طرد شباب الإخوان من منازلهم بالسودان.. حلقة في مسلسل تدمير الجماعة ذاتيًا

صورة تعبيرية

مرّت جماعة الإخوان الإرهابية أثناء ثورة 25 يناير، وبعدها، بانشقاقات متعددة، آخرها ما شهدته السودان، بإعلان جبهة محمود عزت، العداء صراحة لجبهة غريمه "محمد كمال"، وطردها شباب الجماعة الموالين لكمال من منازلهم هناك، بعد منع عزت ورفاقه المسيطرين على التنظيم الدولي للإخوان، إرسال الدعم المالي اللازم لإعالتهم في السودان، إقصاء لـ"الكماليين" من المشهد، وتأكيدا لدعم محمود عزت ومحمود حسين وإبراهيم منير على الموالين لهم.

ويأتي ذلك الفصل في سلسلة خلافات أعضاء الجماعة، التي بدأت بفصل عبدالمنعم أبوالفتوح وحلمي الجزار ونائب المرشد السابق محمد حبيب، رغم بعدهم عن الفكر القضبي المتشدد، واتباعهم الطريق الوسطي خلال ثورة 25 يناير وحتى اليوم .ويرى الكثير من المحللين والباحثين أن كثرة الخلافات بين جبهتي الشباب والقدامى في الجماعة يمكنها تدمير التنظيم ككل، نتيجة أزمة الثقة في إدارة التنظيم بين الطرفين المتناحرين عليه، فيما يواصل شباب الجماعة، تهديدهم بكشف المستور من انتهاكات الجبهة التاريخية القديمة ضدهم، والتي انتهت بالطرد من منازلهم.وكشفت مصادر مطلعة لـ"أهل مصر"، أن جبهة القيادات الإخوانية القدامى، نفذت تهديداتها لشباب الجماعة الموالين لجبهة "محمد كمال" وقامت بطردهم من منازلهم في السودان، ليرد الشباب بتسجيل فيديو لطردهم من المنازل، وبثه عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ليحصد أكبر نسب مشاهدة علي موقع "يوتيوب"، وتهديدهم بكشف المستور من فساد مالي تنتهجة القيادات القديمة .ودشن نشطاء إسلاميون وإخوان منددون بما فعلته جبهه "عزت"، هاشتاجا رافضا لهذه الأحداث، دعت فيه لوقف طرد شباب الإخوان من منازلهم، ومحاسبة المرشد محمود عزت وأتباعه على سياسات الإقصاء.

وللتعليق على الأزمة، قال إسلام الكتاتني، المنشق عن الإخوان في حديثه لـ"أهل مصر" بأن من أسباب الصراع المحتدم بين قيادات الجماعة القديمة والشباب والتي تسببت في طرد القديمة لشباب من بيوتهم في السودان هو مقالة الدكتور عزام التميمي، فلسطيني الأصل يقيم في بريطانيا وأحد القيادات التاريخية للجماعة بفتوي طالب فيها بغلق مكتب الجماعة في لندن ونادي بترك القيادات لشباب الجدد.

وشدد الكتاتني على أن القيادات التاريخية لا يصح أن تقوم بمثل هذه الأفعال ضد الشباب لأنها جماعة عمرها 85 عام ومن المفروض، تقبل الآخر ولا تقصي شبابها مثلما أقصت المعتدلين منها مثال عبد المنعم أبو الفتوح وحلمي الجزار ومحمد حبيب وكانت أكثر الناس انفتاحا وبعدا عن فكر القضبيين المتطرفيين.

وأكد الباحث في الشأن الإسلام السياسي، أن قيادات الجماعة القديمة منغلقة، أمثال خيرت الشاطر ومحمود عزت، مؤكد استمرار الصراع بين جبهة الشباب والقيادات التاريخية إلى أن تؤل دفة الجماعة إلى التيار الدعوي.

فيما ذهب مصطفى السعيد الكاتب الصحفي والمحلل السياسي في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر" إلى أن الخلافات تعصف بالجماعة منذ فترة طويلة وأنها مقدمة لانشقاقات أخرى فهناك استقطاب حاد داخل الجماعة بين الداعين للعنف والداعين للمصالحة واليائسين من استعادة مكانة الجماعة.

وأوضح أن جماعة الإخوان تتعرض الأزمة ثقة نتيجة تخبط قياداتها وتحميلهم المسئولية عن حالة التردي التي تمر بها الجماعة في مصر والخارج.

واتهم السعيد قيادات جماعة الإخوان القديمة والتاريخية بمسئولياتها بعدم القدرة على مجرد توضيح أسباب حالة التردي وطريقة تصويبها، والتباين الشديد في المواقف، وهو ما أدى وسيؤدي للكثير من الأزمات والانشقاقات.

وأشار المحلل السياسي إلى أن معالم الأزمة لا تقتصر على الإخوان في مصر بل جماعات الإخوان في الدول العربية، التي قررت معظمها نفي أي علاقة لها بجماعة الإخوان، حتى لا تدفع الثمن الكبير لفشل الجماعة والتدهور الذي لحق بها. 

وأوضح أحمد عطا، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، أن المشكلة التي يواجهها شباب الإخوان الهاربين في السودان، هو تراجع الدعم المالي القادم لهم من التنظيم الدولي لجماعة الإخوان مما تسبب في طردهم من منازلهم، والسبب أن أجهزة الأمن فى السودان تضع قواعد ومراقبة مالية صارمة على تحويلات التنظيم الدولى لشباب الإخوان.

وأضاف فى تصريحات خاصة لـ"أهل مصر" أن هذه التحويلات تأتى من حسابات خاصة بالتنظيم فى "بنوك جنوب إفريقيا" والسبب فى هذا تصاعد الجناح السياسى التابع لجماعة الإخوان وسيطرته على شريحة كبيرة من الشعب السوداني.

وكشف عطا عن واقعة حدثت خلال العام الماضي، تم التكتم عليها من التنظيم الدولي حيث قام مسؤول الإخوان في إفريقيا، وهو القيادى محمد البحيرى الذى تسلم "5 مليون دولار" بهدف تنشيط عناصر الجماعة والعمل الدعوى التنظيمى، لكن الحكومة السودانية صادرت المبلغ وتبين من جهات التحقيق أن البحيرى كان يتبنى خطة تدريب عناصر الإخوان فى السودان، وتدريبهم فى معسكرات خاصة بالتنسيق مع مسؤول الإخوان فى السودان القيادى على جاويش. 

ويرى هشام النجار الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية في تصريحاته ل"اهل مصر" أن ما تشهده جماعة الإخوان المسلمين من خلافات تنظيمية أخطر من كل الخلافات السابقة، إذ إن الخلافات هذه المرة ليست شخصية ولا حتى على أساس جغرافي، وإنما تمس الفكر الأيديولوجي للإخوان المسلمين.

وأوضح أن وجود وسائل التواصل الاجتماعي أكسب افراد التنظيم قدرا من التعبير عن آرائهم والتأثير على غيرهم من الأفراد، ما زاد ساحة النقاش والاختلاف.

واكد هشام النجار أن الأزمة الحالية ربما تسفر عن نجاح الوساطة في تسوية الخلافات بين الطرفين، أو ولادة نسخة إخوانية جديدة، وانشطار الجماعة إلى جماعتين أو عدة جماعات والبقاء لفترة أطول من الصراع.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
«الأرصاد» عن طقس اليوم: شبورة مائية وأمطار ورياح على هذه المناطق