حكاية "الشماس البتول" في دمياط.. "القديس" سيدهم بشاي رأى العذراء وذاق آلام المسيح.. وخادم الكنيسة: جثمانه يخرج كل عيد لنيل البركات (فيديو وصور)

"الشماس البتول".. ذلك كان لقبه الذي أطلقه عليه الأساقفة بدمياط، كان اهتمامه بالكنيسة أهم أولوياته، جسدت قصته المسيح، فأصبح قديسا يحمل السلام لأبناء دمياط، فكانت لنا تلك الجولة بين جنبات كنيسة العذراء بدمياط لكشف رحلة القديس سيدهم بشاي.

بدأت "أهل مصر" جولتها بالتعرف على الجثمان المقدس مقصد أبناء المسيح بالمحافظة، بل المحافظات الأخرى، الأمر الذى جعل من كنيسة العذراء بدمياط مزارًا سياحيًا، فمع قرب عيد القيامة المجيد، تستعد الكنيسة لخروج الجثمان من مرقده لنيل البركات، ليقبع أبناء المسيح بالقرب من موقد الشموع، لتأدية التمجيدات الخاصة بالجسد، والتى تعد من أهم الترانيم التى يؤدونها لنيل البركات.ولد القديس سيدهم بشاي، فى عام 1785 ميلاديًا، عمل تاجرا للأخشاب بمحافظة الإسكندرية، واعتاد زيارة محافظة دمياط حيث مقر إقامة أخيه بمنطقة منية دمياط وسط المدينة، كان دائم الذهاب إلى الكنيسة، أولاها كل اهتمامه، ولكن وكما تقول الرواية، تربص به بعض الأشرار، لتبدأ رحلة معاناته.اتهم بأنه ضد الوالي، كما طلب منه ترك ديانته وبين هذا وذاك انهالت عليه الأسواط فكانت أولى الأحكام الصادرة ضده بالجلد 500 جلدة وسط المحافظة ليعتبر به الناس، ثم أودع في السجن لسنوات عديدة حتى جاءت لحظة الفراق فحكم عليه بالإعدام رميا بالزيت المغلى لتزهق روحه فى الخامس والعشرين من مارس 1844.

حملت رحلة القديس بشاي العديد من الأحداث، فقد قام الأشرار بجلده بالجريد أثناء ذهابه إلى القاضي، فضلًا عن قيامهم بالاستهزاء به عن طريق قص الشعر، والذقن والشارب، إضافةً إلى تنظيمهم موكب له ليتعرض به لكافة أشكال الأذى. سجن وعذب حتى سلم روحه الطاهرة، كانت هذه أولى كلمات القس مينا بولس الحديدي، راعي كنيسة العذراء بدمياط، حيث روى أن القديس بشاي فى قصته أحداث تتشابه كثيرًا مع قصة المسيح، فقد رأى العذراء ذات يوم لتحمل له رسائل سماوية ليتحمل آلام العذاب، مشيرًا إلى أن هناك دروس متعددة من تلك الرحلة ننقلها لأبنائنا، لافتًا إلى أنه قد احتل "القديس بشاي" مكانة كبيرة بوجدان أبناء المسيح، لتكون رحلته نحو السلام هى العقيدة التى اعتنقوها عنه بشكل أعاد إلى أذهانهم قصة المسيح.كما أصبحت بركاته مقصدًا لكل من يعتنق الدين المسيحي بدمياط بل وخارج المحافظة أيضًا، فيما احتلت الترانيم والتمجيدات مكانتها هي الأخرى لتسطر جوانب رحلته والتى أختفيت عن الجميع.

وأضاف كاهن الكنيسة أنه تم اكتشاف الجثمان في عام 1967 محتفظًا بنفسه لم يتحلل سوى التشوهات التي جرت جراء الزيت المغلى الذي سكب عليه، ليكون مكان اكتشاف الجسد مقر الكنيسة الحالي. وأوضح بولس الحديدي أن الكنيسة اعتادت على خروج الجثمان فى كل عيد لنيل البركات، ناهيا كلماته بجملة: "بركة صلاته تكون معنا جميعا''، تلك الترانيم التى تحمل بركات القديس سيدهم بشاي لأبناء المسيح بدمياط.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً