"فوسيتش" في مهمة قيادة سفينة صربيا عبر بحر متلاطم الأمواج

رئيس وزراء صربيا ألكسندر فوسيتش
كتب : وكالات

فاز رئيس وزراء صربيا ألكسندر فوسيتش في ثلاثة انتخابات على التوالي بناء على وعد بقيادة صربيا إلى عضوية الاتحاد الأوروبي، وتخفيف المشكلات الاقتصادية والاجتماعية وضمان السلام مع دول الجوار في منطقة البلقان المضطربة.

وبعد فوزه بانتخابات الرئاسة الصربية الأحد، تعهد فوسيتش بالاستمرار في طريق انضمام بلاده إلى الاتحاد الأوروبي، والمضي قدما في إقامة العلاقات الودية مع روسيا والصين.

وقال فوسيتش في مقر الحزب التقدمي "لقد أظهر الناخبون الطريق الذين يريدون أن تسلكه صربيا". وأضاف "إن صربيا ستبقى على المسار الأوروبي والإصلاحي، ولكنها ستبقى أيضا صديقة لروسيا والصين".

عمل فوسيتش،الذي كان في السابق قوميا معارضا بحماس لكل ما هو غربي ومعاديا للكروات ومسلمي البوسنة والألبان وغيرهم من العرقيات في المنطقة على مدى فترة طويلة خلال الخمسة والعشرين عاما الماضية، جاهدا للتخلص من وصمة التطرف.

وفي الأعوام الخمسة الماضية بقيادة فوسيتش وحزبه التقدمي، حققت صربيا بعض التقدم اقتصاديا ودبلوماسيا، ولكن بقدر أقل من وعوده.

وعمل فوسيتش 46 عاما على مدى العقدين الماضيين على تحويل نفسه من قومي يميني متطرف معاد للغرب، إلى معتدل يطلب دعما واسع النطاق لتنفيذ إصلاحات تقربه من الاتحاد الأوروبي.

واعترف فوسيتش بأنه كان مخطئا في الماضي، وقال إن إدراك أخطائه استغرق وقتا.

وقال فوسيتش لصحيفة فرانكفورتر ألجماينه تسايتونج في مقابلة لا تنسى:"لقد كانت عملية طويلة. الأمر ليس أن تستيقظ صباحا ذات يوم وتقول: إنني مختلف"، وذلك في وصفه لتحوله نحو التيار السياسي السائد.

وقال "على عكس العديد من الساسة في صربيا الذين يتصرفون دائما وكأنهم على صواب دائما، لا أخجل من القول إنني كنت مخطئا،لقد أخطأت، لقد كنت مخطئا، ليس من السهل، ولكنني أعترف بذلك".

وفي تموزيوليو 1995، وعد فوسيتش خلال كلمة له أمام البرلمان كنائب بقتل مئة مسلم مقابل كل صربي يقتل جراء عمليات حلف شمال الأطلسي (ناتو) ضد القوات الصربية خلال المراحل الأخيرة من الحرب البوسنية.

وقال:"فاضربوا بالقنابل إن كنتم تجرؤون"، وذلك في حين كان الناتو يعد لقصف مواقع الصرب في البوسنة، بعد عشرة أيام من اجتياح القوات المسلحة الصربية لملاذ الأمم المتحدة الآمن "سربرنيتشا".

كما قال المشرع الشاب أمام البرلمان الصربي:"اقتلوا صربيا واحدا وسوف نقتل 100 مسلم، دعونا نرى ما إذا كان المجتمع الدولي أو أي كيان آخر يجرؤ على ضرب مواقع الصرب".

أما في سربرنيتشا، أعدمت قوات صرب البوسنة نحو 8 آلاف مسلم بوسني من الشباب والرجال، وطردت باقي مسلمي البوسنة، فيما وصفته محاكم الأمم المتحدة فيما بعد بأنه "إبادة جماعية".

وكوزير إعلام خلال العامين الأخيرين من ولاية الرئيس الصربي الأسبق سلوبودان ميلوسيفيتش،أغلق فوسيتش عشرات من المؤسسات الإعلامية المستقلة في صربيا وفقا لمحاكمات الأربع وعشرين ساعة السريعة التي جرت بناء على قانون قمعي ساهم في وضعه.

وبعد سقوط نظام ميلوسيفيتش عام 2000، استمر فوسيتش في الحزب الراديكالي، حيث قاد احتجاجات ضد اعتقال المشتبه بهم في جرائم الحرب ونظم حملات مستمرة ضد تقارب صربيا مع الغرب.

وفي عام 2008، بدأ فوسيتش تغيير مساره، حيث تخلى عن الراديكاليين بعدما مسيرة عقدين من الزمن معهم، وانضم للحزب التقدمي وغير موقفه تجاه الاتحاد الأوروبي.

ولكن، رغم انتصاراته الانتخابية، لا يزال فوسيتش غير محبوب في بعض الأوساط.

ويقول القوميون إنه خان صربيا عبر توقيع اتفاقية تطبيع مع كوسوفو، كما يشعر المتقاعدون بأنهم تعرضوا للخداع عندما قررت حكومة فوسيتش خفض المعاشات بنسبة 10%. ولكن الشيء الأبرز هو أنه لايزال يحمل وزر دوره في نظام ميلوسيفيتش.

ومن بين إنجازاته، يذكر فوسيتش أنه وحزبه التقدمي قد مهدا الطريق إلى بدء محادثات العضوية مع الاتحاد الأوروبي.

وكان فوسيتش قد توجه إلى سربرنيتشا في عام 2015 للمشاركة فى تأبين الضحايا المسلمين الذين قتلوا في مذبحة عام 1995، ساعيا إلى المصالحة مع الأعداء السابقين.

ويتهم المعارضون فوسيتش بتأييد المحسوبية، مشيرين إلى أنه لم يتم إصدار أحكام بحق أي شخص بتهمة الفساد رغم عشرات الفضائح.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً