اعلان

فى ذكرى وفاته.. «جبران خليل جبران» الشاعر الفيلسوف

«أعطني الناي وغني» كلمات تذيب القلب، سطرها الراحل جبران خليل جبران بحروف من نور، والذى تحل اليوم ذكرى وفاته.

كان جبران قد توفى في مستشفى القديس «فنسنت» في نيويورك في العاشر من إبريل من عام 1931، ونقلت رفاته إلى لبنان، ودفن في دير مار سركيس قرب بشرى، بحسب وصيته، في المكان الذي كان يحلم بالعودة إليه، وقد أوصى بمعظم رسومه لصديقته ماريل هاسكل التي ساعدته في طريقه إلى مجده الأدبي والفني، وبأمواله لأخته مريانا التي ساعدته أيام عسره، بما كانت تجنيه بإبرتها، وبريع كتبه لبلدته بشرى، وبموته بدأ جبران يعيش فينا بأدبه وفنه وفكره.

حقق شهرة واسعة ليس فقط علي مستوى العالم العربي ولكن في أمريكا وهو ما أدى إلى جنيه ارباحا طائلة نزعت من قلبه طعم المرارة، فصدرت له عدد من الكتب وصلت الى ثمانية كتب خلال ثمانية أعوام فكان من أهمها كتاب «النبي» الذي لاقى شهرة عالمية، وهزّ ضمير العالم العربي والأمريكي والأوروبي، وأصبح يدرّس في الجامعات الأميركية والعالمية ويتصدّر المكتبات العالمية بلغاته المتعددة. فلقد ترجم الى الألمانية والفرنسية بعد صدوره بسنتين، ويعتبر «النبي» الكتاب الرابع انتشارًا في العالم.

تميزت نشأته بالشقاء والمعاناة حيث سجن والده وهو في الثامنة من عمره، وصادرت جيوش المتصرف منزل الأسرة العريق وأملاكها، في التاسعة من عمره سقط عن صخرة عالية بالقرب من دير مار ليشاع فانكسر عظم كتفه وصلب على خشبة بضعة أشهر ليلتحم العظم (يجبّر)، فاكتشف في ذاته معنى الصلب الذي عرفه مشهديًا في طقوس الصوم وأسبوع الآلام، والكسر أودع يده اليمنى ضعفًا لازمه طيلة حياته ودفعه لاقتناء عصًا وعندما بلغ جبران الحادية عشرة من عمره خرج الوالد من السجن وكان الجوع يهدد أسرته، الأمر الذي دفعها الى عبور حدود لبنان المتصرفية، فأقلعت في 25 سبتمبر 1895 من مرفأ بيروت متجهة صوب الولايات المتحدة الأمريكية وتحديدًا إلى بوسطن حيث الطموح البعيد.

كان وطنيا من الدرجة الاولي لم يعش بعيدًا بحسه وفكره عن بني قومه، بل إن العبودية التي يرسف في أغلالها العالم العربي، كانت تمزّق وجدانه، والثورة على الظلم والضعف والتخلّف، تجعله يصرخ بأعلى صوته مناديًا الحرية، كما أثرت الحرب العالمية الأولى مع ما رافقها من أهوال في جبران تأثيرًا كبيرًا، مما دفعه إلى انتهاز كل الفرص والمناسبات لمساعدة أبناء قومه بجميع الوسائل، في هذه الفترة كتب مقالة «مات أهلي».

وفي عام 1917 شغل منصب أمين سر «لجنة إغاثة المنكوبين» في سوريا ولبنان وراسل أبناء وطنه المقيمين في أميركا وباريس محاولًا إقناعهم بالسعي لتحقيق استقلالهم عن طريق الثورة؛ لكن جبران لم يخلق ليكون سياسيًا، فانقطع عن العمل السياسي منصرفًا إلى الأدب والرسم، وأسس في بيته «الرابطة القلمية»، وانتخب عميدًا لها سنة 1920، سنة بدء اضطراباته الصحية بالظهور.

جدير بالذكر أن "جبران" من مواليد عام 1883 في شمال لبنان وتلقى في مدرسة الخوري جرمانوس التابعة لدير مار ليشاع أوليات السريانية والعربية.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً