ازداد الحديث في الآونة الأخيرة عن تزايد معدل الجريمة في دول الخليج، وخاصةً في المملكة العربية السعودية، وكانت معظم تلك الجرائم يتم تنفيذها من قبل بعض الوافدين مما أثار حالة من الرعب والجدل داخل المجتمعات الخليجية، والتي كانت من ضمنها الجرائم التي قامت بها بعض الخادمات في البيوت التي يعملن بها، من إيذاء بشع ومتعمد لأطفال الأسر التي يعملن لديهم، واعتبرت تلك الظاهرة من أكثر الظواهر المنتشرة وأبشعها على الإطلاق.
وفي هذا السياق، يرصد "أهل مصر" أبشع الجرائم التي وقعت في بعض دول الخليج.
قتل شابة كويتية
وفي حادثة قتل أشعلت الشارع الكويتي، أقدمت خادمة إثيوبية على مقتل شابة تعمل لدى عائلتها، حيث اعترفت الخادمة الإثيوبية بأنها خططت لقتل "سهام" تسعة عشر عاما، ابنة الرياضي الدكتور حمود فليطح الشمري، ولم يتبين سبب عملية القتل التي استعملت فيها سكينا منزليًا طعنت به المجني عليها أربع طعنات فارقت على إثرها الحياة قبل وصولها الى المستشفى، وقامت الخادمة بتسليم نفسها لرجال الأمن.
شج رأس سيدة سعودية بـ "ساطور"
وفي واقعة أخرى مروعة، أقدمت خادمة فلبينية بمركز الدلم في محافظة الخرج بالمملكة العربية السعودية، على الاعتداء على مخدومتها بـ"ساطور" ما أدى إلى شج في رأسها وكسر في يدها.
وتعود تفاصيل الحادثة إلى وقوع مشادة بين ربة المنزل وعاملتها، بسبب عدم قيام الأخيرة بإعداد وجبة الغداء، لتنقض الخادمة على مخدومتها بـ"ساطور" بعد احتدام النقاش بينهما، ما أدى لإصابة صاحبة المنزل بشج في رأسها وكسر في يدها.
وفي هذه الأثناء، سارعت والدة ربة المنزل التي تسكن معها بالنزول من الدور الثاني ليتصادف نزولها مع صعود الخادمة إلى غرفتها، فقامت الأخيرة بالاعتداء عليها وأصابتها بكسر في قدمها وكدمات بكتفها.
ضرب رجل مسن في الإمارات
وفي مشهد آخر، قام وافد أجنبي بتوجيه ضربات قاسية لرجل مسن في الإمارات دون الاكتراث إلى كبر سن هذا الجد الإماراتي، بل استغل ضعفه وانهال عليه ضربًا، حيث بدا بصفعة على وجعه ثم أبرحه ضربا بعكازه، ولحسن حظ هذا المسن كشفت كاميرات المراقبة الموضوعة في غرفته هذه الجريمة البشعة.
وكان هذا هذا الجد يحاول جاهدًا شرح الأمر لأبنائه لكن عبثًا، فقد نفى الخادم أقواله قطعًا، فقامت العائلة بنصب كاميرات المراقبة للتأكد من صحة ادعاء المسن خوفًا منهم أن يظلموا الخادم وأن تكون أقوال الجد مجرد هذي، وفي النهاية كشف الفيديو الجريمة، وأظهر أنه بعيدًا عن الضرب كان الخادم يأخذ أكل الجد كله، وتم إلقاء القبض على المجرم وأحيل للنيابة على الفور لكي تأخذ العدالة مجراها.
سعودي يقتل طفلته
وفي غصون يومين تورط توأمان سعوديان بقتل والدتهما وإصابة والدهما وشقيقهما، كما قتل رجل سعودي أيضًا طفلته الصغيرة، فيما طعنت زوجة زوجها في المملكة أيضًا، بينما ألقت الشرطة الكويتية القبض على شاب قتل شقيقه الأكبر نحرًا.
ضعف في دور مؤسسات المجتمع
وتقول دراسات وتقارير متخصصة في الجريمة إن عددًا من الجرائم المسجلة في دول الخليج يكشف ضعفًا واضحًا في دور مؤسسات المجتمع التعليمية والدينية والثقافية ساهم في تسجيل جرائم مروعة لم تكن معهودة من قبل في دول الخليج.
وترى بعض الآراء أن دورًا أكبر لمواقع التواصل الاجتماعي بدأ يتضح تأثيره الفعلي في الدول الخليجية من خلال شخصيات ومجموعات تمتلك القدرة في التأثير على الآخرين دون أن تكون آرائها إيجابية.
فيما يقلل آخرون من الجرائم المسجلة ويرون أن الصدفة التي جعلتها تقع في وقت متقارب أثار مخاوف من ازديادها فيما لايزال عدد الجرائم العائلية من هذا النوع محدودًا إذا ماتم قياسه خلال فترة عام كامل.
وخرج المدونون الخليجيون على مواقع التواصل الاجتماعي من هول الصدمة التي عاشوها من تلك الجرائم وبدأت نقاشاتهم تأخذ بالفعل منحىً آخر يركز على أسباب وقوع مثل تلك الجرائم في مجتمع عربي إسلامي.
أسباب الجرائم
وتتنوع الآراء حول تحديد أسباب وقوع مثل تلك الجرائم لكنها تجتمع على عدة نقاط من بينها انتشار المخدرات والفكر المتطرف وإقصاء الآخرين وآرائهم ما يدفعهم للرد بعنف على هذا الإقصاء.
كما تتفق الآراء على أن المؤسسات الاجتماعية التقليدية كالمدرسة والجامعة والمسجد بحاجة لانتفاضة في آلية عملها لتواكب العالم الجديد الذي يتغير بسرعة وتتغير معه آلية تفكير أفراد المجتمع.