عملت عدد من الوزارات المصرية على إدخال التكنولوجيا في الخدمات التى يتلاقاها المواطن المصري، وظهر ذلك واضحًا خلال تدشين منظومة الكروت الذكية في الخدمات المقدمة من الدولة، وذلك لتسهيل الخدمة إلى حد كبير علي المواطن، وكان أخر هذه الخدمات استخراج بطاقات الحيازة الإليكترونية التى اطلقت عليها وزارة الزراعة "كارت الفلاح".
الزراعة تسعى لتسليم الفلاحين الكارت الذكي يوليو المقبل
كان آخر من ادخل الكارت الذكي في منظومة الخدمات التى تقدمها الدولة للمواطن عن طريق مختلف الوزارات هي وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، باستخدام "كارت الفلاح" الخاص بالحيازة الزراعية.
وسيتم تطبيق منظومة الكارت بشكل رسمي في يوليو المقبل، وذلك بعد الانتهاء من مراجعة 2 مليون استمارة من حيث التأكد من البيانات عن طريق المعاينة الفعلية للأحواض والزمامات في كل أرض، بجانب استمرار مراجعة باقى الاستمارات التى تم توزيعها علي الفلاحين، والتى تقدر بـ 5 مليون استمارة.
وتهدف وزارة الزراعة إلى التأكد من وصول الدعم والاسمدة والتقاوي إلى مستحقيه من الفلاحين والمساعدة في عدم التعدي على الأراضي الزراعية وتوفير قاعدة بيانات قومية مدققة، وترجع فكرة استخدام الكارت الذكي لأول مرة إلى عام2006، وذلك طبقًا لما ذكره المهندس مجدى عبد الله، رئيس الإدارة المركزية لإنتاج التقاوي بمركز البحوث الزراعية.
الكارت الذكي وسيلة للحصول على الوقود
في يناير 2017 أعلنت وزارة البترول عن فتح باب التسجيل عبر موقع المنظومة الإلكترونية لتوزيع المنتجات البترولية، لاستخراج كارت البنزين الذكي وبدء العمل به، ويضمن الكارت الذكي توزيع المنتجات البترولية بدقة، وذلك للتأكد من وصول الوقود إلى مستحقيه.
وقالت الوزارة أن محطات تموين السيارات حاصلة على كارت المحطة كوسيلة لصرف الوقود للمركبات التى لم تستخرج الكارت الذكي بعد، وتعتبر هذه هى المرحلة الثانية في استخدام الكارت الذكي بمجال صرف الوقود.
وأوضحت نيابة النقل والتوزيع بالهيئة العامة للبترول، عن نتائج الأسبوع الأول من التشغيل التجريبي لكروت الوقود الذكية "كارت البنزين" في ديسمبر الماضي، حيث تم استخدام الكارت الذكى في خروج 43.3 مليون لتر من البنزين والسولار للمواطنين بنسبة وصلت إلى 58% من إجمالى الكمية التى تم طرحها في المحطات والمقدرة بـ 75 مليون لتر من البنزين والسولار.
وزير الاتصالات يدرس تطبيق الكارت الذكي على المواصلات العامة
وكان المهندس ياسر القاضي، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، صرح بأنه يجري دراسة تطبيق الكارت الذكي على المواصلات العامة، ويتم تفعيل الكارت الذكي في المواصلات العامة عن طريق وضع ماكينة داخل الاتوبيس أو حلمها بواسطة الكومسري، ويمرر الراكب الكارت الخاص به داخل الماكينة، ليتبين من خلال ذلك اذا كان الراكب سيدفع تذكرة مدعمة أم عادية.
ويتم ربط الكارت بقاعدة بيانات تعرف بـ"داتا سنتر"، ويحتوي على بيانات كاملة عن الكارت الذكي الذي يحمله المواطن، والهدف من ادخال الكارت الذكي إلى منظومة النقل والمواصلات هو ضمان حقوق الدولة والمواطنين.
وفي عام 2015 قال سعد الجيوشي، وزير النقل السابق، أنه بعد تفعيل منظومة الدفع الإلكتروني في القطارات ارتفعت الإيرادات بنحو 42 مليون جنيه خلال أول 10 أيام فقط من تطبيق المنظومة.
العداد الذكي في وزارة الكهرباء
في اغسطس2015 أعلنت وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة، عن انها تسعي لتغيير منظومة العدادات المتعارف عليها، من خلال العمل علي إدخال 30 مليون عداد ذكي على مستوى الجمهورية، بواقع 4 ملايين عداد سنويا.
وتلك الخطوة اتخذتها الوزارة لوضع استراتيجية يمكن من خلالها ترشيد استهلاك المواطن من الكهرباء، لمواجه ضغط الاستهلاك الذي أدي إلى انقطاع التيار الكهربائي عن العديد من محافظات مصر، نتيجة زيادة الأحمال.
ويعد الحصول علي خدمات الكهرباء بواسطة العداد والكارت الذكي نقلة نوعية في مجال الكهرباء داخل مصر، وخلال 5 سنوات ستتحول عدادات الكهرباء من تلقيدية إلى ذكية، لترشيد الأستهلاك، وسيتم تقسيط قيمة العدادات الذكية على المواطنين لمراعاة ظروفهم المادية، بجانب المساعدة في القضاء على مشكلة محصلين الكهرباء، وقتل الشك لدي الموطنين في اسعار فاتورة الكهرباء.
الكارت الذكي في التموين
بدأ إدخال الكارت الذكي في منظومة الخبز من عام 2014، لحماية المواطن من التلاعب في رغيف العيش وسرقة الدقيق وبيعه في السوق السودة، وبدأت محافظة الجيزة في أغسطس من نفس العام بتطبيق منظومة الكارت علي مستوي 1938مخبز.
أما عن طرق صرف الخبز باستخدام الكارت، فيتم من خلال طريقتين، الأولي صرف الخبز باستخدام بطاقة التموين الذكية لكل من يمتلك "بطاقة تموين عادية" وفي هذه الحالة يتم صرف الخبز لكل فرد من افراد العائلة المسجلين في البطاقة التموينية التى تمتلكها الأسرة.
والحالة الثانية هي أن تقتصر البطاقة الذكية على الزوجة والزوج فقط، وفى هذه الحالة على الزوج أن يتوجه إلى مكتب التموين التابع له لأضافة الأبناء إلى البطاقة الذكية.
وهناك مميزات يستفاد منها المواطن المصري من خلال استخدام الكارت الذكي، منها حصول المواطن على 5 أرغفة يوميًا بمتوسط من 300 إلى 500 رغيف للأسرة في الشهر، بجانب أن المواطن بإمكانه الحصول على سلع تموينية أخرى في حالة توفيره لنقاط الخبز المقررة له يوميًا، ويتجنب المواطن من خلال الكارت الذكي الوقوف في طوابير العيش المعتادة.
وفي سياق متصل قال الدكتور وائل النحاس، الخبير المالى والاقتصادى، في تصريح خاص لـ"أهل مصر" إن منظومة الكروت الذكية التى دخلت في الكثير من الخدمات المقدمة من الوزارات إلى المواطن المصري، توفر حوالي 1.5% من الاقتصاد المصري، مما يعد مكسب للاقتصاد ويجعل هناك استفادة من هذه الاموال التى تم توفيرها في مجالات اخرى.
وأكد أن هناك تكلفة لعمل الكروت الذكية، ولكنها تعد تكلفة مرة واحدة فقط ويجري الاستفادة منها باقي الوقت، مما يوفر على الدولة تكاليف المستندات والبيانات فى الاوراق، موضحًا أن الكارت الذكي يعد ضمان اكثر من البطاقات التقليدية نظرًا لضمان حق المواطنين في الحصول على السلع التى توفرها الدولة لهم، والمساعدة في تضيق النطاق على المرتشين و"حرامية" السلع،مما ينعكس على الدولة من خلال الحفاظ على الميزانية.
فيما أوضح المهندس هاني محمود، وزير التنمية الإدارية الأسبق، أن الدولة المصرية تشهد تقدمًا واضحًا في مجال الاعتماد على الكروت الذكية في عدد من المجالات، مشيرًا أنه تم اطلاق بطاقة الأسرة منذ حوالي سبعة سنوات، ولكن في ذلك الوقت لم تجد قبول من جانب المواطن.
وقال إن الوقت الحالي زاد دمج الكروت الذكية في مجالات خدمة المواطنين، مما ترتب عليه قبول المواطن بنسبة أكبر من السابق مقارنة بوقت طرح الكارت الذكي في البداية، معللًا ذلك بأن الكارت الذكي دخل منظومة الخبز والتموين والبترول وهذا أدى إلى قبول المواطن للكارت.