدات تستخدمها العناصر التكفيرية في أعمال المراقبة.
كما تم ضبط عربتي دفع رباعى عثر بداخلهم على عدد من القنابل اليدوية والذخائر والأعلام والوثائق الخاصة بالعناصر الإرهابية، و460 جهاز حاسب آلى محمول، و640 تليفون محمول وألواح للطاقة الشمسية، وعدد من اللوحات المعدنية للسيارات.