في الوقت الذي تحارب فيه الأجهزة الأمنية، تظيمات إرهابية منظمة، ابتكر الإرهابيون طريقة جديدة تعد الأكثر إرهاقًا لقوات الأمن، وهي الهجوم عن طريق "الذئاب المنفردة"، والتي تهدف إلى إحداث التوتر والفوضى، فى المجتمع من خلال عمليات إرهابية تستهدف رجال الشرطة والجيش وحتى المدنيين، وانتشرت تلك العمليات خلال الآونة الأخيرة، ولكن استخدام فكرة "الذئاب المنفردة" فى تنفيذ تلك العمليات، يمثل عائق كبير أمام الأجهزة الأمنية فى التصدي لتلك الضربات.
وفي هذا التقرير يلقي "أهل مصر" الضوء حول طريقة "الذئاب المنفردة"، وهل من الممكن أن يصبح عام 2017 عام "العمليات الإرهابية بواسطة الذئاب المنفردة"..
يقول اللواء محمد نور الدين مساعد وزير الداخلية الأسبق، إن فكرة تطبيق الجماعات الإرهابية لطريقة "الذئاب المنفردة" أصبحت أكثر صعوبة فى تطبيقها، مضيفًا أن الأجهزة الأمنية وأجهزة المعلومات بوزارة الداخلية تعمل بشكل جيد فى التوصل لتلك الجماعات والقبض عليها، وذلك من خلال توافر معلومات وأجهزة بحث عن قيادات جماعة الإخوان الإرهابية فى كل محافظات الجمهورية.
واستبعد مساعد وزير الداخلية السابق لـ"أهل مصر"، أن يصبح عام 2017 عام العمليات الإرهابية بواسطة الذئاب المنفردة، بالرغم من العمليات الإرهابية المتواصلة التى تنفذها الجماعات الإرهابية، مشيرًا إلى أن كل تلك العمليات وراءها جماعة الإخوان والتى أعلنتها صريحة "بأنها جماعة عنف".
وأوضح نور الدين، أن كل ما يشهده الوطن خلال الآونة الأخيرة ومنذ 30 يونيو بسبب جماعة الإخوان الإرهابية، والتى تعمل بطريقة "الخلايا العنقودية" وذلك حتى لا تنكشف كل قيادات الجماعة بمجرد ضبط أي من أعضائها.
وأشار إلى أن ذلك التنظيم، الذى يعد السر وراء كل عمليات الإرهابية سواء عمليات مشتركة أو ذئاب منفردة، كان يقوده القيادي محمد كمال والذى تم تصفيته، مؤكدًا أن تلك الجماعات سوف تعمل خلال الفترة القادمة على زيادة عملياتها الإرهابية داخل مصر وذلك لإثبات تواجدها فى مصر.
ونوه إلى أنه أسرع طريقة للتخلص من ذلك الصداع وكل تلك العمليات الإرهابية التى يتم تنفيذها، يتم عن طريق محاكمات سريعة للقيادات الإخوانية، موضحًا أنه مهما اختلفت المسميات لتلك الجماعات فإنها ولدت من رحم جماعة الإخوان الإرهابية، سواء داعش أو بوكو حرام أو لواء الثورة، كما أن جهاز أمن الدولة قد نجح مؤخرًا فى إحباط تلك العمليات من خلال ضربات استباقية وضبط لتلك الجماعات.
من جانبه قال اللواء سمير الراغب، الخبير الاستراتيجي، إن المقاتلين فى سوريا بعد عودتهم إلى بلادهم بالتأكيد سوف يتحولوا إلى ذئاب منفردة، ويقومون بتنفيذ عمليات إرهابية داخل بلادهم، مطالبًا الأجهزة الأمنية أن تكون مترقبة بشكل جيد وتضعهم على قوائم الترقب قبل حدوث أي عمليات إرهابية.
وأضاف الراغب لـ"أهل مصر"، أن هؤلاء لديهم النزعة الهجومية وتنفيذ عمليات انتحارية والتاريخ يشهد على ذلك جيدًا، وذلك بعد فقدانهم القيم والأخلاق وتطبعهم بالأفكار الجهادية الإرهابية.
وأوضح أن لقب الذئاب المنفردة يطلق على من يقومون بتنفيذ عمليات إرهابية، متبعين تنظيم إرهابي، كما يتلقون تعليماتهم وتكليفاتهم من ذلك التنظيم، ولكن اللقب لا يطلق على منفذى تفجيرات منفردة غير تابعين لتنظيمات.
وأوضح أنه لن تتم أي عمليات بواسطة ذئاب منفردة، ولكن تلك العمليات تمت فى دول خارجية وكان منها الولايات المتحدة الأمريكية، والتى شهدت قيام ذئب منفرد بتفجير نفسه.
وأشار إلى أنه فى حالة عودة تلك الجماعات إلى دولتها وإذا ما انضمت لتنظيمات إرهابية أو جماعات متطرفة داخل دولتها، فإنها بالتأكيد سوف تتطبع منها وبالتالى تصبح جاهزة للقيام بأى عمليات إرهابية فى أى وقت.
ونوه إلى أن الجماعات الإرهابية تسعى إلى استمالة الشباب والتأثير على أفكارهم من خلال مواقعهم الإلكترونية، مثل مجلة دابق التابعة لتنظيم داعش الإرهابي، ولذلك فإنه بعد اقتناع شاب ما بفكر تلك التنظيمات فإنه يسعى إلى التواصل مع تلك الجماعات وتلقى تعليمات لتنفيذها منفردًا كلًا من منطقته.