كذبة أبريل، مناسبة تقليدية في عدد من الدول توافق الأول من شهر إبريل من كل عام، ويشتهر بعمل خدع في الآخرين، يوم كذبة إبريل لا يُعد يومًا وطنيًا أو مُعترف به قانونيًا كاحتفال رسمي، لكنه يوم اعتاد الناس فيه على الاحتفال وإطلاق النكات وخداع بعضهم البعض.
تعد هذه المزحة مُنتشرة في غالبية دول العالم باختلاف ألوانهم وثقافاتهم، وذهب أغلبية آراء الباحثين على أن "كذبة أبريل" تقليد أوروبي قائم على المزاح يقوم فيه بعض الناس في اليوم الأول من أبريل بإطلاق الإشاعات أو الأكاذيب ويطلق على من يصدق هذه الإشاعات أو الأكاذيب اسم "ضحية كذبة أبريل".
ويشيع أن ذلك التقليد أوروبي أساسًا ويعود إلى تغيير موعد بداية السنة الميلادية في القرن السادس عشر، إلا أن ذلك الأصل لتلك العادة قد يكون في حد ذاته "كذبة ابريل"، إذ أن هناك تاريخيا ما يثبت أن تلك العادة بدأت قبل ذلك، كما أنها لا تقتصر على الثقافة الأوروبية في القرون الوسطى، بل تتعداها إلى ثقافات وقارات أخرى.
التفسير الشائع هو أن كثيرا من مدن أوروبا ظلت تحتفل بمطلع العام في الأول من أبريل، حيث يبدأ احتفال نهاية الشتاء وبداية الربيع من 25 مارس إلى 1 أبريل، ثم جاء البابا جريغوري الثالث عشر بنهاية القرن السادس عشر وعدل التقويم ليبدأ العام في 1 يناير، وتبدأ احتفالات الأعياد من 25 ديسمبر. وأطلق الناس على من ظلوا يحتفلون حسب التقويم القديم تعليقات ساخرة لأنهم يصدقون (كذبة أبريل).
ولكن "قصص كانتربري" للكاتب جيفري شوسر التي تعود للقرن الرابع عشر تحمل حكايات عن "كذبة أبريل"، ما ينقض هذا الأصل "الجريجوري"، ثم إن هناك كثيرا من الشعوب لديها طقوس أقدم من العصور الوسطى الأوروبية تشبه تماما "كذبة أبريل"، أما أشهر كذبة أبريل، فتتعلق أيضا بكيف ولماذا ومن أين جاءت هذه العادة.
ففي عام 1983 نشرت وكالة أسوشيتدبرس تقريرا نقلته كثير من وسائل الإعلام عن نظرية أصل "كذبة أبريل" قدمه أستاذ التاريخ في جامعة بوسطن جوزيف بوسكن، وتقول نظرية بوسكن أن تلك العادة بدأت مطلع القرن الرابع الميلادي في عهد الامبراطور الروماني قسطنطين.
فقد كان هناك مهرج للقصر يدعى كوغل قال أمام الامبراطور أن المهرجين يمكن أن يحكموا بشكل أفضل من الامبراطور، ومن باب التسلية نصب الامبراطور مهرجه امبراطورا ليوم واحد (في 1 أبريل) حيث قرر كوغل نشر السخرية والمتعة في ذلك اليوم في أنحاء الامبراطورية.
وأعجب الامبراطور بالفكرة وتسلى بها فصارت تقليدا كل عام في ذات اليوم، وبعد أسابيع، اكتشفت الأسوشيتدبرس أنها وقعت في فخ "كذبة أبريل" وأن البروفيسور بوسكن لفق القصة تماما.